ما أبشع حوادث هذه الأيام وما أرخصها.. لا أقصد هنا حوادث القطارات والتي كان آخرها حادث قطار البدرشين الذي راح ضحيته 19 مجنداً وإصابة أكثر من مائة.. فتلك الحوادث "قضاء وقدر" كما يحلو للبعض أن يصفها رغم أنها إهمال مصاحب لقدر يعبث بحياة المصريين.. كما أنني لا أقصد حوادث تصادم وانقلاب السيارات التي تتكرر بشكل شبه يومي.. وإنما المقصود هو جرائم السطو المسلح والخطف وسرقة السيارات والقتل التي زادت عن الحد بعد ثورة 25 يناير!! دراجات بخارية أو نارية تسير بدون لوحات في وضح النهار تثير الرعب والفزع في نفوس المواطنين من المارة في الطريق العام.. فجأة تسمع صراخ رجل مسن يصيح قائلاً "الشنطة.. سرقوا الشنطة.. امسكوهم" فتلتفت لتجد الجناة يفرون بسرعة الريح أمام أعين الجميع هاربين بالغنيمة التي ربما لا تساوي حجم المخاطرة التي قاموا بها!! وربما تسمع صرخات سيدة أو فتاة تستغيث بالمارة.. وتنادي بأعلي صوت "حرامي.. امسك حرامي" سرق الشنطة أو سرق السلسلة الذهبية وطار كالصاروخ.. وعن نفسي أتاح لي القدر مشاهدة مثل هذه الجرائم أكثر من مرة وفي شوارع رئيسية مثل شارع رمسيس.. كما أن زميلة لنا قد تعرضت قبل أيام لحادث مماثل وتم نزع سلاسلها الذهبية عنوة وكاد السارق يصيبها وكانت تسير في شارع حيوي أيضاً!! جرائم السطو المسلح.. لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن جريمة سطو مسلح.. في القاهرة أو في الجيزة أو القليوبية.. علي الطريق الدائري.. وفي العديد من المحافظات الأخري.. والدافع في كل الأحوال السرقة حتي لو وصل الأمر إلي القتل لتنتهي الجريمة بسرقة أموال أو سرقة سيارة ولايزال عالقاً في ذهني حادث مقتل مدرس أمام زوجته وأطفاله في شارع جسر السويسبالقاهرة من أجل الاستيلاء علي سيارته ولم يكتف الجناة بذلك بل اتصلوا من موبايل القتيل بشقيقه لدفع 10 آلاف جنيه مقابل إعادة السيارة لهم!! أما حوادث الاختطاف فقد صارت موضة هذه الأيام.. سواء كان المخطوف طفلاً أو رجلاً المهم دفع الفدية وسعرها يتوقف علي مدي ثراء الضحية.. فهناك فدية 10 آلاف جنيه وهناك فدية تصل إلي مليون جنيه أو أكثر.. فضلاً عن حوادث اختفاء أخري لأشخاص لا يعلم عنها أحد بالإضافة إلي انتشار حوادث قتل الأبناء لآبائهم أو أمهاتهم أو شقيقاتهم لأتفه الأسباب!! أما حوادث قتل الأزواج لزوجاتهم أو قتل الزوجات لأزواجهن فحدث ولا حرج.. فالزوج يقتل زوجته في مشادة عادية قد تحدث في كل بيت.. والزوجة تتخلص من زوجها مقابل دفع خمسة آلاف جنيه للقاتل وفوقها هدية شاشة "L.C.D) مثلما فعلت زوجة مدينة السلام مؤخراً حينما استأجرت عاطلاً لقتل زوجها مقابل هذا الثمن البخس أياً كانت دوافعها لارتكاب تلك الجريمة!! إن الجرائم التي يشهدها الشارع المصري عقب أحداث 25 يناير 2011 تحتاج إلي دراسة دقيقة من مراكز البحوث الاجتماعية والجنائية.. كما تحتاج من وزارة الداخلية إعادة النظر في المنظومة الأمنية.. فليس مهماً الإعلان بشكل دوري عن القبض علي عشرات الآلاف من الهاربين من تنفيذ الأحكام أو استعادة عدد من السيارات المسروقة أو ضبط أسلحة نارية.. طالما أن مثل هذه الجرائم تزداد يوماً بعد يوم!!