شهدت ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية ما يشبه حرب الشوارع بين القوي المدنية والدينية وتحولت جمعة نصرة العلماء إلي اشتباكات بالأسلحة البيضاء وتراشق بالحجارة في عمليات الكر والفر بين الجانبين مما أدي إلي سقوط 55 مصاباً. قامت قوات الأمن التي تمثل 20 تشكيلاً للأمن المركزي منها 15 تشكيلاً تم استدعاؤها من القاهرة بإغلاق محيط المسجد وشوارع الكورنيش وبورسعيد وحرم الترام والطرق المتفرعة منها والمؤدية إليها. بدأت الشرارة الأولي للأحداث عقب صلاة الجمعة عندما تحدث الشيخ أحمد المحلاوي قائلاً: إن ما حدث عقب صلاة الجمعة الماضية بعيده عن أهالي الإسكندرية قامت به فئة مأجورة اقتحمت صفوف الأهالي وقامت بإثارتهم . واستنكر المحلاوي في كلمته عقب الصلاة والتي ألقاها من داخل المسجد ما حدث من الفئة المأجورة التي حاصرت المسجد ولولا حكمة الأمن لحدثت كارثة. وأكد أن المليونية كان الغرض منها احتفالية لنصرة علماء الدين والمساجد وهي سلمية في المقام الأول وأن الدين الإسلامي لا يعرف العنف وفجأة قام شباب القوي المدنية برشق المسجد بالطوب والحجارة مما أحدث حالة من الفوضي فقامت قوات الأمن باطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وبعدها قام شباب القوي والتيارات الإسلامية عند خروجهم من المسجد بإلقاء الطوب والحجارة وهنا إندست فئة مجهولة بين الطرفين لاشعال الفتنة بينهما فرد المتظاهريون باطلاق الألعاب النارية. وأثناء حالة الفوضي قامت مجموعة من أنصار الشيخ أحمد المحلاوي بتأمين خروجه من المسجد ليعود إلي منزله دون تضرره بأذي. وقبل أذان العصر أعلن المسئولون بمسجد القائد إبراهيم من خلال مكبرات الصوت أن الشيخ المحلاوي وصل سالماً إلي منزله وأنه يدعو القوي بالإسلامية بالإنصراف من أمام المسجدوالتوجه لمسجد سيدي جابر. وعلي الفور استجابت تلك القوي والتيارات الإسلامية للنداء وانصرفوا من ساحة المسجد متوجهة في مسيرات سلمية إلي مسجد سيدي جابر وفوجئوا أثناء مسيرتهم أمام مكتبة الإسكندرية بتعرض مجموعة من البلطجية لهم مما أدي إلي تجديد الاشتباكات مرة أخري بين الطرفين مما أحدث إصابات عديدة من الطرفين وعلي الفور تحركت قوات الشرطة لتأمين المسيرة السلمية للتيارات الإسلامية المتجهة إلي سيدي جابر مما أغضب هؤلاء البلطجية فقاموا بتحطيم سيارتين للشرطة وحرق أتوبيسين تابعين لحزب الحرية والعدالة اللذين كانا يقفان بالقرب من ساحة مسجد القائد إبراهيم. عاد الهدوء إلي ساحة مسجد القائد إبراهيم بعد أن غادره الثوار والقوي المختلفة عقب صلاة المغرب مع استمرار تواجد قوات الأمن التي أحاطت بالمسجد للتدخل إذا حدث شيء. كانت التيارات الإسلامية المختلفة الداعية إلي التظاهر قد حضرت للمسجد فجراً حيث تم نصب سرادق مغطي بالنايلون لحماية المصلين أمام المسجد من الرياح العاتية والأمطار المنهمرة.. كما حضر فجراً أيضاً مؤيدو الشيخ حازم من المحافظات. كان عدد التيارات الإسلامية في ساحة مسجد القائد إبراهيم ما يقترب من السبعة آلاف متظاهر بينما لم يتعد في الصباح عدد المتظاهرين ال 300 متظاهر وفور انتهاء صلاة الجمعة اختلف الميزان ليصل عدد المتظاهرين إلي الآلاف. من أبرز المشاركين في التظاهر أعضاء الألتراس والاشتراكيين الثوريين وائتلاف بلدنا اليوم واتحاد ثوار الإسكندرية. أصيب العديد من جنود الأمن المركزي بالاختناق وتم إسعافهم داخل سيارات الإسعاف كما سقط العديد منهم مصاب من جراء القذف بالحجارة وظل الجنود في حالة ثبات بالرغم من الأمطار المنهمرة طوال اليوم كحائط صد بين المتظاهرين. قاد اللواء "سيد شفيق" مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام خطة مديرية الأمن بالإسكندرية مع كل من اللواء "عبدالموجود لطفي" مدير أمن الإسكندرية واللواء "ناصر العبد" مدير المباحث وضباط الأقسام والأمن العام.