** بعد ساعات نودع عاماً كان من اسوأ الاعوام بالنسبة للمسرح في مصر حيث اغلقت بعض الدور ابوابها بالضبة والمفتاح وتداري نجومها وراء السحب الداكنة وكساها الظلام بعد ان كانت عروضها ونجومها يملأون خشبات المسارح بالحيوية والحركة والوهج. تراجعت نجوميتهم فلم يعد الجمهور يراهم نتيجة لما احدثته الثورة من اضطرابات ومظاهرات وانفلات امني ووقفات احتجاجية واعتصامات مما تسبب في اصابة المسرح في مصر بنكسة اصابته في مقتل حيث ادار الجمهور ظهره لبعض العروض ان وجدت واغلاق كثير من دور العرض نتيجة لضآلة الميزانيات المرصودة للانتاج مما ساهم في اصابة المسرح بصفة عامة في مقتل. ورغم الضبابية التي سيطرت وسادت المسرح طوال عام 2012 الا ان هناك بعض العروض الجيدة التي كان موجودة إلي حد ما منها "اين اشباحي" و"قهوة سادة" لمركز الابداع من اخراج خالد جلال وقد شاهدها كبار النجوم وكثير من المبدعين وتم عرض احداهما "قهوة سادة" في مهرجان المسرح بتونس. ايضا عرض المسرح القومي بمسرح ميامي: في بيتنا شبح للينين الرملي من اخراج عصام السيد الذي اعيد تقديمه اكثر من مرة بطولة ماجد كدواني واشرف عبدالغفور وعرض الشباب شيزلونج ومن يخاف فرجينيا وولف" لسناء شافع علي مسرح الجمهورية الذي لم ينل حظه من الدعاية والاعلان عنه وقامت ببطولته منال سلامة ثم عرض زمن الالف ليلة والدكتاتور بطولة احمد سلامة وسعيد طرابيك واحنا وظروفنا وعودة نيهال عنبر حيث قامت ببطولة مسرحية "شمس المحروسة" مع الاطفال ونفس مسرح الطفل قدم نور القمر فرحان وصديقة الاذكياء. واعاد مسرح العرائس اوبريت "الليلة الكبيرة للعمالقة الثلاث صلاح جاهين مؤلفا وسيد مكاوي ملحناً وصلاح السقا مخرجاً وقبل غروب شمس 2012 عاد مسرح الطفل ليقدم حالياً عرض: بدر البدور والبير المسحور بطولة سلوي محمد علي. وهناك عروض حاولت التواجد وانارة المسارح رغم انها لم تنل حظها ايضاً منها عروض: الطليعة ليوجين اونيل بطولة علاء قوفة وضحكة الاراجوز لسليم كتشنر وبوردة البوجيدي للمخرج حمدي ابوالعلا وعرض ابوالثوار للمخرج ياسر صادق ثم يبقي العرض المتفرد والمميز للمخرج المدافع عن التراث والموروث الشعبي وهو عبدالرحمن الشافعي وعرضه الكوميدي الساخر "طقاطيق جحا" هذا بالاضافة للعرض المتميز والمخرج المميز ناصر عبدالمنعم وهو "ليل الجنوب" الذي طرح قضية الاغتراب بحثاً عن الرزق والمرأة الجنوبية عندما يتركها الزوج وقت سفره! وعرض رحلة حنظلة الاسلام امام وطقوس المدينة لهاني السيد.والايام اعداد واخراج صلاح الحاج عن رواية الايام لطه حسين. هذه العروض لامست موضوعاتها الواقع المعاش وحقق بعضها المعادلة الصعبة: النص الجيد ومعه التمثيل والاخراج بجانب المشاهدة.. ومنها ما تعرض للظروف المشار اليها مما يؤكد انه عام نكسة المسرح في مصر بجانب غياب المسرح الخاص واختفائه اللهم عرض واحد وهو "الكوتشي" لاحد رواد المسرح الفنان الرائد "جلال الشرقاوي" في وقت ادار فيه الجمهور ظهره للمسرح ويعد ذلك مغامرة منه لما ذكرناه من ظروف غير مواتية ليست في صالح ابوالفنون علي امل ان يكون عام 2013 فاتحة خير للمسرح.