دارت فى ركب الثورة مشاهد كثيرة تستحق الملاحظة دون هوى أو غواية . مشاهد متناقضة فى الهدف والنتائج وفى المزيج المشترك فى دفع عجلات ثورات الربيع العربى فى عرف الحلم والخريف العربى فى عرف النتائج. مشاهد خلت من وقع دروس الماضى والتاريخ الطويل وشملت كل المتناقضات منها الموبقات ومنها الحالمات. مشاهد لن تتكرر إلا فى شعوب مغيبة مارست دور المدرب الفاشل الذى لا يتقن التغيير فى مباراة كرة قدم فبدلا من أن يستبدل نقاط الضعف بنقاط قوة يستبدل كل الفريق والظروف بفريق وظروف أضعف مرات ومرات عن ذى قبل ونقاط ضعف تفوق نقاط القوة فيه لم ينتبه لتوقيت التغيير أو النقاط الضعيفة التى يجب أن تستبدل لم يستغرق وقتا فى التفكير ولا تحديد نقطة البداية فكل شئ كان معدا لهم وجاهزا بدءا من الشعارات ؟ الشعب يريد تغيير النظام " عيش حرية عدالة إجتماعية " “يسقط يسقط حكم العسكر “ومرورا بالإمكانيات سواء تدريب فى المعهد الديمقراطىوالمعهد الجمهورى وكأن ديننا وقيمنا ينقصها تدريب المعهدين الديمقراطى والجمهورى وتمويل لا ينقطع وإعلام مدرب على هدم الشعوب وبرنارد ليفى اليهودى يتنقل بين العواصم العربية يمرح ويزرع الفتن ويقلص فرص النجاة لإفراد الشعب الواحد هذا فى الجزء الإول من إستراتيجية التغيير التى قادها صبية نواتج تدريب وعلاقات خارجية دون وعى للطريق الطويل وخطورة الهدم فى غير موعده ودون وعى لإختلاف الأهداف ما بين هدم مستتر للمدربين وبناء حالم للمدربين نسوا الفارق الشاسع ما بين خطط إعدائنا وخطط أبناء الوطن نسوا قيمة الأرض والعرض والهوية وظنوا أن مقاليد الأمور فى أيديهم نسوا أن الثمن المدفوع مقدما من أفكار ودولار ما هو إلا ثمن الأرض والعرض والهوية والدين مزجوا ما بين الفساد الكائن فى بعض عناصر الفريق السابق وأهداف مستترة معروفة لهم سعى لها كل أعدائنا وأحلام غير واقعية لا تصلح إلا لقبيلة وليست دولة بحجم مصر التى شاركت فى كل عصورها فى تصميم وتخطيط استراتيجية الشرق الأوسط كاملا وإختلطت الأهداف حتى صارت واحدة هدم الجيش فى صور شتى منها أن المجلس العسكرى يختلف عن كيان الجيش وهذا بهتان للمغيبين والتخلص من الآخر لننعم ببناء جديد بينما الكماشة الإقتصادية المحور التانى للهدم من قبل أعدائنا تغرس أنيابها فى بطون المساكين غلاء وندرة موارد وانخفاض فى القيمة الشرائية للجنيه لدفع الناس لثورة أخرى خططوا لها هم هى ثورة الجياع لتنتهى آخر معاقل فى دولة كانت ملء السمع والبصر حتى فى أشد وأشرس لحظات الفساد وظهرت الملاحظات جلية : 1- تعرض الشباب للتهميش فى خطط التنمية أنساهم الإنتماء بمعناه الكامل وما تحقق فعلا على أرض الواقع من بنية تحتية كبيرة تسمح بإحداث ثورة تنموية كبرى وليتها كانت تنموية فى ظل دولة تملك عقول وأفكار ساهمت فى بناء دول عظمى ماديا وصغرى خلقيا منها أمريكا ذاتها فأدى هذا التهميش إلى مد يد الشباب لمن لا يرحم فساعده وأفرط فى مساعدته فاستبدلوا الواقع الأقرب للنهوض بواقع أقرب للسقوط. 2- السياسات التعليمية التى كانت متبعة آنذاك والتى كانت غير مستقرة لا تأتى بنتائج نظرا لكثرة التغيير ما بين الإلغاء لصفوف والرجوع وعدم وجود جوائز للنظام التعليمى من وظائف مناسبة فى المشاريع القومية الكبرى وإنتشار الواسطة والتى مازالت وأكثرأدت إلى الفراغ السياسى والقومى والدينى لدى أبنائنا فظهرت النزعة للتعلم فى الخارج وعدم إحترام نواتج التعليم المحلى فى سوق العمل مما أكسب المجتمع المصرى أفكارا وسياسات وضغوط غير مناسبة للقيام بنهضة قومية من خلال شبابنا 3- عدم توافر الشفافية والعدل من قبل كل الشعب على بعضهم البعض ووممارسة انتزاع الحقوق لغير أصحابها فكل يعين أقاربه وخلانه دون النظر للحقوق المهدرة لذوى الكفاءات ورغم أن الأمل الوحيد للشعب الصامت لقمة عيش مغموسة بعزة وحرية مسئولة وديمقراطية ممزوجة بإحترام وموارد موزعة بعدل إلا أنها لم تتحقق من قريب أو من بعيد عبى يد الثورة بل زادت حدة الأزمات ولا يفوتنى الشرفاء الذين خرجو للثورة ظنا أنها ملاذهم الأخير لأهدافهم الأساسية للمعيشة فساندوا وساعدوا فى إحداث التغيير فى الدولة بقوة لكن الى أين ؟ 4- الشرائح الأولى للثورة وتضخم ثرواتهم رغم بداياتهم الفقيرة فمنهم من استبدل شقة حجرة وصالة بفيلا وسيارة آخرموديل وحساب متضخم فى البنوك متناسين المساكين من الشعب الذى مات بنفس مخطط احداث الثورة الشعب الصامت الصامد الباحث عن الأمن والأمان ورغيف عيش متوافر وحياة كريمة وأسعار فى متناول اليد وإجبار على البداية من الصفر واستخدام " الكانون بدلا من البوتاجاز"ونصف يومهم دون كهرباء واجراءات تقشفية ضرورة على الغلابة غير ضرورة على محدثى النعمة وتلك كانت متوفرة لهم من قبل دون عناء 5- الكلمات الرنانة لم تعد تكفى البطون الجائعة فالخبز سيرفع عنه الدعم عاجلا أو آجلا والغاز غير المتوفر والبنزين والأزمات المتلاحقة لم يعد يسمع " عيش حرية عدالة إجتماعية “فقط يجرى عمرا كاملا للبحث عن ربع ما يغنى أبناء الزمن القادم زمن الكلام لا زمن الإنتاج وحرية منقوصة عن ذى قبل وعدالة مقتولة فى المهد وأسقطنا دولة بهيبة ومكانة لقبيلة بضعف ومهانة 6- الشئ الوحيد الذى نجا جزئيا الجيش المصرى العظيم الذى دافع عن الحدود وأمن البطون والطرقات تكفل بكل شئ فى وقت لا دولة وضحى برجال قتلهم إخوة تكفلوا بحمايتهم ومارس البطولة فى زمن الحنث والضعف والخيانة وإتهم بأفظع الإتهامات قتل متظاهرين والله يعلم من قتل وظاهر كالشمس والسبب الرئيسى لنجاح الثورة ضائعة النتائج هو حلم واحساس ابناء القوات المسلحة بشعب بعضه مغيب فكان يضربه بنو وطنه ولا يرد أما لو مارس أقل ممارسات الجيوش لأنتهت ثورتهم فى المهد رغم نداء الحلويين " يسقط حكم العسكر " وقد حققت الثورة أهداف أعدائنا بنسبة 100% حيث أخرجت أهم فرس رهان دولى من الحلبة أخرجت مصر من حلبة الكبار لإتفاقات الإذعان وشوط الضمان وماذا بعد ؟ فى ظل التقلص الصناعى بإغلاق مايزيد عن 1865 مصنع والتقلص الزراعى بالبناء على مساحات كبيرة تهدد منظومة الغذاء والتقلص السياحى نتيجة فقد الأمن فترات طويلة فقدت مصر أهم الموارد للحصول على العملة الصعبة لشراء الغذاء فى ظل ركود إنتاجى واضح. وماذا نفعل ؟ 1-الصمت لآقصى مدى والعمل لآقصى جهد دون أدنى طلبات ومحاولة ترتيب الصف مهما إختلفت التوجهات 2- تحجيم هواة الوطنية الجدد وهم عنها أبعد والتفكير بعقول مصرية لا هوى لها طبقا لظروفنا الحالية وقيمنا التى لن تتغير بإذن الله قد تتجاهل لكن لن تنسى والإحتمال لآقصى مدى . 3- التعاون المثمر فيما بيننا والمشاركة دون هوى فى كل شئ يمكن أن يتم على أرض الواقع بالإمكانيات المتاحة . 4- التقرب إلى الله ليل نهار أن يحفظ مصرنا وبلادنا العربية ويستر بلادنا ويرحم ضعيفنا ويحمى بلادنا من كل سوء.