زيارة الرئيس د. محمد مرسي إلي روسيا جددت الحديث عن التحالفات والتوازن في العلاقات والمعسكر الغربي والمعسكر الشرقي فالرئيس يريد فتح آفاق جديدة للتعاون المصري الروسي بعد فترة جدباء اتجهنا فيها نحو أمريكا وأوروبا الغربية بعد أن كانت علاقتنا مع روسيا أو الاتحاد السوفيتي نموذجا يحتذي وتم خلالها اقامة مشروعات عملاقة مثل السد العالي ومجمع الحديد والصلب بحلوان ومجمع الالومنيوم بنجع حمادي. هذا التاريخ العريق بين البلدين جعل الرئيس يفكر مرة أخري للاستفادة من الخبرات والتكنولوجيا الروسية في توسيع واقامة المشروعات الكبري. سألنا خبراء الاقتصاد والسياسة عن هذا التعاون الجديد بين مصر وروسيا ومدي تأثيره علي العلاقات مع أمريكا والغرب أكدوا ان هذا التقارب ليس معناه بالمرة الابتعاد عن المعسكر الغربي وأمريكا ومصر كدولة كبري يجب أن تكون مفتوحة علي الجميع ويجب أن يكون هدفنا هو مصلحة الوطن العليا. * يؤكد د. صلاح الدين فهمي استاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر أن زيارة الرئيس مرسي الي روسيا ليس الهدف منه ترك الكتلة الغربية لأن هذا التقسيم انتهي منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وأصبح العالم مفتوحا للجميع وعلي الجميع.. مشيرا إلي الزيارة سوف تفتح آفاقا جديدة للعلاقات الروسية المصرية وأيضا المصرية مع دول الجوار الروسي..أضاف أن الرئيس مرسي زار من قبل الصين وباكستان وايضا بعض الدول الافريقية وهذا يعني ان مصر انفتحت علي العالم بشكل متوازن.. مؤكدا أن مصر كانت لها علاقات قوية مع الاتحاد السوفيتي ايام الرئيس جمال عبدالناصر ثم انتقلت الي المعسكر الغربي أيام الرئيسين السادات ومبارك. أشار د. فهمي إلي أن الفكر الجديد للرئيس مرسي هو التعامل مع كل القوي مع أمريكا وايضا مع ايران وها هو يزور روسيا بما تملكه من خبرات تكنولوجيا كبيرة في كل المجالات.. منوها الي تسليح مصر دائما منذ أيام الرئيس السادات كان من المعسكر الغربي لماذا الان لا يكون شرقيا.. والاهم ان تكون مصر مفتوحة علي جميع دول العالم والتقسيم العالمي انتهي ومصر لن تكون حبيسة لتوجه معين. *يقول د. علي لطفي رئيس الوزراء الأسبق لا أعتقد أن فتح مجالات التعاون مع روسيا له تأثير علي العلاقات المصرية الامريكية أو مع الغرب.. مؤكدا أن الوضع الآن تغير تماما فقد كان هناك تنافس بين القوتين العظميتيين امريكا والاتحاد السوفيتي علي الشرق الاوسط لكن الآن لا يوجد الاتحاد السوفيتي فأصبح للعالم قطب واحد هو أمريكا. أضاف أن روسيا تختلف عن الاتحاد السوفيتي فهي تتبع الآن النظام الرأسمالي ولم يعد هناك شيوعية أو اشتراكية وبالتالي لا يوجد تنافس كما كان. * يقول السفير جمال بيومي أمين عام المستثمرين العرب أن دفع علاقاتنا الاقتصادية مع روسيا له تأثير ايجابي لانه من مصلحة مصر أن تكون دولة مفتوحة علي جميع دول العالم مؤكدا أن تعزيز العلاقات والمشروعات مع روسيا ليس معناه ان نتخلي عن الاسواق الامريكية والأوروبية. أضاف انه حتي عام 1970 كان الاتحاد السوفيتي يسيطر علي 68% من اقتصاد مصر الخارجي وهذا وقتها كان غير مقبول لأن مصر عضو في حركة عدم الانحياز وبالتالي يجب أن ينعكس هذا الوضع علي اقتصادها والآن اصبح حجم مشاركة روسيا في الاقتصاد المصري 9% فقط وهذا ايضا غير مقبول. * تقول د. عاليا المهدي العميد السابق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ان فتح مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي مع روسيا الان ليس له أي تأثير علي علاقاتنا مع أمريكا أو الغرب بشكل عام لسبب بسيط هو ان روسيا وكل المعسكر الغربي اصبحوا حلفاء مشيرة إلي أن هذا التقسيم في أذهاننا نحن فقط بعد أن اصبح العالم قرية صغيرة مفتوحة علي بعضها. أضافت أن علي القيادة المصرية التوجه يمينا أو يسارا كما تريد بشرط أن يكون الهدف هو مصلحة الشعب المصري المطحون.. مؤكدة ان حالتنا الاقتصادية والسياسية وما يدور عندنا في ا لميادين يعطي صورة سلبية عن وضعنا الاقتصادي ومكانتنا السياسية وبالتالي عدم اهتمام أي دولة بتوجهنا ناحية اليمين أو اليسار لان القوي هو فقط من يرهب اعداءه. * يري د. حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن تحسين العلاقة مع دولة معينة لا يجب أن يكون علي حساب دولة أخري لان العلاقات المصرية الخارجية يجب ان يكون هدفها دائما لتطوير العلاقات مع جميع دول العالم. أضاف أن الرئيس مرسي عندما يفتح العلاقات مع امريكا وروسيا والهند والبرازيل وجميع الدول الكبري يكون افضل لمصر وشعبها بشرط أن يكون المعيار هو المصلحة الوطنية المصرية. * يقول المفكر والمؤرخ السياسي د. محمد الجوادي انه لا يوجد أي تأثير لأي توسيع في العلاقات المصرية الروسية أو الغرب لسبب بسيط وهو ان روسيا اصبحت جزءاً من النظام العالمي الجديد.. مؤكدا ان هذا الكلام غير مقبول بالمرة الآن لان التعاون مع روسيا مثله مثل التعاون مع المانيا أو فرنسا تماما.. واذا كان التعاون المصري الالماني أو الفرنسي يغضب امريكا.. وقتها نقول ان التعاون المصري الروسي سوف يؤثر علي العلاقات مع الدول الغربية ومعها امريكا. * يقول د. عبدالله الاشعل السفير السابق والامين العام للمجلس القومي لحقوق الانسان عن التقارب الروسي المصري يبدو أن الرئيس له هدف بعيد عن عيوننا من ورائه وهذا الهدف هو اختبار العلاقات المصرية الامريكية مشيرا الي أن رد الفعل جاء سريعا عن طريق وزير الخارجية الامريكي الذي خرج بتصريح يشيد فيه بالجيش المصري. تساءل هل تصريح وزير الخارجية الامريكية يقصد به تأليب الجيش علي الرئيس أم مخاطبة للود المصري لا أكثر؟