قال وزير الإعلام صلاح عبد المقصود أن هذا الحفل يجيء لنثبت من خلاله أنه مهما تَكُنِ الشواغلُ التي تشغلنا ، ومهما تَكُنِ التحدياتُ التي نواجهها ، فلن نستبيحَ لأنفسنا أن ننشغلَ عن رواد العمل الإعلامي الذين بذلوا الجهد وأنفقوا العمر سعياً إلى أداء واجبهم على خير وجه ، فما كان لنا أن نقصَّر في السعي إلى الوفاء بحقهم علينا، فلا شيء في الدنيا يكافئ الإخلاص والتفاني في أداء الواجب ولكن – كما يقال – جهدُ الُمِقل ، وعزاؤنا أن الجزاء الأوفى عند المنعم عليكم بنعمة الإخلاص والتفاني . وقال وزير الإعلام من حقكم علينا أن نذكر لكم أن عطاءكم لم يقتصر على إنجاز الأعمال ، وإنما امتد إلى صنع الأجيال القادرة على حمل المشاعل وتحقيق الآمال ، من خلال القدوة العملية والنموذج الذي يُحْتذَى، ولله در القائل : "إن عمل رجل في ألف رجل ، خير من قول ألف رجل في رجل" .. وما أحوجنا إلى أن نضرب المثل في حب الوطن بالأعمال لا بالأقوال ، وأن يبدأ كل منا بنفسه ، وألا ننشغل عن عيوبنا بعيوب الآخرين . إنَّا لا نضيق ذرعاً بنقد الآخرين لنا ، وإنما يتسع صدرنا للنقد البنًّاء الذي يجمع ولا يفرق ، يبني ولا يهدم ، وهو حق وواجب ، الوفاء به وأداؤه على الوجه الأكمل يدفعنا إلى الأمام ، والناقد البصير هو الذي يرى بعين الإنصاف ، ويضع نفسه في موضع من ينتقده ، ثم ينظر ماذا هو فاعل لو كان في موضعه ، فيسدي النصيحة ويطرح الحلول ويُبَصَّرنا بما نَغْفُلُ عنه .. تلك هي المناصحة التي هي فريضة علينا ، ونحن لا نكتفي بأن نقبلها من الناصح ، بل لزاماً علينا أن نقول له : شكر الله لك ، وجزاك الله عنا خير الجزاء . كما أضاف وزير الإعلام أنه في يوم الوفاء من حقكم علينا أن نذكر لكم بالتقدير والعرفان ما حققتم من إنجاز على الصعيد المهني ، وما غرستم من قيم ومبادئ لدى الأجيال التالية ، ليتحقق على أرض الواقع تواصلُ الأجيال بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ . لقد شاءت إرادة العلي القدير أن يجعل لكل مرحلة من مراحل العمر ما يميزها على سائر المراحل ، وها أنتم مقبلون على مرحلة جديدة من الحرية والانطلاق بعيداً عن قيود الوظيفة ، أدعو الله أن تنعموا فيها باستمرار العطاء في صور وأشكال جديدة ، وأن يُسبغ عليكم تمام الصحة والعافية ، وأن تكون أواصر الانتماء إلى هذا المبنى العريق ممتدة على الدوام. وفي نهاية الحفل قام وزير الإعلام بتكريم العاملين المحالين إلى المعاش وتسليمهم شيكات بمستحقاتهم من مكافأة نهاية الخدمة و بدل الأجازات .
