بعد أن وصل الدكتور محمد مرسي لمنصب رئيس الجمهورية أطمأن الاخوان المسلمين وتصرفوا علي اساس انهم سيحكمون مصر إلي الابد لذلك أرادوا وضع دستور جديد للبلاد يتوافق مع وجودهم الدائم والابدي علي رأس الحكم في مصر ولذلك عجزوا عن التوافق مع القوي الوطنية الأخري في الجمعية التأسيسية وصمموا علي اخراج الدستور الجديد بالشكل الذي يريدوه. لو أنهم يفكرون بطريقة أخري لكان الدستور قد انتهي وتوافق عليه الجميع وانتهي الأمر لكنهم للأسف هم السبب في كل ما حدث فلولا تعنتهم ورغبتهم العارمة في تقديم الدستور الذي يتوافق مع املهم في الاستمرار علي رأس الحكم في مصر ما أضطر الرئيس محمد مرسي إلي الاقدام علي الإعلان الدستوري لحماية الجمعية التأسيسية التي انفرط عقدها بالانسحابات المتتالية وما اضطر إلي اتخاذ أي اجراءات أو قرارات تحسب عليه . لوكان الأخوان يعتبرون أن مصر دولة ديمقراطية أو يجب أن تكون كذلك بعد الثورة ويفكرون في تداول السلطة مع الأخرين لما أصروا علي مواقفهم في مواد دستورية ترفضها القوي الوطنية الأخري في التأسيسية. ولو كانوا ينوون تبادل السلطة لأتفقوا مع الأخرين علي دستور يرضي الشعب ويحقق أماله. لم يكن الرئيس في رأيي في حاجة إلي إعلان دستوري ليقيل النائب العام أو يعيد محاكمة قتلة الشهداء أو اداء حقوق الشهداء والمصابين في الثورة المادية والادبية .. لم يكن في حاجة إلي إعلان دستوري لتطهير البلاد من الفساد والفاسدين بل كان في حاجة إلي توافق الاخوان مع الأخرين في الجمعية التأسيسية من اجل انهائه والاستفتاء عليه ووقتها كانت ستكتمل اركان الدولة وسلطاتها وهي التي ستكون قادرة علي تحقيق كل هذه الاهداف .. ولكن بدلا من أن يأخذ الأخوان مصر خطوة إلي الأمام اعادوها خطوات للخلف وعادت المشاهد المرعبة في الميادين من جديد واشتعلت النيران في كل مكان وعليهم الآن أن يطفئوها. لا أعرف لماذا لا يتعلمون من اخطائهم الفادحة ولماذا لا يتشاركون سياسيا وفكريا مع القوي الأخري.. لماذا يحسبون أنهم وحدهم علي الساحة أو أنهم الأقوي الذي لابد وأن ينتصر .. لقد خسروا مزيدا من النقاط وعليهم استعادتها من داخل قواعدهم ومن خلال كوادرهم وأن يحرصوا علي التوافق ويحرصوا علي عدم احراج الرئيس وأن يعتبروه رئيس كل المصريين وينسوا أنه كان قيادة في جماعتهم.