أفادت منظمات حقوقية وشهود عيان وصحفيون بوقوع عشرات القتلي والجرحي في صدامات مستمرة منذ الأربعاء الماضي بين متظاهرين والأمن في عدد من مدن ليبيا. وسقط أغلب الضحايا في مدينتي بنغازي والبيضاء.وتحدثت تقارير متواترة عن 41 قتيلا علي الأقل في بنغازي . وأفادت بحرق مقار أمنية.كما سجلت في بنغازي هروب سجناء من سجن شب فيه حريق ونظم الالاف اعتصاماً أمام إحدي محاكم المدينة.كما ترددت أنباء عن حرق مركز دراسات وأبحاث الكتاب الأخضر. وتطورت احتجاجات ضد الفساد وسوء أحوال المعيشة.. دعا إليها ناشطون علي مواقع اجتماعية إلي مواجهات دامية بدأت في بنغازي وانتقلت إلي مدن البيضاء وأجدابيا ودرنة. حيث أحرقت مقار أمنية وأخري تابعة لأجهزة مؤيدة للنظام مثل اللجان الثورية. فيما تحدثت أنباء عن امتدادها إلي مدن أخري كالكفرة والزنتان.وفي البيضاء القريبة من بنغازي تحدثت منظمات حقوقية ومواقع معارضة عن 41 قتيلا علي الأقل. وتواترت أنباء عن إرسال كتائب أمنية تضم عددا كبيرا من ذوي الملامح الأفريقية إلي بنغازي وأجدابيا والبيضاء لإخماد الاحتجاجات. فأطلقت النار عشوائيا علي المتظاهرين في البيضاء فأصابت مئات.ووفق مصادر ليبية رفضت وحدات من الأمن المركزي شرقي ليبيا إطلاق النار. بل وساعدت المتظاهرين في طرد فرق أمنية ¢أفريقية¢ قيل إنها استُقدمت مع ¢بلطجية¢ مسلحين. ورُددت في الاحتجاجات هتافات ضد القذافي. وأحرقت إضافة إلي المقار الأمنية ومقار اللجان الثورية. نُصُب تمثل الكتاب الأخضر الذي تعتبره القيادة الليبية الدليل الأيديولوجي للبلاد. كما احرق متظاهرون مقر الاذاعة المحلية في مدينة بنغازي بشرق ليبيا بعدما انسحبت منه قوات الامن التي كانت تتولي حمايته. وافاد شهود عيان ان مقر الاذاعة احترق بعدما انسحبت قوات الامن التي كانت تتولي حماية المبني. حدد الخطيب عبد الله الورفللي احد زعماء الثورة بعض مطالب المحتجين وهي سحب ¢البلطجية¢ والقوات الأمنية والقوات الأمنية الأفريقية وعزل المتسببين في أعمال القتل والسماح بالتظاهر السلمي وبوصول وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلي المتظاهرين. وحجبت السلطات صفحات مجموعات الغضب علي موقع فيسبوك. من جانبها حذرت اللجان الثورية -وهي إحدي أعمدة النظام الليبي- ¢المغامرين¢ من رد قاس. وقالت إن ¢سلطة الشعب¢ والثورة وقائدها كلها خطوط حمر لن تسمح بتجاوزها.ياتي ذلك فيما حثت الولاياتالمتحدة سلطات ليبيا علي الاستجابة إلي مطالب المحتجين بالإصلاح السياسي. وحثتها فرنسا ايضا علي وقف الاستخدام المفرط للقوة. فيما دعتها هيومن رايتس ووتش إلي إنهاء استهداف المتظاهرين. وفتح تحقيق مستقل في أعمال القتل. في غضون ذلك أعلنت ليبيا التي تتولي الرئاسة الدورية الحالية لجامعة الدول العربية تأجيل القمة العربية المقررة الشهر المقبل في العراق بسبب الاضطرابات التي يشهدها العالم العربي.وقالت وكالة الانباء الليبية ان رئاسة القمة العربية قررت تأجيل القمة المقبلة بسبب الظروف التي تشهدها المنطقة العربية.. وردا علي إعلان ليبيا قال عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن أمانة الجامعة لم تتسلم أي طلب رسمي لتغيير موعد القمة العربية.وأوضح هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية ان هذا القرار يجب ان يتخذ بشكل جماعي.