حالة من التوتر تسود الإسكندرية بعد يوم حاشد من الأحداث المتباينة بوسط المدينة ما بين مظاهرات ومشاحنات وكر وفر مع قوات الشرطة وتعطل الحركة المرورية. وكالعادة تعيش الإسكندرية في جزر منعزلة.. ففي الوقت الذي تسود فيه الأجواء المتوترة بمنطقة المنشية بسموحة مقر مديرية الأمن وأمام أقسام الشرطة تسود حالة من الهدوء بباقي المناطق. منذ الصباح الباكر والتوتر يسود منطقة المنشية. حيث عززت قوات الأمن المركزي من محاصرتها لمحكمة الجنايات التي مارست عملها المعتاد دون تأثر بالأحداث في الليلة السابقة. وأيضا أمام جميع النيابات والشهر العقاري.. في ظل قيام لجنة من قلم المحضرين بفرز ملفاتها لمعرفة الأوراق الناقصة المختفية والمحترقة في الأحداث الماضية لتقديم تقرير مفصل لخبراء وزارة العدل المنتدبين من قبل النيابة العامة. كما قام رجال الأدلة الجنائية بممارسة مهامهم لتحديد أسباب الحريق وتحديد قيمة الخسائر المبدئية بناء علي تكليف من النيابة العامة. حرصاً علي الدواعي الأمنية أصدر المستشار الصاوي البربري المحامي العام لنيابات استئناف الاسكندرية قراراً بنقل ال"31" متهماً المقبوض عليهم في أحداث الشغب أمام محكمة جنايات الاسكندرية ليلة أمس إلي منطقة برج العرب للتحقيق معهم بعيداً عن أي ضغوط تظاهرية متوقعة. وتم نقل المتهمين في الليلة السابقة ليتواجدوا في الصباح الباكر أمام النيابة العامة. حيث انتقل إليهم فريق من نيابة شرق الكلية للتحقيق معهم واستجاب المحامي العام لطلب المحامين المتضامنين مع المتهمين في تأخير التحقيق لحين وصولهم لغرب الاسكندرية للمشاركة في التحقيقات. من ناحية أخري أمر رئيس نيابة المنشية بحبس 9 متهمين شاركوا في إحراق محكمة الجنايات ليلاً أربعة أيام علي ذمة التحقيقات والمتهمون هم: عباس أمين ومحمد بركات وعمرو محمد وعزت الشناوي وأحمد مجدي وعبدالرحمن السيد ومحمد أنور ومحمد نور محمد وعمرو محجوب.. كما أمرت النيابة بضبط وإحضار عشرة آخرين. وانتداب لجنة من خبراء وزارة العدل لفحص الملفات والقضايا التي تم إحراقها وبيان ما إذا كانت عملية الإحراق للمستندات قد تمت عن عمد لبعض القضايا أم بصورة عامة. شهدت ساحة محكمة المنشية أمس حالة من الكر والفر بين قوات الأمن طوال اليوم مع بعض الصبية غير المنتمين إلي أي فصيل سياسي. وقاموا بالتعدي اللفظي علي رجال الأمن ورجال القضاء ليفروا هاربين بالشوارع الجانبية في صورة من صور الانتهاك المتعمد لقوات الأمن المركزي طوال اليوم. كما شهدت منطقة محكمة المنشية حالة من التكدس المروري بسبب تظاهر أسر وأصدقاء المقبوض عليهم في أحداث أول أمس دون علمهم بنقلهم إلي منطقة برج العرب. وهو ما أدي إلي نشوب مشاجرات كلامية مع قوات الأمن تارة ومع المحامين تارة أخري. نتيجة لتشديد الحراسة الأمنية علي أبواب ومخارج مقر النيابة العامة. وتعالت هتافات العشرات من المتظاهرين ضد رجال الشرطة ورجال القضاء. وفي إطار الأجواء المشتعلة تم القبض علي الناشط السياسي "حسن.م" بتهمة إهانة الهيئة القضائية بعدما تمت إدانته باقتحام مكتب المحامي العام الأول والاعتداء علي أحد وكلاء النائب العام.. ومن ناحية أخري أعلن موظفو النيابة العامة عن تنظيمهم وقفة احتجاجية اليوم احتجاجاً علي ما يتعرضون له من هجوم أثناء تأديتهم لعملهم. كما قام بعض المتظاهرين بالتعدي علي أحمد درويش وكيل النائب العام بمجمع النيابات أثناء مشاركته في التحقيق مع المتهمين علي ذمة قضية إحراق المحكمة. وكان درويش قد سبق أن حرر محضراً ضد المتظاهرين لتحطيمهم لسيارته أمام المحكمة أمس الأول. علي الجانب الآخر قام التجار والباعة الجائلون بمنطقة المنشية بالاستعانة بالكلاب المدربة لحمايتهم من الهجوم علي محالهم وبضائعهم بدلاً من حمل الأسلحة النارية خوفاً من معاودة هجوم البلطجية عليهم. أما منطقة محطة الرمل فقد عاد لها الهدوء المعتاد وافترش الباعة الجائلون أماكنهم من جديد. وكأن الأمس لم يكن وهو عكس أجواء المنشية المتوترة. من ناحية أخري انتقلت المظاهرات في الفترة المسائية لمدة ساعة تقريباً إلي مقر مديرية الأمن بالإسكندرية بعد أن أعلن "ألتراس" الأهلي عن مشاركته في المظاهرة رافضين أي قوي سياسية أخري لهدفهم المحدد من التظاهر وهو إنذار وزارة الداخلية عما سيحدث يوم 26 يناير لو لم تتحقق العدالة الناجزة في قضية مباراة الأهلي والمصري. مظاهرات الألتراس ضمت ما يقرب من 700 متظاهر تجمعوا في ميدان فيكتور عما نويل في سموحة ليطلقوا الشماريخ والصواريخ بصورة مكثفة أضاءت سماء المنطقة وجعلت الذعر يسود في الأجواء ليزحفوا في جموع أمام مديرية الأمن مرددين الهتافات "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم". و"يوم 26 لو مفيش قصاص مش راجعين". بالإضافة إلي هتافات مضادة ضد وزارة الداخلية. مديرية أمن الاسكندرية قامت بتكثيف قواتها من الأمن المركزي حول المنطقة لحماية مبني المديرية والمساكن المحيطة بها. ولم تستمر المظاهرة سوي ما يقرب من الساعة لتوصيل رسالة الألتراس ثم غادروا في هدوء. أكد اللواء عبدالموجود لطفي مدير أمن الاسكندرية أن رجال الأمن مارسوا أقصي درجات ضبط النفس وعدم الرد علي العنف المتزايد ضد الضباط والجنود وحرق سيارات الشرطة حتي تمر الاسكندرية من الأزمة الحالية وتفهماً لمشاعر الشباب الغاضب. استنكرت جماعة الإخوان ما قام به عدد من المتظاهرين من أحداث عنف وشغب علي مدار اليومين الماضيين. وأكد أنس القاضي المتحدث باسم الجماعة أن الإخوان سبق أن طالبوا بحقوق الشهداء والمصابين وتحقيق العدالة الناجزة والقصاص العادل لهم. موضحاً أن ضمن هيئة الدفاع عن أسر الشهداء أعداد كبيرة من محامي الإخوان بالاسكندرية الذين حملوا علي عاتقهم الثأر لشهداء الثورة. أضاف: ولكن من غير الطبعيي أن يقوم عدد من المتظاهرين بالقفز علي شرعية المطالب وسلمية المظاهرات باستخدام العنف ونشر الفوضي والرعب بين المواطنين. وتساءل القاضي من المستفيد من حرق ملفات المواطنين ورشق سيارات الشرطة بالحجارة. وطالب بضرورة التظاهر السلمي. كما طالب حزب الحرية والعدالة قوات الشرطة بالتصدي بكل حزم لأعمال العنف والبلطجة مع الالتزام بالقانون. من ناحية أخري أمر رئيس نيابة شرق الكلية بحجز 31 متهماً في أحداث الشغب التي شهدتها محكمة الاسكندرية لليوم الثاني علي التوالي لاستكمال التحقيقات وتحريات المباحث حول دور كل متهم في الواقعة. كما أمرت النيابة بتحويل المتهمين إلي أحد المستشفيات الحكومية لتحديد الإصابات التي يؤكد المتهمون أنهم تعرضوا لها وبيان سببها. وكانوا قد اتهموا عدداً من قيادات الشرطة بالتعدي عليهم وإصابتهم. علي الجانب الآخر تواصل نيابة المنشية التحقيق في المحضر المحرر ضد الناشط حسن.م رقم 221 إداري المنشية الذي يتهمه فيه أحمد درويش وكيل النائب العام بالتعدي عليه. بالإضافة إلي التحقيق معه بنيابة العطارين لصدور قرار سابق لضبطه وإحضاره في المحضر رقم 1660 جنح العطارين لاتهام النقيب مروان محمد الضابط بالأمن المركزي له بالاعتداء عليه أثناء تأدية عمله بحماية منطقة محطة مصر وقيام المتهم بتهريب 10 من المتهمين تم ضبطهم بعد تعديهم علي قطار الاسكندرية- القاهرة محافظات في أعقاب تعديه علي قوات الأمن كما جاء في بلاغ ضابط الشرطة.