الأطفال ضحايا البيئة التي نشأوا فيها والتفكك الأسري الذي يدفعهم للهروب إلي الشارع.. ليجدوا أنفسهم في أحضان الشيطان الذي يقودهم إلي الضياع وسط "أبناء الشوارع" الذين يصحبوهم إلي عالم الإجرام.. ليحترفوا التسول والسرقة وترويج المخدرات. لم يتخيل الطالب الجامعي أن نهايته ستكون خلف القضبان.. وأنه سيسقط من أعلي السلم العلمي الذي اعتلي درجاته بكل جد واجتهاد علي مدي سنوات طويلة من الدراسة وسهر الليالي لتحصيل العلم. داخل زنزانة وظلمه بسبب جاره "عامل النظافة" الذي قاده الي طريق الشيطان.. واغراه بسرقة أجهزة الكمبيوتر من شركة المقاولات التي يعمل بها. بعد ارتكاب الجريمة.. تحوم الشبهات حول "عامل النظافة" ويتم القبض عليه.. وبعد مواجهته بالأدلة يعترف بجريمته بسرقة الأجهزة باستخدام مفتاح مصطنع.. ويرشد عن المسروقات.. ويرشد أيضا عن "الطالب الجامعي" شريكه في السرقة ليضع نهاية مظلمة لمستقبله الذي انهار قبل الوصول إلي نهايته بدرجة واحدة. ضيع "الطالب الجامعي" نفسه ودمر مستقبله في لحظة جنون تسلط فيها الشيطان علي رأسه وأفقده عقله.. فسلم له زمام أمره.. وسار علي دربه.. ونسي طريق القمة الذي تخطي عقباته واقترب من نهايته. وسار الي الهاوية دون أن يدري ليسقط في أعماقها. ويصيب أسرته بصدمة شديدة بعد علمها بالقبض علي "الابن" الذي وفرت له كافة احتياجاته.. وهيأت له المناخ الذي يدفعه للتفوق.. والظروف التي تساعده علي اتمام دراسته وتحصيل العلم ليحصل علي شهادته العليا لبناء المستقبل المسروق.. والوصول الي ما يحلم به. وتحلم معه بالنجاح.. وثمرة جهدها وكفاحها معه.. لكنه خيب ظنها.. وهدم أحلامها بانسياقه إلي عالم الاجرام ومشاركة "عامل النظافة" جريمة السرقة التي لوثت سجله الناصع.. وأوقعته في الزنزانة لتحوله من طالب متفوق إلي حرامي.. يصنع لنفسه سجلا جنائيا يبدأ معه طريق الشيطان بجريمة السرقة. بدأت رحلة "الطالب الجامعي" إلي الزنزانة عندما أغراه جاره "عامل النظافة" بمشاركته في سرقة الشركة التي يعمل بها في مدينة نصر. وأكد له أنه خطط جيدا للجريمة وأن أحدا لن يكتشف أمره.. مشيرا إلي أنه يعمل بالشركة منذ فترة ويعرف كافة منافذها. وأنه قام باستخراج نسخة مصطنعة من مفاتيح الشركة.. وأن أحد المكاتب به عدد من أجهزة الكمبيوتر يفكر في سرقتها لسهولة بيعها وغلو ثمنها. لم يرفض "الطالب" فكرة جاره.. وقرر أن يخوض التجربة.. باعتبارها مغامرة مثيرة في حياه خاصة أنه يحتاج الي المال لشراء بعض احتياجاته الخاصة وقضاء أوقات الفرفشة.. وبالفعل ذهب مع جاره الي شركة المقاولات بمدينة نصر وسرقا جهاز لاب توب وشاشتي كمبيوتر وموبايل و2 هارد ديسك وخاتم الشركة وفرا هاربين بالغنيمة. اكتشفت إدارة الشركة اختفاء بعض الأجهزة فأبلغت اللواء حسام رضا مدير مباحث العاصمة بالسرقة.. فأخطر اللواء أمين عز الدين مدير الادارة العامة للبحث الجنائي الذي أعد فريق بحث بقيادة نائبه اللواء طارق الجزار..ودلت تحرياته أن وراء السرقة "عامل النظافة" الذي يعمل بالشركة منذ فترة.. فتم ضبطه وبمواجهته بالتحريات والأدلة اعترف بارتكاب الواقعة باستخدام مفاتيح مصطنعة استخرجها علي نسخة من المفاتيح الأصلية للشركة.. وقرر أنه ارتكب الواقعة بمشاركة جاره "الطالب الجامعي" وأرشد عن المسروقات التي كان يحتفظ بها في مسكنه. قام المقدم حسام عبدالعزيز رئيس مباحث قسم أول مدينة نصر بالقبض علي "الطالب الجامعي" وضبط المسروقات في مسكن "عامل النظافة" وحرر الرائد شادي وسام معاون مباحث القسم بتحرير محضر بالواقعة وتحريز المضبوطات وبعرض الواقعة علي اللواء اسماعيل الشاعر مساعد أول الوزير لأمن القاهرة قرر احالتها إلي النيابة للتحقيق.