الكلام الكثير دائما لا يجد الصدي المناسب وأحيانا يلفت الأنظار.. فإذا كان هذا الكلام لمجرد الاستهلاك المحلي شعر به المواطن وعرف انه كلام في الهواء وإذا لفت الانظار وجاء بالأرقام والدليل فإن الكل يفكر فيه. هذه المقدمة قصدت بها الكلام عن ثروتنا المعدنية التي ظلت لسنوات طويلة نتحدث عنها ولم نحقق منها شيئا حتي فوسفات أبوطرطور ظلت خسائره تعلن وبالأرقام التي كانت تخيف الناس والبحث عن الذهب ومشاكله مع الشركة الأسبانية وذهبنا للتحكيم الدولي والفحم ذهب إلي غير رجعة ومع ذلك كنا نسمع عن انجازات تحققت وأرقام تذكر وفي النهاية تم اكتشاف الحقائق وان هيئة الثروة المعدنية لابد من تحويل تبعيتها إلي وزارة البترول وكان قرارا من الرئيس مبارك شخصيا والذي يتدخل في الوقت المناسب لإعادة الأمور لنصابها ومنذ تحويلها تعامل المهندس سامح فهمي وزير البترول معها بأسلوب جديد. البداية تشكيل مجلس من خبراء الثروة المعدنية في مصر ونقلهم بطائرة لعقد لقاء في الوادي الجديد وبدء بحث المشاكل بنظام القطعة تلو الأخري وحدد هؤلاء الداء وبالطبع الدواء بل تطرق الوزير إلي الخبراء الأجانب للتعرف علي أحدث الطرق لادارة هذه الفترة الهامة.. ومن هنا لفت الكلام الأنظار وكانت البداية بالجلوس مع الشركة الأسبانية التي اكتشفت الذهب بجبل السكري وحل مشاكلها بدلا من اللجوء للتحكيم وها هي الشركة الآن تحقق احتياطيا من الذهب بلغ 14 مليون أوقية قيمتها 20 مليار دولار ستضاف لثروات مصرنا الغالية وللأجيال القادمة وتم إنشاء مصنع للذهب وتوفير الآلاف من فرص العمل لأبنائنا ثم طرح مناقصات أخري للاستفادة من باقي الثروات في هذا القطاع وتغير قانون الثروة المعدنية العقيم الذي يعطي الهيئة أشياء رمزية من المبالغ التي يبيع بها القطاع الخاص الفوسفات.. وهنا أصبح الكلام واقعا من خلال انجازات تحققت علي أرض الواقع يعلمها القاصي والداني وتحية للقيادة السياسية التي تتابع بمنظار كل شيء وتتدخل في الوقت المناسب لتحويل هيئة الثروة المعدنية من خاسرة لرابحة. كما أن المهندس سامح فهمي وزير البترول لا يعرف الفشل وأقرب مثل هذه النجاحات التي تحققت في قطاع الثروة المعدنية ناهيك عن الانجازات التي تحتاج لمجلدات في قطاع البترول.