"عزبة الورد" بحي الشرابية. منطقة من الماضي.. فهي من المناطق العتيقة بالقاهرة.. عمرها قرن من الزمان وتمثل نموذجاً صارخاً للإهمال والعشوائية. حيث تفتقر لأبسط الخدمات. كما أن مبانيها عبارة عن عشش من الخشب والصفيح مما يعرضها باستمرار للحرائق. المشكلة الأكبر أن شوارع العزبة ضيقة جداً. فلا تستطيع سيارات النجدة والإطفاء والإسعاف الدخول لإنقاذ الأهالي في حالة وقوع حوادث. وقد احترقت المنطقة بأكملها منذ 4 سنوات لصعوبة مرور سيارات الإطفاء. "المساء" تجولت في العزبة وتنقل معاناة السكان بالكلمة والصورة. * عيد حامد.. من سكان المنطقة: أعيش في "عزبة الورد" منذ 40 عاماً دون أن أشاهد جديداً. فدائماً ما نسمع معسول الكلام عن التطوير دون جدوي. فالكلام شيء والواقع شيء آخر. أضاف أن السكان يعيشون في بيئة غير ملائمة. فالمنازل معرضة للانهيار بين لحظة وأخري.. كما أن شبكات الصرف متآكلة وتتسرب منها الروائح الكريهة والمياه الملوثة. * نفس الكلام تؤكده فاطمة أحمد أمين.. قالت: المخاطر التي نعيش بينها لا تقتصر علي التلوث ومستوي الحياة غير الآدمي. حيث يوجد بالمنطقة مخزن أخشاب وسط المساكن يهدد باحتراق المنطقة بالكامل إذا حدث حريق لا قدر الله خاصة أن بيوتنا من الخشب والشوارع ضيقة للغاية لا تسمح بمرور سيارات الإطفاء. طفح المجاري * سيدة بيومي.. ربة منزل: طفح المجاري أصبح عرضاً مستمراً. ونعاني نحن وأسرنا. حيث نضطر أن نتعايش مع الحشرات الضارة التي تحيط ببرك مياه الصرف. أشارت إلي أنها تعيش مع أسرتها في غرفة صغيرة مصنوعة من الخشب. وتخشي أن تسقط عليها في أي وقت إذا هطلت الأمطار بشدة. * أم زينب.. من السكان: أكوام القمامة المتراكمة مشهد مألوف نضطر أن نتعايش معه لأن عمال النظافة قاطعونا. ويتجمع الشباب كل يوم جمعة لنقل هذه القمامة وحرقها.. وهو ما يمثل عبئاً علينا ويهدد صحة أبنائنا. خطر القطارات * يتطرق أسامة محمد إلي مشكلة أخري وتتمثل في قضبان السكة الحديد المارة بجوار المنطقة وتمثل شبحاً مخيفاً يهدد بحصد الأرواح خاصة في ظل عدم وجود إشارات أو مزلقان أو صفارة إنذار لتنبيه المواطنين بقدوم قطارات. والحل السهل لهذه المشكلة إنشاء كوبري خشبي. وقد طالبنا بذلك مراراً ولا حياة لمن تنادي. مصطفي حسني.. ضابط بالمعاش: مازلنا في المنطقة نتذكر الحريق الهائل الذي أتي علي البيوت كلها بسبب صعوبة دخول سيارات الإطفاء.. الغريب أننا اتفقنا علي إقامة مسجد مكان مخلفات بعض العشش بالجهود الذاتية. علي أن يضم مركزاً تعليمياً وعيادات ودار مناسبات.. وبالفعل انتهينا من تشييد المبني. ولكننا بحاجة إلي دعم مالي لاستكمال الخدمات.. والمسئولون ليسوا هنا!! * أسمهان محروس.. تحاصرنا الملوثات بكافة صورها من مياه صرف إلي أكوام قمامة. ونعيش وسط الكلاب الضالة والحشرات.. ومن الأمور الغريبة والضارة بالصحة أنه يتم حرق القمامة وسط المساكن. كل ما نريده أن ينظر لنا المسئولون.. وتتساءل: هل هذا كثيراً علينا؟! التطوير قادم ** علي الجانب المقابل أكد المسئولون أن التطوير قادم بعد موافقة محافظة القاهرة علي خطة صندوق تطوير العشوائيات وسيتم البدء في مشروع التطوير فوراً لينتهي في مدة أقصاها 18 شهراً.. ومن المقرر إقامة 8 عقارات سكنية ومول تجاري يخدم سكان المكان بتكلفة قدرها 40 مليون جنيه. ** قالت د.سعاد نجيب.. مدير عام وحدة متابعات القاهرة الكبري. ومحافظات الجنوب. ومنسق الإدارة المحلية لصندوق تطوير العشوائيات: إن منطقة "عزبة الورد" من العشوائيات ذات الخطورة من الدرجة الثانية. أي أنها سكن غير ملائم للسكان لأن المنازل مبني بعضها بالخشب. والصفيح. والطوب الأحمر. أشارت إلي أن تطويرها يتضمن تخصيص قطعة أرض فضاء لبناء 8 عقارات آدمية ومول صغير يستوعب حوالي 35 محلاً تجارياً. ليستوعب جميع سكان المنطقة. فالتطوير يهدف إلي تسكين المواطنين في نفس المكان. ومراعاة أن عائد بناء المول يعوض تكلفة المشروع. ** أما المهندس خالد عبدالعزيز.. المدير التنفيذي لصندوق العشوائيات فيؤكد أن محافظة القاهرة قامت بتخصيص الموقع المخصص لإقامة المنازل والمول التجاري. بحيث تكون قريبة من المنطقة لأن معظم السكان يعملون داخل المكان. أوضح أن تكلفة المشروع تقدر بحوالي 40 مليوناً وسينتهي العمل به في مدة عام ونصف العام.