أعلن العديد من المستوردين تراجعهم عن التعاقدات علي السلع الرمضانية بنسبة 50% نتيجة لحالة السوق المتدهورة وارتفاع سعر الدولار وتخلي البنوك عن مساندة التجار لتوفير العملة الصعبة وتركهم فريسة للسوق السوداء والأسعار التي تتغير يوما تلو الآخر بجانب ارتفاع تكاليف النقل والجمارك. استطلعت "المساء" استعدادات التجار لشهر رمضان وهل سيعاني نقصاً في السلع الاستهلاكية والأساسية وأكدت المؤشرات تراجع التعاقدات علي السلع الأساسية بنسبة تتراوح بين 40 إلي 50% مع زيادة في الأسعار ولكن من الصعب تحديد نسبتها لأنه يتوقف علي سعر الدولار وبالرغم من مجهودات محافظ البنك المركزي والغرفة التجارية بضخ عملة صعبة للبنوك لمساعدة التجار إلا أن هناك بعض البنوك سددت الأرصدة المدينة لديها بهذه الأموال مما يجعل الشعور بانخفاض سعر الدولار بطئ جداً. علي الرغم من ذلك أكد التجار علي وفرة السلع الاستهلاكية الأساسية مثل المكرونة والأرز والزيوت مع ارتفاع أسعار الياميش بصورة جنونية وهناك بدائل مصرية كثيرة مثل المشمش والتين وسيكون للتمر الكلمة الأولي علي مائدة رمضان. * أحمد يحيي رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية قال في البداية يجب أن نعلم أن حوالي 90% من استهلاكنا يأتي من الخارج لذلك تتأثر حالة السوق نتيجة لارتفاع سعر الدولار مما يؤدي إلي التراجع في الطلب علي السلع وحالة من الانكماش ويتنازل التاجر عن جزء من هامش الربح بسبب هذه الحالة. قال: هناك ارتفاع لبعض السلع مثل الزيوت حيث يتم استيراد 80% من استهلاكنا من الخارج والألبان المجففة مثل اللبن البودرة من 15% إلي 20% زيادة لذلك نناشد المستوردين وتجار التجزئة عرض الأسعار حسب سعر الدولار فالسكر مؤمن لنهاية العام والأرز حتي الموسم الجديد والزيوت إلي حد ما مؤمنة بالمخزون الحالي وهناك المزيد من التعاقدات المستقبلية ولو استمر انخفاض سعر الدولار أكثر من ذلك سوف نشعر به خلال شهر رمضان. * أشرف حسني تاجر وعضو بالغرفة التجارية قال: بالفعل هناك تراجع في الكميات التي يتم استيرادها من الخارج ولكن هذا التراجع لا يشمل الأساسية أو الاستهلاكية للمواطن المصري وأن هناك زيادة في أسعار السلع الكمالية مثل المكسرات والياميش فالكمية قلت بنسبة كبيرة والأسعار زادت بنسبة مرتفعة. أضاف: يجب أن يكون هناك وعي لدي الجمهور بترشيد الاستهلاك وعدم التكالب علي السلع المستوردة لأن هناك بدائل محلية متوفرة. هناك سلع يتم تجهيزها قبل رمضان وهذا أمر طبيعي لجميع التجار ولكن مع الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد هناك خوف شديد من استيراد نفس الكمية لأن سعر الدولار غير مستقر. يقول أحمد حفني سكرتير عام بالغرفة التجارية بالاسكندرية ومستورد لحوم ودواجن: هناك زيادة علي مستوي العالم في اللحوم المجمدة بنسبة 10% بالإضافة لزيادة الدولار الجمركي 13% ولقد تعرض التجار لخسارتين الأولي في ديسمبر عندما انخفض السعر العالمي 20% والمرة الثانية عندما ارتفع 12% مما جعل الخسارة كبيرة علي التجار. أشار إلي أن الخسارة تؤدي إلي انكماش فوري في السوق ولقد بدأ البنك المركزي في تنفيذ خطة عاجلة مع الغرفة التجارية لضخ العملة في البنوك لمساعدة التجار علي شراء السلع الأساسية الاستهلاكية. يطالب بأن تكون هناك مراقبة شديدة علي جميع البنوك وعدم استخدام العملة لحل مشاكل لديها لأن الشهور القادمة حرجة جدا ويجب أن يتكاتف الجميع ولن يتحمل أي تأخير أي مخاطرة إذا لم يتم ضبط سعر الدولار. حسن شاهين مستورد مواد غذائية قال: هناك شريحة معينة في المجتمع المصري لم تتأثر بأي زيادة في الأسعار ولديهم الامكانيات المادية وهذا ما يجعل هناك رواج بعض الشئ في الوقت ومن المنتجات التي ارتفعت أسعارها الزيوت والألبان والشاي المستورد وجميع أنواع اللانشون والكريم كراميل والعصائر المشكلة الحقيقية في الطبقة المتوسطة هي التي تؤثر علي حركة السوق. * علي هاشم ناصر عضو بشعبة المواد الغذائية قال: من المعتاد الاستعداد لشهر رمضان ولكن في ظل الظروف الاقتصادية السيئة وارتفاع سعر الدولار جميع تجار الجملة والتجزئة يتخوفون من ردود أفعال المستهلك والإقبال علي الشراء في رمضان لأنها مرحلة خطيرة بالنسبة لتاجر التجزئة وهناك بنود كثيرة سوف ينظر لها المواطن المصري في كل بيت بجانب شهر رمضان وعيد الفطر المبارك والمصايف وغيرها لذلك سيكون هناك تفكير كبير قبل الإقبال علي الشراء. أضاف: لقد ارتفعت أسعار بعض السلع مثل التونة من 15 إلي 20% والأجبان المستوردة 25% والمعلبات 15% والزيوت 15% والمكرونة 15% والأرز في زيادة تدريجية وهناك شركات اتجهت لعمل عروض لتخفيض الأسعار. يؤكد علي عيسي صاحب شركة للاستيراد والتصدير قائلا: هناك تراجع في الكميات المستوردة لأسباب كثيرة منها ارتفاع الأسعار العالمية خصوصا هذا العام كما أن أسعار الدولار إرتفعت في مصر بجانب زيادة الجمارك من 20 إلي 30% علي المكسرات مما أدي لزيادة الأسعار حيث وصل سعر الفسدق الأمريكاني من 105 إلي 120 والكاجو من 90 إلي 105 والزبيب 30 وجوز الهند .20 يضيف: الوضع في المواني وعمليات الشحن والتفريغ أصبحت سيئة جداً ولم يقف الأمر عند هذا الحد فأزمة السولار كان لها دور أيضا في ارتفاع الأسعار علاوة علي البلطجة وغياب الأمن. عاطف صالح تاجر تجزئة يقول: هناك الكثير من أصحاب محلات السوبر ماركت لا يعتمدون في مبيعاتهم إلا علي العروض الشرائية وسعر الدولار هو مصدر القلق الحقيقي لأن هناك بضائع تم شراؤها بأسعار مرتفعة وبعد انخفاض سعر الدولار انخفض سعر المنتج. يشير إسماعيل الخطيب استشاري تغذية إلي أن السلع المستوردة من الخارج تراجعت بنسبة 50% هذا العام نتيجة لارتفاع سعر الدولار وهناك عوامل أخري ساهمت في هذا الارتفاع منها عمليات النقل والشحن في المواني والتعاقدات بين التجار والدول الأخري بجانب تخلي البنوك عن مساندة التجار وتوفير العملة الصعبة مما أدي إلي هذه الزيارة. يضيف: هناك خامات جيدة ومنتج محلي مصري يمكن الاعتماد عليه في شهر رمضان فلدينا المشمش المصري الذي يمكن استخدامه كعصائر أو قمر الدين وبعض أنواع التين والتمر بالوادي الجديد والمانجو أيضا لذا نستطيع أن نعتمد علي المنتج المحلي كبديل للمنتج المستورد عالي التكلفة.