إنها حقاً معادلة صعبة جداً بل ومستحيلة بالنظم الحالية ماذا حدث؟ سؤال يغالبني وأنا كطبيب في مستشفي حكومي أناظر مرضي فقراء مرضي لا يجدون ثمن تذكرة الكشف المجاني. مرضي لا يمكن لهم شراء الدواء في الروشتة إلا عند مستوي محدد لا يتعداه. مرضي يتوقفون عن العلاج لعدم قدرتهم علي الاستمرار. مرضي عندما تطلب منهم فحوصات لا يعود عليك إلا مع بداية الشهر حتي يمكنه عملها. نعم هذه هي النوعية التي مازلت آراها بالمئات يترددون علي المستشفيات وغيرهم من أنماط يصعب علي وصفها ثم أسمع وأنا أجالس البعض من الزملاء أو المسئولين أن الجميع يعمل من أجل الفقراء أي فقراء نتكلم عنهم ربما تكون الشعارات مقبولة في أي حدث أو موقع إلا "فقد الصحة" كفاكم الله شره وأسمع وأري مطلوب أشعة سعرها ألف جنيه وفحوص سعرها كذا وعلاج ثمنه كذا وكذا. أرقام فلكية. مريض لا يجد قوت يومه يطلب منه دخول مستشفي عادي أو حكومي جديد نطالبه أن يدفع مبلغاً لدخوله لا يملك ربعه أو عشره والله حقيقة وأرقام مفزعة بدأت تدخل قطاع الصحة يتبادر إلي ذهني البسيط غير التجاري "ماذا لو مرض الفقير"؟ ماذا يفعل؟ أين يذهب؟ ألا يستحق منا تفكيرا حقيقيا لا شعارات فيه ولا مكاسب مادية أو مكاسب سياسية أو إعلامية يعني تفكير بدون "شو" تفكير لله ولوجه الله فقط ماذا لو مرض الفقير وأنا أعيش هذه المأساة لدرجة أني فكرت وأعلن تفكيري هذا أن تجتمع كمجموعة أطباء ممن أعطاهم الله الستر نجتمع في مسمي رابطة أو مجموعة تقدم خدمة طبية محترمة بدون مقابل للفقير هل يمكن أن يتولي أحد الصحفيين الحقيقيين وهم كثر في هذا المجتمع الجميل يتولي هذا ونحن جموع أطباء نتعاون يكون هذا تكافلا حقيقيا لا شهرة فيه ولا ابتغاء إلا وجه الله حتي نرد علمياً علي السؤال الخطير جداً يا ناس يا أصحاب الفلوس وأصحاب الجاه والسلطة يا عالم ماذا يفعل محدود الدخل؟ يا رب اكفنا شر المرض والفقر.. فهما أصعب من الموت ويكون الشقاء بعينه. من هنا أصبحنا نحتاج إلي مبادرة حقيقية في زمن اختفت فيه الإنسانية وأن نتكاتف من أجل مساعدة المرضي الغلابة حتي نخفف عنهم عناء وألم المرض فكم من الملايين تدفع لشراء لاعب أو زواج ممثلة من فنان دون أن يستفيد منها أحد فهل الغلابة لا يستحقون؟!