بعد نحو اسبوع من تعطل البنوك وعلي عكس المتوقع شهدت أسواق الصرف الأجنبي هدوءا ملحوظا ولم يسجل الدولار أي قفزات في أسعاره التي تراوحت بين 587 و589 قرشا للشراء و590 و590.5 قرش للبيع وهي تقريبا نفس مستوياته قبيل عطلة البنوك كما لم تسجل شركات الصراف أي زيادة غير عادية في الطلب علي الدولار أو العملات الأخري وهو ما يعكس وعبا شديدا للمتعاملين في سوق الصرف وذلك بحسب شركات الصرافة. قال محمد الابيض رئيس شعبة الصرافة بغرفة تجارة القاهرة إن السوق يتسم بالهدوء مما انعكس علي أسعار صرف العملات التي استقرت حول مستوياتها السابقة دون أي زيادة ملحوظة فهناك توازن بين الطلب والعرض.. وهو ما يعكس الوعي الشديد الذي يتسم به المواطن المصري الذي يدرك أن هذه الظروف لصالحه وأن أي زيادة في الدولار سوف تنعكس بالسلب علي مستوي معيشته وهي روح جديدة ومختلفة عما كان يحدث في اي من الازمات السابقة التي مر بها سوق الصرف. أكد "الابيض" ان قيام البنوك بتلبية الاعتمادات المستندية من جانب المستوردين والمواطنين وهو ما أدي الي امتصاص أي ضغوط محتملة علي السوق.. كما أن إعلان البنك المركزي باستعداده للتدخل مجددا للحفاظ علي توازن سوق الصرف كان له أبلغ الأثر في استقرار السوق. يؤكد أحمد نيازي صاحب شركة صرافة بالمحلة الكبري أن هناك معروضاً كبيراً من الدولار لدي شركات الصرافة أكبر بكثير من الطلب مشيراً إلي أن المستوردين حصلوا علي احتياجاتهم من خلال البنوك. قال "نيازي" إنه قام بتحويل نحو مليون دولار إلي البنك الذي يتعامل معه صباح أمس ولفت الي ان فترة التعامل مع البنك قصيرة بعد ان أصبحت حتي الواحدة والنصف بدلا من الخامسة وهو ما يؤدي إلي احتفاظ الشركات بفائض كبير لديها ولكن سوف تنتهي هذه المشكلة بعودة البنوك إلي مواعيدها العادية. بدوره يؤكد د. بلال خليل صاحب شركة صرافة والمسئول بشعبة الصرافة ان تعاملات سوق الصرف طبيعية جدا رغم التوقعات بأن يكون هناك تطالب علي الدولار بعد أسبوع من تعطل البنوك واغلاق كثير من شركات الصرافة. "الناس فاهمة ان ما حدث في مصر من ثورة لصالحهم وليس ضدهم" هذا ما يؤكده بلال مشيرا الي ان الضوابط التي وضعها البنك المركزي خاصة تحديد سقف علي السحوبات الشخصية كان له ابلغ الأثر من انضباط السوق الي جانب استعداده لضخ الدولار في السوق مجددا اذا ما اقتضت الضرورة ويخشي "خليل" من تغير الأوضاع في السوق بعد عودة العمل في البورصة وتوقع حدوث مبيعات من المستثمرين الاجانب. وبينما يري د. شريف الحلو صاحب شركة صرافة بالإسكندرية ان سوق الصرف لن يشهد مستجدات غير طبيعية الا أنه ليتحفظ علي شراء بعض البنوك العملات الاجنبية من شركات الصرافة بأقل من الأسعار التي تتعامل بها الشركات مشيرا إلي ان البنك الاهلي يتعامل مع شركات الصرافة بأسعار أعلي من تلك التي تتعامل بها بعض بنوك القطاع الخاص مثل البنك التجاري الدولي أو بي ان بي باربا .. وهو ما سيدفع الشركات للتحول عن هذه البنوك. أكد "الحلو" ان سوق الصرف لا تشهد أي ضغوط من جانب المواطنين أو المستثمرين الذين لجأوا إلي البنوك لتلبية طلباتهم.. وبدوره عبر "الحلو" عن قلقه من أي تحركات للأجانب مع عودة البورصة للعمل.