تحول يوم الغضب الذي شهدته القاهرة وبعض المحافظات أمس إلي انتصار للشرعية والديمقراطية.. حيث انطلقت المظاهرات وجابت المسيرات بعض الشوارع في حماية أمنية دون أدني تدخل .. وفشلت محاولات المحرضين والمهيجين من بعض المتظاهرين وعناصر جماعة الاخوان المسلمين المحظورة رغم التجاوزات التي قاموا بها حيث تعدوا علي قوات الأمن بالحجارة مما أصاب عدداً من الضباط والجنود باصابات مختلفة.. كما تعدوا علي الممتلكات العامة والخاصة للمواطنين وحطموا بعض المحلات التجارية والسيارات بوسط القاهرة.. وحاولوا اقتحام مبني البرلمان وتسلقوا أسواره الحديدية ورشقوا أبوابه بالحجارة مما اضطر الأمن إلي إطلاق الغازات والقنابل المسيلة للدموع.. وهنا قام المتظاهرون برشق الأمن بالحجارة وبعض القنابل التي لم تنفجر مرددين هتافات تندد بالحكومة.. وطالبوا بتوفير الوظائف وتحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة الغلاء وانفلات الأسعار وتوفير السلع الأساسية بأسعار تناسب الدخول مع مراعاة محدودي الدخل.. بالاضافة إلي المطالبة بالمزيد من الاصلاحات السياسية والاقتصادية. وتطورت الأحداث واشتعلت المواجهات بعد الخامسة عصرا بمحاولة عاطل الانتحار أمام بوابة مجلس الشعب عندما قطع شرايين يده بشفرة حلاقة وتم نقله إلي مستشفي قصر العيني لانقاذه.. فيما افترش المتظاهرون الأرض. أدت التعديات علي رجال الشرطة إلي استشهاد مجند يدعي أحمد عزيز من قوات الأمن المركزي وإصابة اللواء عبدالرءوف عبدالعزيز مساعد مدير أمن السويس واللواء فتحي الدرديري بمديرية أمن كفر الشيخ بالاضافة إلي اصابة العشرات من الضباط والمجندين "حماة الشعب". وقد تعاملت قوات الأمن مع المتظاهرين في إطار ضبط النفس تنفيذا لتوجيهات حبيب العادلي وزير الداخلية رغم الاحتكاكات المتعمدة من بعضهم.. واقتصر التعامل الأمني علي مواجهة العناصر التي حاولت التعدي وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وتم إلقاء القبض علي عدد منهم لقيامهم بأعمال تخريبية.. ونفي مصدر أمني صحة ما تناولته بعض المواقع علي شبكة الانترنت بالقبض علي مجموعة من الفتيات المشاركات في الوقفات الاحتجاجية. نجح رجال الشرطة في إخلاء ميدان التحرير وكافة شوارع وميادين القاهرة من المتظاهرين وغلق الطرق أمام عودة من كانوا قد لاذوا بالفرار إلي البر الغربي من النيل فيما واصل اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن العاصمة ورجاله البقاء في ميداني التحرير وعبدالمنعم رياض حتي صباح اليوم وتأمين كافة الطرق والمحاور المرورية حتي لايصاب قلب العاصمة بالشلل.