أيام قليلة وتبدأ معركة الانتخابات البرلمانية الجديدة لانتخاب أعضاء جدد لمجلس النواب الجديد بهدف استكمال مؤسسات الدولة طبقا لاستحقاقات الدستور الذي نص علي انتخاب مجلس النواب خلال 60 يوما من إقرار الدستور! رغم مشاركة المرأة بصورة لافتة في كل فعاليات ثورة 25 يناير إلا ان حجم مشاركتها في أول برلمان بعد الثورة في العام الماضي كان كارثيا بكل معني الكلمة.. حيث ان الفائزات لم تتعد سوي 2% وجاءت نسبة النساء في مجلس الشعب صادمة للعالم بعد الثورة التي أبهرت العديد من الدول. ولاشك أن هناك اسبابا كثيرة كانت وراء هذا التراجع يأتي علي رأسها الهجوم غير المبرر الذي تعرضت المرأة له من قبل بعض الجماعات المتطرفة والمتشددة التي خرجت تقول إن دخول المرأة البرلمان مفسدة! والآن بعد أن هدأت حدة هذا الهجوم وأصبحت غالبية الأحزاب والقوي السياسية تؤكد علي اهمية مشاركة المرأة في العمل السياسي لأنه من غير المعقول ان يظل نصف المجتمع مهمشاً بلا دور حقيقي! وبدأت الأحزاب في اعداد القوائم التي ستدخل بها الانتخابات وأكد العديد منها أن وجود المرأة في هذه القوائم لن يكون "نوعاً من الديكور" بل ستكون المرأة في المراكز الأولي لهذه القوائم وتأمل ان تتحقق هذه الوعود! ولكن علي الجانب الآخر يجب أن تتحرك المرأة وبقوة وتضغط بشدة لتحقيق هذا الهدف خاصة بعد أن كشفق تقرير المركز المصري لحقوق المرأة ان اجمالي عدد السيدات اللاتي ترشحن في انتخابات مجلس الشعب الماضي لم يصل إلي ألف مرشحة فلي أكثر من 9 آلاف مرشح ومرشحة. آن الأوان ان تتحرك القوي والمنظمات النسائية حتي يكون هناك تواجد نسائي قوي في البرلمان القادم يكون قادرا علي المشاركة في صنع القرار خاصة بعد ان شاهدنا جميعا وشاهد العالم كله طوابير النساء المصريات امام لجان الاستفتاء للمشاركة في إلادلاء بأصواتهن في الدستور الجديد لم تكن هذه الطوابير بهدف الحصول علي كيلوو سكر أو زجاجة زيت كما زعم البعض بل حرصت النساء علي الوقوف ساعات طويلة امام اللجان لتعبر عن رأيها بكل حرية وديمقراطية.. بعد ان اصبح الصوت المصري له قيمة ويحدد مستقبل مصر! يا نساء مصر اتحدون! قالوا: قال المفكر الروسي الراحل تولستوي الجميع يفكر في تغيير العالم ولا أحد يفكر في تغيير نفسه!!