هذا وقت الجد.. ووقت تحمل المسئولية.. ووقت التعقل.. والنظر إلي الأمور من منظار الحرص علي أمن البلد وعدم الانقياد وراء الفوضي التي تأتي علي الأخضر واليابس. شعب مصر يبلغ 80 مليون نسمة يعيشون علي رقعة محدودة من الأرض.. هناك زحام وتكدس في كل مكان.. وهناك مشكلات معيشية يومية تعانيها الغالبية العظمي من السكان.. وأي عمل غير مسئول لن يضر فئة دون أخري.. بل سيعم الضرر الجميع. علينا أن ندرك يقيناً وصدقاً أن جهاز الأمن في مصر مثقل بأعباء جسام وسط هذا التكدس البشري. وأننا مهما أخذنا علي بعض أفراده بعض التصرفات التي لا ترضينا لا يمكن أن ننسي أو ونتعامي عن الجهود المضنية والمشاق الكبيرة التي يتحملونها حفظاً للأمن وصوناً للاستقرار والسلام الاجتماعي. أبناء الشرطة من الضباط وغير الضباط هم أبناؤنا وإخوتنا وكل أسرة في مصر تتمني أن يكون ابنها ضابط شرطة.. هم أبناء مصر وليسوا مستوردين من الخارج.. لديهم مشاكلهم كما أن لدينا مشاكلنا.. ولديهم انتماؤهم لبلدهم مثلنا تماما.. ويجب أن نحرص عليهم حرصنا علي أنفسنا. هناك احتقانات وراءها أيد خفية وأقلام وفضائيات لها توجهات خاصة لا تنظر للمصلحة العامة ولا لسلام وطن وإنما تنظر تحت أقدامها وتظن أنها بذلك تحقق معارضة قوية. وما هي بمعارضة ولا قوية ولكنها محاولات عابثة لا ترضي إلا أصحابها. نحن مع المعارضة القوية.. بالكلمة المسئولة.. والرأي الصائب الواضح.. نحن مع كل من يدعو إلي إصلاح بالمنطق والحجة والبرهان.. لكننا لسنا مع الدعوة إلي الفوضي أو إلي المظاهرات التي تنقلب إلي فوضي.. مصر أبقي من الأفراد. وسلامها وأمنها يعلو كل الأهواء. عيد الشرطة غداً.. عيد فداء وتضحية.. أبناء مصر في الإسماعيلية قاوموا المحتل دفاعاً عن وطن عزيز.. وضحوا بدمائهم فداء لأرض عاشوا عليها وتراب مشوا فوقه وسماء أظلتهم بغمامة عز وسؤدد. وهواء استنشقوا حياتهم من عليله ونسيمه. لا تنسوا أن هذا الجيل من أبناء الشرطة هم أحفاد جيل الإسماعيلية.. جيل التضحية.. احفاد جيل الوطنية الصادقة.. أنتم أبناء مصر أكبر وأعظم من أن يعلق بذهنكم تصرف فرد لم يع رسالته حق رعايتها.. لاتنظروا إلي قشة في نهر جاري بالعطاء.. بل انظروا إلي النهر بكل ما يحمل من خير دفاق. لا تخرجوا غداً في مظاهرة احتجاج.. ولكن اخرجوا لتشدوا علي أيدي إخوانكم وأبنائكم من رجال الشرطة.. وقولوا لهم: شكراً. قولوا لهم وللوزير المحترم حبيب العادلي: أنتم حراس مصر من كل كاره وحاقد ومتآمر.. قولوا لهم: كل عام وأنتم بخير.