عندما يدلي الكاتب برأي في موضوع ما.. فإن هذا الرأي يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ.. فإن كان صواباً وأجمع القراء علي ذلك لا تكون هناك مشكلة فتجد رد فعل مؤيداً لهذا الرأي.. وان كان خطأ فباب المناقشة مفتوح للآراء الأخري بكل الاحترام والتقدير. وموضوع تعديل قانون الإيجارات في المساكن القديمة كتبت فيه عدة مقالات وأبديت رأياً محدداً فيه.. وتلقيت ردود أفعال متباينة بين مؤيد ومعارض وبالطبع كان المؤيدون من المستأجرين والمعارضون من الملاك.. وهذا شيء طبيعي فكل إنسان يدافع عن مصلحته. والحقيقة وللأسف الشديد لم أكن قد اطلعت علي ردود الأفعال التي يكتبها القراء الأعزاء علي الموقع الالكتروني لصحيفة "المساء" حتي فوجئت بالزميل حسن حامد المسئول عن الموقع يعطيني كمية كبيرة من الأوراق التي سجل عليها ردود الأفعال.. ولم يكن بينها ردود الأفعال الايجابية التي سجلها القراء المؤيدون لوجهة نظري.. واكتفي بأن يسلمني ردود الأفعال السلبية المعارضة لرأيي. ولاشك ان الكاتب يسعد كثيراً عندما يجد صدي واسعاً لمقالاته فهذا دليل علي أن كتاباته ليست في المطلق. وإنما هي من واقع المجتمع وما يعانيه من مشاكل.. ولا بأس ان يكون هناك معارضون كثر لرأي الكاتب.. فالاختلاف في الرأي كما يقولون لا يفسد للود قضية. وما آلمني في ردود الأفعال المناهضة لرأيي كمية السباب والشتائم التي تلقيتها علي موقع الجريدة وكثير منها بألفاظ خارجة عما يجب أن تكون عليه لغة الحوار بين أفراد المجتمع.. فالسب والشتم لا يضير الشخص الذي تم توجيهه إليه. وإنما هو يعبر عن ثقافة من استخدم هذه الكلمات وهذا الأسلوب غير اللائق. ومن حقي أن أسأل هؤلاء الذين وجهوا إليّ هذه الشتائم: ألم يكن بمقدوركم.. أو بالأصح ألم يكن من اللائق بكم كقراء كرام أعزاء ان تناقشوني بالحسني.. فالله سبحانه يقول لرسوله الكريم.. "وجادلهم بالتي هي أحسن" هل شفيتم غليلكم وأرضيتم أنفسكم واسترحتم عندما نفستم عن مشاعركم بهذا الأسلوب الذي لا أرضاه لكم.. لقد كنت علي استعداد ان أنشر آراءكم بكل الصدق والصراحة لو كانت صالحة للنشر وبأسلوب مقنع وواقعي.. لكنكم استسهلتم لغة أربأبكم ان تكون هذه هي اللغة التي تعلمتموها وشببتم عليها.. فالمصري ذو حضارة وذو تاريخ عريق ولا يمكن أبداً ان يكون هذا خلقه وهذه تربيته. بالمناسبة.. لقد كنت بالأمس في طريقي إلي مكتبي وأجلس بجوار سائق سيارة المؤسسة.. وأثناء خروجنا من شارع جانبي إلي الشارع الرئيسي فوجئنا بمواطن يستقل دراجة بخارية يأتي من الاتجاه المعاكس بسرعة فائقة فاصطدم بالسيارة.. ورغم انه مخالف وانه هو المخطئ.. ورغم ان دراجته لا تحمل لوحة مرورية فقد نالنا من ألفاظ السب والشتم ما يفوق أي تصور!! وكاد يعتدي بالضرب علي سائق السيارة لولا تدخل الشرطة وأولاد الحلال. هل هذا الأسلوب في التعامل هو نتاج ثورة 25 يناير؟! وهل كان الناس في انتظار الحرية ليخرجوا ما في جوفهم من ثقافة الشتم والسب لأتفه الأسباب.. هذا السؤال أوجهه بكل الاحترام للقراء الذين خالفوني الرأي؟ كنت أود ان أنشر أمثلة لتعليقات القراء المفعمة بالسباب والشتائم.. لكني آثرت ألا أصدم الذوق العام لباقي القراء وهم والحمد لله بمئات الآلاف. وأكتفي هنا بذكر بعض من وقعوا علي هذه التعليقات بأسمائهم صريحة لأنه للأسف أيضاً كانت معظمها مجهلة مثل نونا.. وياسر.. وأبوسليم وبعضها يذكر اسماً واحداً دون اللقب. بعض الموقعين بأسمائهم هم أحمد المليجي.. أحمد المصري.. محمد أنيس عبدالعزيز.. محاسب ماهر منصور حافظ.. حسن عمران.. مهندس حاتم السندوبي.. أم هاشم.. أحمد يوسف.. أحمد الشنيطي.. محمود شمس.. أحمد أنور.. وسام حسن.. سامح عطا الله.. وغيرهم الكثير. ولا أملك إلا ان أقول لهؤلاء الأعزاء.. انني عاتب عليكم فقط.. ليس لأنكم خالفتموني الرأي.. ولكن لأنكم تعرفون ماذا كتبتم وأي أسلوب استخدمتم!! وأود ان أقول للزميل حسن حامد ان يترك التعليقات علي مقالاتي كما هي دون تدخل بالحذف لأني وجدت من بين الأسماء من غضب لحذف بعض الألفاظ التي رآها الزميل لا تليق بالذوق العام.