شهدت المدينة الباسلة أحداث عنف دامية إثر النطق بالحكم أمس في أحداث استاد بورسعيد وسقط علي إثره أكثر من 36 قتيلاً من بينهم الملازم أول أحمد البلكي وأمين الشرطة أيمن عبدالعظيم من قوات الأمن المركزي أثناء دفاعهم عن السجن بعد محاولة اقتحام الشباب الغاضب له. أشعل الشباب الغاضب النيران في سيارة ميكروباص تابعة لإحدي القنوات التليفزيونية التي كانت تنقل الأحداث أمام سجن بورسعيد العمومي. وأسرعوا بإطلاق نار كثيف علي أسوار السجن. وردت قوات تأمين السجن بالمثل وبإلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع. وسط حالة من الكر والفر وصراخ السيدات والأطفال الذين كانوا بالقرب من السجن. كما أشعلوا النيران في إطار الكاوتش وأغلقوا بها شوارع محمد علي وأسوان وجميع الشوارع الفرعية بجوار السجن. كما شهدت المنطقة المجاورة لمديرية الكهرباء بشارع 100 ومحمد علي حريقاً كبيراً في إطارات الكاوتش. وقام الشباب الغاضب بتكسير إشارات المرور في الشارع المغلق. وحاولوا اقتحام قسم شرطة العرب وإطلاق النار بكثافة بالأسلحة الآلية علي القسم. الأمر الذي أدي إلي سقوط أكثر من 20 قتيلاً من المتظاهرين أمام قسم العرب وسط صراخ وعويل الأهالي. فوجئ المواطنون بسيارة مدرعة تابعة للشرطة تسير بسرعة جنونية تذكرنا بمشهد سيارات الشرطة في أيام الثورة وهي تطلق النيران بشكل كثيف وعشوائي علي المارة في الشارع. مما أدي إلي سقوط مصابين.. أسرعت التروسيكلات والدراجات البخارية بحملهم إلي المستشفيات وتكرر هذا المشهد في أكثر من شارع. أدت الأحداث إلي إغلاق مصانع الاستثمار لأبوابها وأسرع العمال بالخروج منها وعددهم يتجاوز 35 ألفاً. خاصة الأغراب الذين دخلوا أمس إلي وردياتهم بسيارات الميكروباص إلي داخل الاستثمار. ووقفت 13 سيارة أمن مركزي وسيارتان مصفحتان داخل الاستثمار لحمايته من أي هجوم متوقع. كما قام المتظاهرون بغلق مرفق المعديات لساعات طويلة حتي تم إعادة فتحه في الليل. فور سماع خبر إعدام أحد أبناء أهالي المنطقة الخامسة بحي المناخ ويدعي "مزروع" أشعل الأهالي الغاضبة النار في إطارات الكاوتش وأغلقوا شارع كسري و23 ديسمبر أمام السيارات احتجاجاً علي إعدام ابنهم والأحكام بإعدام 21 من أبناء بورسعيد المتهمين في مذبحة الاستاد. أغلق بعض الغاضبين من أبناء بورفؤاد الطرق المؤدية إلي ميناء شرق بورسعيد من أول طريق الملاحات ببورفؤاد بجوار محطة البنزين. وقاموا بإشعال النيران في بعض الأخشاب وإطارات الكاوتش تعبيراً عن غضبهم لقتل المتظاهرين والأحكام العنيفة التي أصدرتها محاكمة بورسعيد اليوم. ناشد أئمة مساجد بورسعيد في كافة أنحاء المدينة بضرورة التبرع بالدم لإنقاذ حياة المصابين الذين وصل عددهم إلي أكثر من 300 مصاب. لأن ذلك واجب وطني وديني لإظهار روح التكاتف بين المواطنين. ودعوا للمدينة الباسلة وشعبها أن يحفظها من كل سوء.. في الوقت الذي قام فيه الإسعاف الطائر بنقل المصابين إلي المحافظات المجاورة. خاصة القاهرة لكثرتهم. نفي مدير الأمن اللواء محسن راضي ما تردد حول شائعة وفاة أحد المتهمين المحكوم عليهم بإحالة أوراقهم إلي المفتي في قضية النادي المصري. مؤكداً أنه أجري اتصال مع العقيد حافظ العباسي مدير السجن العمومي ببورسعيد. وقال له إن المتهمين في حالة جيدة وطبيعية بالسجن. أكد الفريق مهاب مميش -رئيس هيئة قناة السويس- أن الملاحة في قناة السويس تسير بصورة طبيعية وآمنة. وأن عدد السفن العابرة للقناة اليوم 33 سفينة بإجمالي حمولات 2.2 مليون طن. وأن أعمال التأمين تتم علي أكمل وجه بالتنسيق مع كافة الجهات الأمنية. ولا صحة لأي تعطيل بالمجري الملاحي وحركة العبور. ناشد صفوت عبدالحميد نقيب المحامين ببورسعيد المستشار أشرف أبوالعز المحامي العام لنيابات بورسعيد بضرورة وجود أحد من أعضاء النيابة العامة بالمحافظة لإقرار استخراج تصاريح الطب الشرعي لضحايا الأحداث. حيث مازالوا في مشرحة المستشفيات والطب الشرعي يرفض تسليمهم للأهالي إلا إذا كتبوا تقريراً أمام النيابة باستلامهم الجثث دون تشريح. مشيرا إلي أن رؤساء ووكلاء النيابة غادروا المحافظة بعد أن تلقوا إخطاراً بذلك حرصاً علي أرواحهم وسلامتهم. وهدد الأهالي بأخذ جثث أولادهم الموجودة بمشرحة مستشفي الأميري "بالعافية" في حالة عدم مجئ الأطباء الشرعيين لتوقيع الكشف الطبي عليه. خاصة أن بعض الثلاجات بالأميري معطلة ولا ينفع أن تبيت جثث أولادهم خارجها إلي اليوم. كما طالب أحمد قزامل نقيب المحامين السابق ببورسعيد بعدم خروج أي من حالات الوفاة ال 37 إلا بعد أن يوقع الطبيب الشرعي الكشف عليها. وكل جثة يكون لها تقريرها لتوصيف مدي الإصابات التي بها ونوع الطلقات وسبب الوفاة لا ثقة في الأطباء ولأن الناس حالفة تولع المحافظة حتي لو المحامي العام صرح بدفن هذه الجثث فلن تخرج جثة إلا بعد توقيع الكشف الطبي عليها من قبل الطبيب الشرعي. عمت حالة من الحزن والغضب كل شوارع المدينة التي أغلقت جميع محلاتها بعد حالة الفوضي التي شهدتها عقب النطق بالحكم. وباتت بورسعيد ليلتها حزينة من هول الأحداث المميتة التي شهدتها. والتي وصفها البعض إنها كانت أصعب من أيام العدوان الثلاثي عام 1956. وأصعب من أحداث الثورة نفسها. أكد اللواء أحمد عبدالله محافظ بورسعيد في اتصال هاتفي مع "المساء" أنه لا صحة للشائعات التي يطلقها البعض باقتحام محطة المياه أو الكهرباء وإشعال النيران في المحكمة. وكل هذه المنشآت الحيوية تعمل ومرفق قناة السويس تحميه القاعدة البحرية وعبور السفن يجري بشكله المعتاد وقافلة الجنوب خرجت الآن. وأضاف المحافظ أن احتياطي المواد التموينية كاف ونحن عملنا حسابنا علي ذلك. كانت المواجهات الحقيقية قد بدأت في محيط سجن بورسعيد العمومي. حيث تم إشعال الحرائق في بعض المحلات والمقاهي المجاورة للسجن بمجرد إعلان القاضي لقرار المحكمة. وكرد فعل طبيعي لهذه الفوضي العارمة التي سيطر عليها القلق والتوتر قامت بعض المصالح التي تعمل يوم السبت بصرف الموظفين. بينما أغلقت جميع المحال أبوابها وشهدت معظم الأسواق إغلاقاً تاماً. من ناحية أخري قام عدد من المتظاهرين بإحراق معسكر للأمن المركزي مهجور وهو مجاور للمستشفي الأميري. أعلن مصدر طبي مسئول عن اسماء بعض المتوفين المتواجدة جثثهم بالمستشفي العام ومستشفي آل سلمان والحميات والقوات المسلحة. وهم: أحمد سامي العتر. تامر عصام الفحلة. محمد عبدالحليم الضظوي. وائل الشحات. حسن من محافظة الشرقية "قالها ثم فاضت روحه لبارئها". محمد عصام حسونة. أحمد الدالي. أحمد شرعان. أحمد رزق خلف. وليد فاروق خميس. محمد فاروق عوض. محمد علول أحمد. محمد الناغي. هاني السيد عوض. عيد صلاح فتحي. محمد فاروق عوض. ابراهيم الوشاحي. عيد خميس.