هل فكر أحدنا في حال التوك توك والنتائج التي ترتبت علي انتشاره في مجتمعنا بكثره؟. هذا السؤال راودني كثيرا ولم تكن هناك فرصة لأطرحه لانشغال الجميع بما تشهده الساحة من أحداث سياسية ساخنة. ونحمد الله أن إقرار الدستور أضفي علي مجتمعنا بعض الهدوء. بما يسمح لأن نلتفت إلي قضايا مجتمعنا ونناقشها ونتأملها لنجد لها الحلول المناسبة. لا يختلف أحد علي أن التوك توك قد ساهم في حل أكبر مشكلة كانت تعيق مجتمعنا عن تقدمه وهي مشكلة كانت تعيق مجتمعنا عن تقدمه وهي مشكلة البطالة. حيث فتح الباب لكل عاطل أن يكتسب رزقه بهذا العمل الحلال. بل إنه أتاح العمل لعدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لم يكونوا يجدون وسيلة لكسب الرزق وكانوا يطرقون أبواب الحكومة للحصول علي حقهم في العمل الحكومي بنسبة ال 5% التي يقررها لهم الدستور ولم تكن الحكومة تعطي لهم بالا. إلي غير ذلك من الايجابيات الي نتجت عن انتشار التوك توك في الشوارع والحواري والأزقة من حيث تيسير التنقل في الأماكن الضيقة وتيسير التنقل لكبار السن وسرعة العثور عليه في حلات الطواريء وإغاثة الملهوف وغير ذلك. لكن بالرغم من تلك الايجابيات كانت هناك سلبيات أكثر ربما لا تخفي علي أحد. وأنا لن أركز هنا علي أن التوك توك جمع كل البلطجية والخارجين علي القانون بما يمثل دولة مستقلة بذاتها لها عالمها وقوانينها وقواعدها وأنه سهل كثيرا من عمليات الخطف والسرقة سواء الأشياء العينية أو البشر خاصة النساء. وإنما أركز علي أن التوك توك اصاب كل الصناعات التي تميزت بها مصر في مقتل. فربما يلاحظ أحدنا أن الورش خلت من الصبية كما أن الأسطوات الصنايعية لم يعد تحت أيديهم صبية يعينوهم ويقومون بالأعمال الخفيفة في الصنعة بدلا منهم ويتعلمون منهم المهنة وينقلونها إلي الأجيال القادمة. الآن شاهد الورش فلن تجد فيها صبيا. الكل لجأ إلي التوك توك ليجد فيه ملاذا يحميه من غضب الأسطوات وعقابهم. الأمر الذي ينذر باندثار تلك الصناعات مع الأجيال القادمة. لأنه بالطبع لن يكون هناك جيل جديد قد شرب المهنة وتعلمها.وما أكثر الأعمال والمهن والحرف والأشغال التي تحتاج إلي صبية يتعلمونها وينقلونها إلي الزمن الجديد ولا تجدهم. أعتقد أن أحدا لم يكن في باله أن دخول التوك توك وانتشاره في مصر كوسيلة مواصلات سيقضي علي الصناعات المصرية مع الوقت وسيجذب إليه أعدادا هائلة من صغار السن الذين نحن أحوج ما نكون إليهم لاستمرار تلك الصناعات. وأن أحدا لم يكن في باله أن الرئيس مرسي حين قدم التحية إلي سائقي التوك توك في خطابه الأول. كان يمنح الشرعية لدولة التوك توك أن تسود بإيجابياتها وسليباتها.بدلاً من تقنين أوضاعها. وربنا يكون في عون مصر مع الجيل الجديد.