شهدت الإسكندرية معارك بالمولوتوف والسيراميك.. كختام دام لمظاهرات متفرقة الأهداف شهدتها الإسكندرية لتتحول مظاهرة "ما بننتهددش" إلي معركة دامية سقط فيها "30 مصاباً" ما بين جروح وطلقات خرطوش وتبادل النشطاء وشباب الإخوان الاتهامات والمسئولية عن ذلك. بداية المظاهرات لم تكون تنبيئ بنهايتها.. حيث تجمع النشطاء والأحزاب المختلفة في ساحة مسجد القائد إبراهيم في أعقاب صلاة الجمعة التي اختفي منها الشيخ "أحمد المحلاوي" كالمعتاد.. وبالرغم من أن المظاهرة كانت محددة الأهداف وأهمها إقالة النائب العام ورفض القبض علي المعارضين وحبسهم.. إلا أن الاتجاهات والاختلافات بين المشاركين ظهرت بعد مرور ما يقرب من الساعة من التظاهرة حيث انسحب التيار الشعبي من المظاهرة خوفاً من المصادمات والمشاحنات.. فيما أعلنت مجموعة من المشاركين عن تأييد القوات المسلحة للنزول إلي الشارع وتولي الحكم في مصر لحين إعادة انتخابات الرئاسة وهو ما رفضه البعض الآخر من المشاركين لتشهد المظاهرة أولي الانفسامات. ** علي الجانب الآخر انشقت مجموعة مجهولة من المتظاهرين في اتجاه "الحزب الإسلامي" الجناح السياسي للجهاديين لمحاولة اقتحام جديد للمقر الذي يقع بالدور الثالث بعقار قريب من مسجد القائد إبراهيم من الصعود إلي مقر الحزب.. وأكد "محمد أبوسمرة" أمين الحزب أنه متعجب من محاولة الاقتحام الثانية للمقر والتي تأتي بعد عقد أي لقاء سياسي مع مختلف القوي السياسية للحوار وهو ما يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول هؤلاء المجهولين المستهدفين للحزب بصورة واضحة. ** ومع اختلافات خطوط المسيرة للمظاهرة قرر مجموعة من النشطاء والأحزاب التوجهة إلي المقر الإداري لجماعة الإخوان بسيدي جابر للتنديد بسياسة الإخوان لتبدأ المرحلة الدامية من المظاهرة.. حيث فوجئ المتظاهرون بمجموعات تقف داخل النفق المؤدي إلي منطقة سموحة التي يقع بها مقر الجماعة لتمنعهم من التحرك بالإضافة إلي مجموعات أخري تقف أعلي النفق لتقوم بإلقاء الطوب والحجارة الذين بادلوا المهاجمين بإلقاء الحجارة والمولوتوف وانتشرت عمليات الكر والفر لتفريق المتظاهرين حتي لا يصلوا إلي مكتب الجماعة.. وامتدت المعارك المتبادلة بين الطرفين لتوقف حركة القطارات الخاصة بالوجة البحري وقطار أبوقير لمدة ساعتين كما امتنع المواطنون عن العبور بالنفق خوفا من الإصابة. ** انتقلت قوات الأمن المركزي للفصل بين الفريقين المؤيد للإخوان والمعارض لهم وألقيت القنابل المسيلة للدموع لفض المظاهرة مما أسفر عن وقع "30 مصاباً" ما بين طلقات خرطوش وجروح قطعية وكدمات وتم إسعاف بعضهم بمنطقة التظاهر ونقل الآخرين إلي المستشفي الجامعي ومستشفي رأسي التين. ** بدأت مرحلة الاتهامات بين الطرفين فيقول "إيهاب القسطاوي" منسق حركة "تغيير" الداعية للمظاهرة لقد فوجئنا بهجوم جماعة الإخوان علينا بطلقات الخرطوش والسيراميك والمؤسف هو أن الأمن لم يقم بحمايتنا بل اكتفي بحماية شباب الإخوان والمقر الإداري لهم.. أضاف الأخطر هو قيام "الإخوان" بممارسة الضبطية القضائية والقبض علي "سامح مشالي" و"محمد سمير" و"محمود شعبان" من حزب الدستور وتسليمهم إلي قسم شرطة الرمل أول دون وجه حق لقيامهم بالقبض علي المواطنين بالإضافة إلي اختفاء مجموعة من النشطاء في ظل عمليات الكر والفر التي تحت. ** من ناحية أخري أكد "أنس القاضي" المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان.. ان شباب الإخوان والمتواجدين أمام المقر الرئيسي للجماعة لم يشاركوا في أي من الاشتباكات التي تبعد عم مقر الجماعة بما يزيد علي "250 متر" إلا أن "البلطجية" استهدفوهم بالخرطوش مما أداي إلي إصابة "25" من شباب الجماعة بطلقات الخرطوش. وأكد أن الجماعة لم تكن طرفاً في تلك الأحداث علي الاطلاق وان شباب الجماعة تواجدوا لحماية المقر فقط ولم يشتبكوا علي الاطلاق إلا أن البلطجية استهدفوهم.. وطالب المؤسسات الإعلامية بتحري الدقة في تغطية الأحداث. ** أكد اللواء "ناصر العبد" مدير مباحث الإسكندرية أنه تم القبض علي "7" من المتظاهرين في أحداث سيدي جابر كان بينهم من يحمل المولوتوف بينما قام ثلاثة من أعضاء الحزب الحرية والعدالة بضبط ثلاثة من النشطاء يقومون بتصوير مقر الحزب بفلمنج وتم إحالة "الستة" إلي النيابة للتحقيق في بلاغ الحرية والعدالة. ** وأضاف انه قد أعاد تسيير حركة القطارات من جديدة وتغيير الحركة والمرورية بمنطقة سيدي جابر مع وجود التعزيزيات الآمنية المنطقة لحماية المنشآت العامة.