سيناء في خطر.. حقيقة يجب ألا نغفلها أو نضع رأسنا في الرمال حتي لا نراها.. فقد تركناها سنوات وسنوات دون أن نفعل شيئاً لنجعلها حائط صد وخط دفاع ضد الأطماع فيها من خلال مشروعات التنمية وزرع الملايين من البشر لتحويل شعارات التنمية والاستفادة من الطاقات والامكانات المتعددة فيها إلي واقع وحقيقة علي الأرض. إسرائيل عندما استولت علي سيناء بعد حرب 67 أقامت المنتجعات السياحية والمستعمرات الاستيطانية واستفادت من ثرواتها المعدنية.. وحاولت استنزاف بترولها وتنمية بحيرة البردويل. أما نحن وكالعادة اكتفينا بالغناء لسيناء يوم 25 ابريل من كل عام.. وهو اليوم الذي وافق تحرير سيناء وعودتها للوطن.. وفي نفس الوقت أهملنا هذه المساحات الشاسعة من الأرض والثروات وتركناها دون أي استغلال حقيقي يخفف من الزحام في الوادي الضيق الذي نعيش فيه. كان يمكن أن نجعل من سيناء سنداً لميزانية الدولة التي تشكو وتئن من العجز المتوقع وصوله إلي 182 مليار دولار خلال شهور معدودة كما يؤكد البنك المركزي. تركنا أرض الفيروز مطمعاً للمستفيدين من أنفاق التهريب من أبناء الداخل وأبناء قطاع غزة علي الحدود.. وبإهمالنا جعلناها مرتعاً للجماعات التكفيرية التي استفادت من كل الظروف ومن تراجع السيطرة الأمنية بالمنطقة " ج " في ظل اتفاقية كامب ديفيد لتنطلق في عمليات إرهابية تارة ضد الجيش وأخري ضد الشرطة. إسرائيل كانت تراهن عندما تركت سيناء علي أننا لن نفعل فيها شيئاً لربطها بالوادي انطلاقاً من أننا لا نفكر في المستقبل وغالباً ما يكون فعلنا مجرد رد فعل. أعلنا كثيراً عن برامج تنمية لم نترجمها علي أرض الواقع.. بدأنا مشروع السلام للبدء في زراعة ملايين الأفدنة ولم ننجزه.. ولم نقم بأي مشروعات تعدينية ولم نضخ استثمارات أكثر للاستفادة من شواطئ سيناء وتنمية الثروة السمكية وإقامة صناعات بترولية. وأخيراً سمعنا عن جهاز يتولي تنمية سيناء ثم فكرة إنشاء محافظة ثالثة في وسط سيناء.. وكأن المسألة باتت في المسميات دون عمل حقيقي ورؤية تتضمن إقامة مشروعات زراعية وصناعية متكاملة وعديدة لجذب ملايين السكان الذين يحولون الصحراء الكاحلة والدروب الصعبة والجبال التي يسكنها كثير من الخارجين عن القانون إلي مناطق إنتاج وأرض خضراء ووديان يسكنها البشر لحماية الأمن الاستراتيجي المصري. القابعون خلف حدودنا الشرقية لهم أطماع في هذه البقعة الحيوية وحدود دولة إسرائيل في الكنيست مازالت من النيل إلي الفرات. كما أن المستفيدين من أنفاق التهريب في قطاع غزة يهمهم ألا نحكم قبضتنا علي هذا الجزء العزيز من أرض الوطن.. وفوق هذا وذاك فهناك أجهزة مخابرات من أماكن عديدة هدفها ألا تشهد مصر الاستقرار حتي لا تكون خطراً عليها ولذلك فلا مانع من تمويل أعمال الفوضي والفتن والإرهاب. العلاج الحاسم يتطلب إنشاء وزارة لتنمية سيناء تراعي الظروف والمتغيرات التي وقعت والمرتقب حدوثها وتكون مهمتها الأولي وضع البرامج والدراسات وما أكثرها علي طاولة البحث والبدء في التنفيذ من خلال خطة خمسية عاجلة تراعي الأولويات والتحديات للانطلاق بسيناء إلي الأمام. ايضا يجب أن تتولي هذه الوزارة حل مشاكل بدو سيناء من خلال الحوار الموضوعي الفعال وطرح كل الرؤي فهم أولي بنا ونحن أولي بهم ومن غير المعقول أن نتركهم فريسة سهلة للطامعين فينا وفيهم. هناك قضايا تمليك الأرض وتوفير الخدمات والاستعانة بهؤلاء الأهل في برامج التنمية المختلفة لأن لهم خبرات لا يمكن تجاهلها.. وعلي طريقة أهل مكة أدري بشعابها يمكن الاستعانة بهم في حفر الآبار وإقامة السدود لمواجهة السيول وشق الطرق.. إلخ من مجالات العمل والإنتاج. سواعد المصريين تستطيع أن تفعل المستحيل إذا توافرت النية والإرادة بعيداً عن التصريحات العنترية والشعارات الجوفاء التي تعودنا عليها في عصر النظام المخلوع.. وآن الأوان بعد الثورة أن نودعها بإجراءات ملموسة علي أرض الواقع.. واليوم قبل الغد حتي نعوض ما فات من أجل مصر الجديدة وحتي نرد كيد الطامعين وسهام الغدر إلي نحور الأعداء. فهل نبدأ؟! لقطات: ** قال اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء إن بدو سيناء هم حراس بوابة مصر الشرقية ما يحدث في شمال سيناء لن يؤثر علي حركة السياحة الوافدة إلي المحافظة. * خلونا نشوف يا سيادة اللواء! ** سنظل نهدر الفرص الاقتصادية حتي نظل في المأزق.. التعبير قاله د. سمير رضوان وزير المالية الأسبق في حوار صحفي. * وأنا أقول: معاك حق. ** أكد د. عمرو بدوي الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم الاتصالات أنه تم بالفعل تنفيذ قرار النائب العام بحجب المواقع الإباحية علي الإنترنت. * أتحدي.. والأسباب معروفة!! ** "الذبحة الصدرية" تضع المصريين في المقدمة بين 19 دولة شملتهم دراسة قامت بها الجمعية المصرية لأمراض القلب وأعلن نتائجها د. محمد صبحي رئيس قسم القلب بطب الإسكندرية مشدداً علي ضرورة تغيير نمط الحياة ونوعية الطعام وممارسة الرياضة والبعد عن الزحام والتدخين. * مش بإيدنا يا دكتور!! ** هذه الأخبار قرأتها في الصحف: - بدء إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية في الخارجة بدلاً من الكهرباء. - السخانات الشمسية إجبارية في الشيخ زايد بداية من يناير المقبل. - لا تراخيص للوحدات السكنية إلا بتوفير سخانات شمسية في الساحل الشمالي. - بعد نجاحها في عزبة الزبالين! تعميم استخدام الطاقة الشمسية لإنارة منشأة ناصر. * معقول بدأنا نتحرك.