مرة أخري أبهرت المرأة المصرية العالم كله عندما خرجت بأعداد هائلة إلي لجان الاستفتاء يوم السبت الماضي لتعبر عن رأيها في الدستور الجديد وتصر علي الوقوف في طوابير طويلة ولعدة ساعات حتي تقول رأيها في الدستور الذي يحدد مستقبلها ومستقبل أولادها ومستقبل الوطن كله.. ولا شك أن هذا الموقف سيتكرر غداً عندما تبدأ المرحلة الثانية للاستفتاء. إن الإقبال الهائل للمرأة المصرية علي المشاركة في الاستفتاء يعكس مدي الوعي السياسي لديها خاصة بعد ثورة 25 يناير ومدي تمسكها بحقها في النزول وتوصيل صوتها بالإضافة إلي التعبير عن رغبتها السياسية وقد ردت المرأة بهذا النزول الكثيف علي مزاعم البعض التي تدعي أن المرأة لا يشغلها سوي اعداد الطعام لزوجها أو تربية أولادها فقط.. وأكدت من جديد أنها مثل الرجل تماماً حريصة علي المشاركة في بناء وطنها من جديد علي أسس ديمقراطية وحضارية حتي تصبح مصر كما كانت دائماً قوية أبية بسواعد أبنائها جميعاً رجالاً ونساءً. * لقد أصاب مشهد طوابير النساء الكثيرين وخاصة في الخارج بالدهشة والاستغراب حيث كانت معلوماتهم عن المرأة المصرية انها تذهب إلي الأسواق فقط لشراء احتياجات أسرتها من الطعام وقد فاجأتهم هذه الطوابير ليعرفوا أن المرأة المصرية صاحبة حضارة ال 7 آلاف سنة لديها وعي كبير بقضايا وطنها وحريصة علي المشاركة في العبور بأمتها من المحنة التي تمر بها حالياً إلي واقع جديد يتسم بالازدهار السياسي والاقتصادي والاجتماعي أن مشاركة المرأة بهذا الشكل المبهر في الاستفتاء علي الدستور اثار احترام العالم كله خاصة أن لجان السيدات في بعض اللجان كانت أكثر كثافة من لجان الرجال.. لم تذهب المرأة من أجل كيس أرز أو كيلو سكر كما يزعم البعض بل ذهبت من أجل.. وقفت بالطوابير في البرد الشديد ولعدة ساعات رفضت أن تتحرك من الطوابير حتي تقول رأيها وتشارك في نهضة بلدها وهناك العديد من السيدات طلبن من المشرفين علي اللجان اظهار الكارنيهات الخاصة بهم حتي يتأكدوا أنهم قضاة وأن الاستفتاء يجري تحت اشراف قضائي كامل وحتي يؤكدوا أن زمن الخوف والخنوع قد ولي ولن يسمحن بعودته مرة أخري. مبروك للمرأة المصرية.