المعديات التي تنقل المواطنين بين مركزي نقادة وقوص بمحافظة قنا. تعتبر مثالاً صارخاً للإهمال الذي وصل إليه الحال في صعيد مصر ليعكس اللامبالاة التي يعيشها كافة المحافظين الذين تعاقبوا علي المحافظة طوال السنوات الماضية في ظل عدم البحث عن الحلول التي تنهي معاناة المواطنين. تعتبر تلك المعديات هي الوسيلة الوحيدة لنقل المواطنين عبر النيل بين المركزين وقراهما. نظراً لعدم وجود كوبري أعلي النيل يربط البلدين. خاصة مع التجاهل التام للمشكلة رغم أن انشاء كوبري يربط بين البلدين كان دائماً وأبداً علي رأس أولويات نواب البرلمان في كل انتخابات وما أن يصل أحدهم للمجلس تتبخر كل الوعود وتدهب ادراج الرياح. ومع قلة اعداد المعديات فقد تهالكت أن أهالي الصعيد كتب لهم إما أن يموتوا حرقاً في القطارات أو غرقاً بسبب المعديات. بداية يقول عبدالحميد حاكم حسن ولاتصلح للاستخدام. حيث انك بمجرد الصعود التي إليها تشعر بمدي الإهمال الذي لحق بها. ناهيك عن الأصوات المتعالية التي تصدر عنها لدرجة انك لا تستطيع أن تستمع إلي أحد يحدثك وهو يجلس بجوارك. ورغم انه تتم صيانة هذه المعديات كل أربعة أعوام إلا أن أعمال الصيانة ما هي إلا طلاء أظافر لصاحب مرض خبيث ينتظر الموت مشيراً إلي توفير الحكومات لمعديات جديدة إلا أنهاپلا تستخدم وكأنهم احضروها لتكهينها قبل استخدامها. يقول سراج محمد أحمد عضو مجلس محلي محافظة سابق. ان عدم وجود مرسي لهذه المعديات يعرض حياة المواطنين للخطر. خاصة وأن هناك أطفالاً وشيوخاً يضطرون لاستخدامها. فالمشكلة تبدأ من مرحلة الصعود للمعديات عبر قطعة خشب متهالكة كما أن نقطة الوصول في الاتجاه الآخر بناحية مركز قوص عبارة عن أرضية غير متوازنة يؤدي إلي انزلاق اقدام المارة وحدوث ما لا يحمد عقباه. يشكو محمد معين ليسانس آداب من كون المعديات تستخدم وسيلة لنقل الحيوانات مع المواطنين. حيث تجد الباعة يمتطون حيواناتهم للتجول بها داخل القري. ومن الطبيعي أن تعبر إلي المركزين باستخدام المعديات التي تجمع كافة المخلوقات يقول فهيم عبدالحق إن العبارات النهرية هي الوسيلة الوحيدة بالنسبة لمزارعي القصب بنقادة لنقل المحصول إلي مصنع السكر بقوص. وهذا ما يجعلنا ننتظر الدور لعدة أيام يكون المحصول قد تعرض لتناقص الأوزان أو السرقة من جانب البلطجية . ويقول حميد الكاشف رئيس المجلس المحلي لقرية حجازة قبلي بقوص سابقاً إن المعديات غير كافية لنقل المواطنين ولا تفي باحتياجاتهم فربما تكون متوافرة في فترة الصباح إلا أنها تتناقص تدريجياً فيما بعد لتتحرك ثلاث مرات فقط في الساعات الواحدة والثالثة والسابعة. بعدها تتوقف الحركة تماماً ونادراً ما تجد معدية في الساعة الحادية عشرة مساء مما يؤدي إلي ارهاق المواطنين ا يطالب كمال حلمي تهامي ببناء كوبري أعلي النيل يربط بين مدينتي قوص ونقادة لحل المشكلة. ولحين إتمام ذلك يطالب بسرعة صيانة المعديات وتعديل مواعيدها. للعمل طوال اليوم خاصة في فترة المساء لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين وتشغيل العبارات النهرية الجديدة.