الصعايدة أكثر الناس جلداً وصبراً ومثابرة وأقواهم في الشدائد.. الحضارة بزغت من مصر العليا.. الملوك العظام قبل 5 آلاف سنة رمسيس ومينا وأمنحتب ونفرتيتي.. شيدوا حضارة مصر علي ضفاف النيل لم يكتفوا بهذا بل أبحروا في النيل حتي استقروا بالجيزة وبنوا سقارة والأهرامات وأبوالهول هؤلاء هم أجدادنا الصعايدة.. برعوا في الطب والهندسة والعلوم والجغرافيا توارثوا العظمة والقوة رغم قسوة الحياة.. دخل الإسلام مصر علي يد عمرو بن العاص وتكونت ملامح الدولة الإسلامية العادلة من مساواة ومواطنة.. ذهبت القبائل العربية بعد استقرار الدولة وعاشت في بطون الجبال في الفيوم والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا. تتابعت علي مصر قوي البغي والاحتلال لم يجد الحكام علي مدار السنين أقوي من الصعايدة حراساً وجلداً فدفعوا بهم في الصفوف الأولي للدفاع عن الوطن وعندما أراد الخديوي إسماعيل حفر قناة السويس استعان بأبناء الصعيد الذين حفروا القناة علي اكتفاهم ومات منهم مائة ألف من خيرة الشباب وجني المصريون علي مدار عصور حكامهم الدولارات هؤلاء نموذج.. ومن الصعيد برز الكتاب والزعماء والحكام والأطباء فعلي سبيل المثال لا الحصر الشيخ جلال الدين السيوطي والإمام الفولي والفرغل وعبدالرحيم القنائي.. والمنفلوطي والعقاد وطه حسين وسيد قطب وأحمد حسن الباقوري ومحمد محمود باشا رئيس وزراء مصر ابن البداري الذي قال للملك أنا أول من عرض الملك علي أبي فأبي والزعيم جمال عبدالناصر ابن بني هو أسيوط ومكرم عبيد باشا والبابا شنودة وموسي صبري وأحمد بهاء الدين والعالم الجراح مجدي يعقوب.. الصعيدي فارس لا يقبل الصدقة ولا الحسنة لا أحد يمت عليه.. يسير في طريقه متوكل علي الله وليس متواكلاً يعرف ماذا يريد. لقد آذاني وآذي كل صعيدي الدعوات التي نادت بها القنوات الفضائية مؤخراً عن لملمة بطاطين لأهل الصعيد.. لم أر واحداً منهم طالباً لصدقة من أحد.. الذي لا يعرفه البعض عن الصعايدة أن علامة الثراء لديهم هو الغطاء من الألحفة والبطاطين فأقل منزل في عزبة صغيرة لا يقل في "مندرته" مكان الضيافة عن عشرين بطانية ولحاف. الذين خاطبوا الصعايدة بهذا المنطق أهانوهم لأنهم ليسوا طالبي صدقة الأولي بهم الذين يريدون مساعدة مصر وليس الصعايدة أن يشيدوا المصانع هناك والنوادي والمدارس وقتها سوف يلاقون أبناء الصعيد مرحبين بدعواهم لأنهم يأكلون من كدهم وعرقهم. ألم يعي الذين نادوا بالصدقة أن أكثر الناس دفعوا ضرائب من دمائهم الصعايدة وصبروا واحتسبوا وفوضوا أمرهم لله ليس عن ضعف وإنما إيمان ويقين.. لقد ظلمهم النظام السابق ظلماً بيناً مأساة العبارة الذي غرق 1500 من شباب الصعيد وماذا فعل النظام السابق كافأ صاحبها وقام بتهريبه هو وولده إلي إنجلترا ومازال حراً طليقاً.. مأساة القطار في عيد الأضحي قبل ثمان سنوات وهم يحرقون صابرون.. أتدري لماذا صبروا لأنهم متدينون بطبعهم.. لكنهم لم يصبروا علي الإهانة.. ومقدم دعوة البطاطين لا يقصد بها خيراً بل بعث برسالة خاطئة.. الصعيدي لن يبيع ولم يبع ولم يحدث أن باع صوته بزجاجة زيت ولن يحدث أن يبيعها ببطانية.. الصعايدة انتخبوا د.محمد مرسي رئيساً للجمهورية لأنه واحد منهم آمنوا بفكره وتقواه وقصد نواياه.. الصعايدة قالوا نعم للدستور ليس لأنهم من الحرية والعدالة أو الإخوان المسلمين قالوها لأنهم يعرفوها ويعرفوا قيمة مصر يردونها مستقرة.. وإليكم أمثلة لم تسجل محافظات الصعيد بعد الثورة اعتداء علي أبرياءأو سطو مسلح أو سرقات لبنوك.. أتعرفون لماذا لأنهم يقدرون قيمة مصر واستقرارها وأمنها.. أقولها لكم احذروا غضبة الحليم الصعيدي.. وأحب أن أسديها للأشقاء المعارضين الذين يساندهم بعض الإعلام سواء الهوائي أو المكتوب إذا لم تقيدوا من لغة الخطاب مع أهل الصعيد ليس لكم مكان في قلوبهم وعقولهم ولن تأخذوا صوتاً واحداً هناك.. شكراً لكم أنا لا أريد غطاءكم فلترفعوه فلست بالبردان.