هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي انتشرت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.. والناتجة عن الغياب الأمني الذي ترك المجال واسعا أمام أعمال البلطجة والسرقة بالإكراه خاصة مع انتشار السلاح بصورة هائلة بين أيدي الجميع خاصة معتادي الإجرام والبلطجية. هي أيضا جريمة من نتاج الانفلات الأخلاقي وتجرؤ المجرمين علي ممارسة نشاطهم في أي وقت وبأي مكان دون خوف من عقاب أو رهبة من قانون يكاد يكون في إجازة طويلة.. فأصبحوا يمارسون جرائمهم في السرقة بالإكراه ليلا ونهارا.. ومن يعترض طريقهم أو حتي يقاوم تهديداتهم حفاظا علي أمواله أو ممتلكاته يكون عقابه القتل فورا. هذه الجريمة لم تعد غريبة علي المجتمع المصري الذي يئن من الفوضي التي انتشرت بشكل مفزع في البلاد.. وقعت أحداث هذه الجريمة علي ترعة الإسماعيلية ناحية مدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.. وبدأت فصول الكشف عن أحداثها عندما تلقي مأمور قسم ثان شبرا الخيمة بلاغا من الأهالي بالعثور علي جثة بجوار سيارة أجرة علي طريق ترعة الإسماعيلية. أسرع رئيس مباحث القسم الي مكان البلاغ حيث عثر علي الجثة مصابة بعدد طعنات بانحاء متفرقة من الجسد.. وتبين أنها للسائق محمود عاشور المقيم بمنطقة الساحل بالقاهرة.. وأنه يعمل سائقا علي السيارة الأجرة التي عثر علي جثته بجوارها وبها الأوراق والمستندات الدالة علي شخصيته. تم اخطار النيابة التي انتقلت الي مكان البلاغ وقامت بمعاينة مكان الحادث والسيارة.. كما قامت بمناظرة جثة السائق وأمرت بنقلها الي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها والأداة المستخدمة في إحداثها.. وبيان ما بها من إصابات والأداة المستخدمة في إحداثها وفحص إن كانت هناك إصابات أخري من عدمه وأسبابها. كما طلبت الاستماع لأقوال المبلغ عن الحادث وأهالي المنطقة والمترددين عليها لبيان ان كانت هناك مشاهدات للحادث من عدمه.. وأيضا فحص السيارة ومالكها.. وبيان ان كانت هناك خلافات أو خصومات للمجني عليه وسماع أقوال أهليته.. وسرعة التحري عن الواقعة وملابساتها وظروف ارتكابها.. وضبط واحضار "الجاني" وأداة الجريمة أمام النيابة للتحقيق. أعد مدير المباحث الجنائية بالقليوبية فريق عمل بقيادة رئيس مباحث القسم وإشراف رئيس مباحث المديرية.. وأشارت تحرياته الأولية ان "السائق" لقي حتفه عندما تعرض لمحاولة السرقة بالإكراه وقاوم "الجاني" دفاعا عن ماله وسيارته وحفاظا علي كرامته.. مانتقم منه "الجاني" بعدة طعنات غادرة بمطواه فآرداه قتيلا. راح رجال البحث الجنائي يفحصون المشتبه فيهم من المسجلين خطر سرقات بالإكراه وجرائم نفس وسرقات متنوعة بالقسم والأقسام المجاورة.. أيضا قام خبراء المعمل الجنائي برفع البصمات من علي السيارة وداخلها لمعرفة ان كان "الجاني" قد اعترض طريق "السائق" لسرقته أم أنه استقل السيارة واستدراجه الي مكان العثور علي الجثة لسرقته تحت التهديد ثم تخلص منه عندما تصدي له وقاومه. أيضا قام رجال المباحث بفحص علاقات "المجني عليه" بين زملاء المهنة وأهله وجيران مسكنه.. لبيان ان كان هناك خلافات مالية أو عائلية أو بسبب الجيرة.. وبيان ان كانت هناك خصومات ثأرية له أو لأحد من أسرته.. أو وجود نزاع علي ميراث أو خلافات علي أراض أو عقارات. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري فحص فيها رجال المباحث كافة الاحتمالات والمعلومات التي توصلوا إليها.. إلا أن أي منها لم يقودهم لكشف غموض الجريمة أو التوصل الي خيوط لحل ألغازها أو كشف اسرارها.. ليبقي الغموض مسيطرا علي شخصية "الجاني" ودوافع ارتكاب الجريمة.. ورغم مرور فترة علي اكتشاف الحادث الا أن "الجاني" مازال مجهولا.. حتي الآن.