أكد د. أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر ان "مصر الأزهر" لن تضيع أو تتطرف.. مشيرا إلي أنها تعيش حالة من الاضطراب. ولكنه متفائل. ويجب علينا جميعا نسيان الماضي. وأن نبحث عن المستقبل. قال في حواره مع "المساء الديني": لا تسألوني عن اللجان الشعبية.. فالأمن لن يعود إلا برجال الداخلية.. موضحا انه حان الوقت للانفتاح علي العالم بكل اللغات حتي ننشر صحيح الدين. من خلال خلق جيل من سفراء التنوير بالشعبة الخاصة بالكليات الإسلامية. اضاف انه ليس ازهريا من يخرج عن منهج الأزهر المعتدل.. مشيرا إلي أنه طلب من مفتي الجمهورية الجديد الدكتور شوقي علام مواجهة فوضي الإفتاء بحسم وشدة. أكد ان تعيين المعيدين بمختلف الكليات يخضع للاحتياجات الفعلية ومعدلات الأداء.. موضحا انه سيتم شغل المواقع القيادية الشاغرة بالكليات بالانتخاب. * سألناه: ما رأيك في المشهد السياسي بمصر. في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير؟ * * اجاب د. أسامة العبد: نعيش حالة من الاضطراب. وهذا أمر طبيعي يحدث في أعقاب الثورات. وقد يستمر سنوات.. ولكنني متفائل. وأعتقد ان الوضع في مصر بعد ثورة 25 يناير لن يستمر. مثلما استمر بعد الثورة الفرنسية.. فمصر أكبر من أي اضطراب. بقيمتها التاريخية: عربيا. وإسلاميا. وافريقيا. وعالميا. وشعبها يتسم بالتسامح. ونسأل الله ان ما تشهده البلاد. لا يعدو مجرد سحابة. وتمر بسلام.. ونستكمل المسيرة نحو الحرية. الديموقراطية. والعدالة الاجتماعية.. حتي تتحق اهداف الثورة.. * أين تري الحل؟ * * الحوار الوطني الجاد بين مختلف الفئات هو الحل. مع تغليب المصلحة العليا للوطن فوق كل الاعتبارات. وأن ننسي الماضي. ونبحث عن المستقبل. وان تتكاتف كل الجهود من أجل العبور بمصر إلي بر الأمان. * هناك مخاوف لدي الكثيرين من ضياع الوسطية في مصر. خاصة في ظل ما نراه من فتاوي متشددة. وما يتردد عن تعرض جامعة الأزهر للاختراق؟ * * لا داعي للقلق. مصر لن تضيع أو تتطرف. طالما فيها الأزهر. الحارس الأمين علي عقيدة. وهوية الأمة. منبر الوسطية. الذي يجسد صحيح الدين منذ ما يربو علي ألف عام. ولاشك ان حالة الاضطراب التي تشهدها البلاد. قد اصابت جامعة الأزهر. مثل باقي المؤسسات التعليمية.. فهي ليست خارج اطار الدولة.. ولكن لن تؤثر تلك الحالة علي منهج الأزهر المعتدل. * كيف نحمي طلاب الأزهر من الاختراق الفكري. والثقافي؟ * * هناك قاعدة تقول: "المشغول لا يشغل". ونحن نشغل طلابنا بالعلم الذي يجسد وسطية الأزهر. وعمداء وأساتذة الكليات مسئولون عن ذلك. كل فيما يخصه. مركز تعليم اللغة * البعض يهاجم مراكز تعليم اللغة الانجليزية. ويعتبرها نافذة لاختراق الأزهر.. بماذا ترد علي هؤلاء؟ * * هذه وجهة نظر متخلفة. حان الوقت للانفتاح علي العالم بكل اللغات حتي ننشر صحيح الدين بمنهجه المعتدل. وكما تعلمون: "من علم لغة قوم. أمن مكرهم". وإلي متي سنظل ننغلق علي أنفسنا. ونعجز عن التفاعل مع المجتمع الخارجي. ومن يتأمل في مستوي خريجي الشعبة الخاصة بكليات العلوم الإسلامية. يتأكد ان هذا المشروع مبادرة تاريخية مشكورة.. حيث ان هؤلاء الخريجين يجيدون الانجليزية. ويمتلكون آليات الحوار المثمر مع الآخر. والتعامل الايجابي مع أحدث التقنيات التكنولوجية. ومعظمهم التحقوا بالجامعات الأمريكية والبريطانية للحصول علي الماجستير. والدكتوراة في العلوم الإنسانية. هناك اتجاه للتوسع في الشعبة الخاصة بالكليات الإسلامية. حيث تقرر قبول الحاصلين علي شعبة العلوم الإسلامية بالثانوية الأزهرية. الذين درسوا مواد التراث. بالشعبة الخاصة بكليات العلوم الإسلامية. حتي يتسلحوا باللغات الأجنبية. ويمتلكوا آليات الحوار مع الآخر. ويجيدون الكمبيوتر. ويدركوا صحيح الدين بمنهجه المعتدل.. وبذلك يكون هؤلاء الأقدر علي التواصل الايجابي مع الآخر بلغته. وترسيخ وسطية الإسلام في الخارج. نحن نسعي من خلال هذه الشعبة إلي خلق جيل من "سفراء الوسطية. والتنوير" يجمعون بين التراث والحداثة. ويستطيعون نشر صحيح الدين. وترسيخ وسطية الإسلام في الداخل والخارج. * ما رأيك في اقتراح وزير الأوقاف بتشكيل لجان شعبية. لمعاونة رجال الداخلية في تحقيق الأمن؟ * * لا تسألوني. عن هذا الاقتراح. بل اسألوا وزير الأوقاف.. لا أريد أن اتحدث عن نشاط أي وزير.الأمن له رجاله. الذين ينتمون لوزارة الداخلية. ولن يتحقق إلا بهم. وقد أدي رجال القوات المسلحة البواسل. خلال الفترة الانتقالية. مهمة وطنية في حفظ الأمن الداخلي. دون الإخلال بواجبهم الوطني. * ما رأيك فيمن يسمون أنفسهم بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ * * اعفوني من الإجابة علي هذا السؤال. * ماذا عن مشروع قانون الصكوك؟ * * مشروع القانون وصل للأزهر. ومن المقرر عقد جلسة مشتركة بين مجمع البحوث الإسلامية. وهيئة كبار العلماء. لمناقشة هذا المشروع. وابداء الرأي الشرعي. والعلمي فيه.. واطمئنوا علماء الأزهر لا يحيدون عن الصواب. وسوف يدرسون المشروع من كافة جوانبه. قبل ابداء الرأي النهائي فيه. * فتاوي متشددة شهدتها البلاد. في أعقاب ثورة 25 يناير.. كيف نتصدي لفوضي الإفتاء؟ * . طلبت من مفتي الجمهورية الجديد اتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة فوضي الإفتاء. لأننا لا نريد ان تكون الفتاوي سببا في الفتنة. وأن حالة الاضطراب التي تشهدها البلاد. معظمها يرجع إلي الفتاوي المتشددة التي تثير البلبلة. ولا تجسد صحيح الدين. وهنا أود الإشارة إلي أنه ليس ازهريا من يخرج عن منهج الأزهر الوسطي. ولا ينبغي أن يتصدر للإفتاء إلا المؤهلون لذلك. وان كان من المفترض ألا تصدر الفتاوي إلا عن هيئة كبار العلماء. ودار الإفتاء. وأنا شخصيا أتورع عن الإفتاء رغم أنني متخصص في الفقه. وذلك حتي انتهي من مهمتي كرجل إداري. * هل هناك اتجاه لإعادة الحوار بين الأزهر. والفاتيكان؟ * * من يحفظ للأزهر وللمسلمين كرامتهم. لا نتردد في التعامل معه. ولكن لابد أن يكون الحوار بناء ومتكافئا. في القواسم المشتركة.. فالأمة الإسلامية. خيرية. وتسعي للتعاون مع الجميع بما يحقق الخير للبشرية كلها. وثيقة المرأة * ما رأيكم في وثيقة المرأة الصادرة من الأمم المتحدة؟ * * نتفق معها فيما يتوافق مع الشريعة الإسلامية. ونختلف معها فيما يخالف الشريعة. ومصر أكبر من أن يضغط عليها. لتمرير أمور تخالف تعاليم الإسلام خاصة أن بها الأزهر. * كيف يتم اختيار قيادات جامعة الأزهر؟ * . يتم شغل كل الدرجات الشاغرة بالمواقع القيادية بالكليات عن طريق الانتخاب. وهذا ما انتهي إليه المجلس الأعلي للأزهر. * ماذا عن أزمة تعيين المعيدين من دفعة 2012؟ * * ما حدث من تعيين فوضوي لأوائل دفعات 2002 حتي 2010. كان يخالف القانون. ولا يصح أن نتبعه مع الدفعات الأخري. وقد التزمنا بالقانون في تعيين أوائل دفعتي: 2011/2012 بأن يكون بنظام التكليف في ضوء معدلات الأداء. والاحتياجات الفعلية لكل كلية. * ماذا عن أزمة العاملين بمراكز البحوث؟ * * كلفت المستشار القانوني بدراسة أحقية العاملين بمراكز البحوث في صرف بدل الجودة.