ناصر فاروق حارس المرمي المخضرم لزعيم الفلاحين والعائد مؤخراً من الاعتزال أصبح حديث الوسط الكروي هذا الموسم بعد أن تحول لظاهرة ايجابية ولفت إليه الأنظار بعد المستوي المتميز الذي ظهر به مع فريقه في الأسابيع الأولي لمسابقة الدوري الممتاز خاصة مباراتي الأهلي وانبي ليثبت للجميع أن السن ليس مقياساً وإنما القدرة علي العطاء والتحدي هي المقياس الحقيقي لأي لاعب كرة للاستمرار في الملاعب لأطول فترة ممكنة طالما أن اللاعب لديه القدرة علي ذلك وفي محاولة للتعرف بشكل أكبر علي حكاية حارس الفلاحين الذي كان قد أعلن اعتزاله اللعب رسميا بل أنه كان قد بدأ مشواره التدريبي بالفعل بقطاع الناشئين بالنادي ولكن تغير مستقبله الكروي مرة أخري في لحظة فارقة ليعود مرة أخري للملاعب والأضواء من جديد ويكون الحارس الأول والاساسي لمرمي زعيم الفلاحين حيث كان لابد أن نتعرف علي الحكاية من بدايتها من صاحب التجربة ناصر فاروق من خلال حواره الصريح والسريع جدا "للمساء الرياضي". * في البداية عود حميد للملاعب والأضواء من جديد؟ ** شكراً ولكنها حقيقي إرادة الله والأقدار التي لعبت الدور الأكبر في ذلك وعدالة السماء. * لماذا تؤكد ذلك؟ ** لأن الله أراد أن يرد لي اعتباري بعدما تعرضت للغدر الموسم الماضي. * غدر من مين؟ ** في نهاية الموسم قبل الماضي رحلت من أسمنت أسيوط وتلقيت أكثر من عرض من بعض أندية الممتاز للانضمام اليها ومنها كان نادي غزل المحلة ورغم انه كان أقل العروض إلا أنني فضلت عرض غزل المحلة للعودة لبيتي ورغبتي في إنهاء مشواري الكروي في النادي الذي تربيت بداخله وبدأت من خلاله مشواري مع الكرة والنجومية. * ماذا حدث بعد ذلك؟ ** قمت بتوقيع عقدي الجديد مع غزل المحلة علي بياض ودون أي شروط ولكن كانت الصدمة عندما بدأت فترة الإعداد للموسم الماضي. في الوقت الذي كنت استعد وأجهز نفسي للمشاركة في فترة الاعداد فوجئت بإلغاء التعاقد معي في موقف غدر من إدارة غزل المحلة والجهاز الفني الذين غدروا بي وأضاعوا علي فرصة التعاقد مع أي ناد آخر حيث كانت جميع الاندية قد انتهت من تدعيم صفوفها ولم يعد هناك وقت بعد ذلك؟ * وكيف كان رد فعلك؟ ** عشت حالة نفسية سيئة واضطرت بعد ذلك لقبول عرض للعب في دوري القسم الثاني حيث تعاقدت مع نبروة أحد أندية القسم الثاني وشاركت معه بالفعل في سبع مباريات ولكن توقف بعدها النشاط الكروي وألغيت المسابقة بسبب أحداث بورسعيد التي راح ضحيتها 74 مشجعا في جماهير الاهلي وهو ما كان له تأثير سلبي علي الجميع. * ولذلك قررت بعدها الاعتزال؟ ** نعم بعد توقف النشاط الكروي وإلغاء المسابقة اتخذت قراري النهائي بالاعتزال والاتجاه بعمل التدريب وبالفعل انضممت لجهاز التدريب بقطاع الناشئين بغزل المحلة كمدرب لحراس مرمي القطاع مقابل راتب شهري قدره 300 جنيه. * لكن هذا راتب ضئيل جدا لأحد نجوم الكرة مثلك؟ ** هذه هي الرواتب التي يتقاضاها مدربو قطاع الناشئين وبصراحة لم أشغل بالي بالنواحي المادية لأني كنت أركز علي بدء أولي خطواتي في مجال التدريب. * وكيف تغيرت الأمور بعد ذلك بهذه السرعة؟ ** في البداية أصبح فريق الكرة الاول بالنادي بدون مدرب لحراس المرمي بعد رحيل وائل شكر مدرب حراس المرمي لتعاقده مع احد الأندية السعودية وأثناء ذلك عرض علي الكابتن خورشيد نجم المحلة السابق والمشرف الحالي علي تدريب حراس مرمي قطاع الناشئين ومعه العميد حسام عبدالغني مدير الكرة الحالي بالنادي أن أتولي مهمة تدريب حراس مرمي الفريق الاول بشكل مؤقت لحين التعاقد مع مدرب حراس مرمي جديد خاصة وان لدي خبرة طويلة قرروا الاستعانة بها مؤقتا. * لذلك جاء القرار بأن تكون أنت الحارس الثالث؟ ** بالطبع لم يكن القرار بهذه السرعة حيث بدأ الجهاز الفني في البحث عن حارس مرمي جديد وتم التفاوض مع أكثر من حارس ولكن كانت المفاوضات تفشل دائما بسبب النواحي المادية خاصة وأن ادارة النادي حددت سقفاً بسيطاً لهذا التعاقد مع حارس مرمي جديد وهو ما رفضه الجميع وبعد فشل التعاقد مع أي حارس واقتراب انطلاق الموسم كان اقتراح الكابتن خورشيد والعميد حسام عبدالغني مدير الكرة بأن يتم الاستعانة بي كحارس ثالث وماذا عن موقف ادارة النادي والجهاز الفني حول هذا الاقتراح؟ في البداية كانت هناك تحفظات من الجميع ولكن في النهاية لم يكن امامهم سوي القبول بهذا الاقتراح والتعامل مع الواقع خاصة مع اقتراب المسابقة وبعد الفشل في التعاقد مع حارس مرمي جديد من خارج النادي ومن هنا تم التعاقد معي. * كم كانت مدة التعاقد معك؟ ** لمدة موسمين مقابل حصولي علي180 الف جنيه للموسم الواحد شاملة الضرائب. * هل حصلت علي مستحقات مالية بالفعل؟ ** كنت اللاعب الوحيد الذي لم يحصل علي مستحقاته الحالية رغم ان جميع اللاعبين حصلوا علي 25% من نسبة عقودهم ولم أحصل علي مستحقاتي الا بعد أن شاركت في مباراة الاهلي في افتتاح الموسم حيث حصلت علي نسبة ال 25%. * لكنك فاجأت الجميع بأنك كنت الحارس الاساسي للفريق؟ ** هذا حدث ايضا بالصدفة بعد ان وقعت مشاكل مع الحارس الاساسي ابراهيم فرج والذي انقطع عن الانتظام والحضور للتدريبات وسافر إلي لندن لاعتقاده بأن الدوري لن يقام هذا الموسم ولكن عندما انطلقت المسابقة لم يكن ابراهيم موجودا كما ان الحارس الثاني سامح علي لا يزال يخوض عمليات التأهيل غير جاهزا ايضا بالاضافة للحارس الصاعد محمد فتحي وهو لا يزال صغيرا وينقصه عنصر الخبرة ولذلك فكان لابد من الاعتماد علي كحارس اساسي وقد وفقني الله في مباراتي الاهلي وإنبي وأديت المباراتين بشكل جيد. * هل كنت تتوقع هذا المستوي المتميز بعد فترة غياب طويلة؟ ** أؤكد لك أنني كنت أركز في التدريبات بشكل غير عادي لاستعادة لياقتي البدنية وكنت أتدرب طوال اليوم لاستعادة مستواي وحتي أكون جاهزا وقد كافأني الله علي التفاني والاخلاص في التدريبات وجعل التوفيق حليفي. * لكن البعض لا يزال ينتقدك لكبر السن وأنها مجرد صحوة وتنتهي؟ ** هذا كلام غير منطقي فأنا قريب السن جدا من جميع حراس المرمي المتواجدين حاليا في الاندية الأخري وعلي الساحة مثل عصام الحضري وعبدالمنصف وعبدالواجد ومصطفي كمال وغيرهم فمعظم حراس المرمي الحاليون بعضهم تخطي سن الأربعين والبعض الآخر قارب الاربعين؟ * ما هي حكايتك مع ركلات الجزاء؟ ** التصدي لركلات الجزاء هي هوايتي المفضلة لأنني اتعامل معها بتحد فأنا أركز في عيون اللاعب الذي سوف يسدد الركلة ودائما ما يصدق احساسي يتوقع الزاوية التي سوف يسدد فيها وهو ما حدث خلال مباراة الأهلي الأخيرة عندما توقعت الزاوية التي سوف يسدد فيها عبدالله السعيد وصدقت توقعاتي بالفعل وانقذت ركلة الجزاء. علي فكرة هذه هي ثالث ركلة جزاء أتصدي لها من لاعبي الأهلي حيث سبق لي التصدي لركلتين من أحمد بلال وكاستيلو لاعبي الاهلي السابق منذ عدة سنوات وكانت ركلة عبدالله السعيد هي الثالثة لي مع الاهلي كما تصديت للعديد من الركلات الاخري مع اندية أخري.