مشكلتي سبق أن أرسلتها لك من قبل منذ عامين وقمت بالرد عليها.. والحقيقة أنني اعتقدت أنك وقفت بجوار زوجتي ولهذا لم أهتم بما قلته وكانت النتيجة ما أنا فيه حالياً. مشكلتي هي أنني أعمل ليل نهار لتوفير طلبات أسرتي وزوجتي ربة منزل لا دخل لها ولدينا من الأولاد ثلاثة كلهم في مراحل مختلفة من التعليم وهذا يدفعني إلي العمل كثور معلق في ساقية ويدفعني أيضاً إلي التجهم في البيت لأنني أكون متعباً ومجهداً مما جعلني أباً ثقيلاً وزوجاً منعزلاً من وجهة نظرهم.. حيث أتناول طعامي وأصلي وأنام. حدثت المشكلة الأولي وانهارت زوجتي قائلة: أنها تشعر أنها مطلقة أو أرملة فأنا لا أتذكر حقوقها إلا إذا كانت بي رغبة لذلك أما هي فلا تفكير في رغبتها أو مشاعرها.. وعندما أرسلت إليك في المرة السابقة اتهمتني بالتقصير في حق أسرتي رغم أنني قلت لك كل التفاصيل ولكنك قلت إن المال وحده ليس ما تتطلبه الحياة وقد أخذت كلامك علي أنه وقوف بجانب زوجتي لأنكما نساء أعتذر عن ذلك ولكن هذا ما اعتقدته.. لم يمر عامان وانقلبت عليّ وقامت بخلعي وعادت لأهلها تاركة الأولاد لي.. وكلما حاولت الحديث إليها ترفض وكان من حيثيات الخلع أنها لا تأمن أن تقيم حدود الله معي ولهذا طلقت. أنا حائر وحزين كيف أستعيد زوجتي وبيتي وهل لأنني رجل مشغول تطلقني زوجتي هل لأنني جاد ليس لي في الغزل والكلام الجميل.. ترفضني زوجتي أرجو أن تتحدثي إليها تقنعيها بالعودة فأنا أحبها وأحب أولادي الذين أحالوا حياتي جحيماً بعد أن انصرفت أمهم عنا.. كلهم يتهموني بأنني السبب وأنني قمت بتطفيشها بعد أن شكت مني لكل من حولها. أرجوك ساعدي أسرتنا علي العودة وساعديني كي أنسي أنني رجل مخلوع من حياة زوجته وأولاده. بدون توقيع ** يا صديقي لماذا البكاء علي اللبن المسكوب ولماذا تحاول العودة دون خسائر أو دون بذل مجهود.. عندما قمت بالرد عليك في المرة السابقة لم أقف بجانبها لأنني امرأة ولكنني بصفتي حكماً.. فالزوجة التي لا تأخذ حقها من زوجها وخاصة الحق الشرعي فأين تأخذه فهذه دعوة لانحرافها إن كانت قليلة الإيمان أو ضعيفة التمسك بتعاليم ديننا.. لهذا استجارت زوجتك بك ولم تجرها وعندما أرسلت إليّ ساخراً منها.. قلت لك إن هناك أشياء أخري لإقامة حياة أسرية آخرها النقود.. منها المودة والرحمة التي تجعلك تشعر بها تحتاجه زوجتك فقد تأكل أولا تأكل عندك وتستطيع أن تشبعها وجبة واحدة ولكن الاحتياجات الأخري كيف تشبعها لهذا طلبت الكلام وعندما رفضت قامت بخلعك.. لقد ملأت بطنها وكسوتها وهذا دورك ولكنك عريت مشاعرها وعواطفها وهذا ما تأباه الحرة لأنها لا تأمن علي نفسها معك فهي بشر وكل ابن آدم خطاء.. فماذا لو استمالها أحد العابثين متلمساً فيها نقاط الضعف خاصة وعمرها لم يتجاوز 37 عاماً. يا صديقي لقد أهملت جانباً لا يهمل في حياة الإنسان والآن تبكي علي اللبن المسكوب.. زوجتك قد تعود لو عدت أنت إلي نفسك وأدركت حقوقها عليك غير أن تكون ثوراً في ساقية كما قلت عن نفسك أن تكون إنساناً يجيد الابتسام في وجه أسرته فالثور لا يعرف الابتسام ولا البكاء.. عليك أن تكون ليناً لهم وخاصة زوجتك التي تعتبر أنت مصدرها الشرعي الوحيد لهذا حاول أن تستعيد نفسك وتستعيد أسرتك بالحب وليس بالمال وأعتقد أن العشرة التي كانت بينكما مع تجربة الفراق قد تفتح لك باباً آخر لديها حاول بالحب.. ولا تنسي أن هذا ليس حقها وحدها ولكن حقك علي نفسك أيضاً.