لم تكن احتفالية "فرح البحر" التي نظمتها مؤسسة "أناليندا الأوروبية" مجرد حفل موسيقي غنائي يقام في ربوع قلعة قايتباي بالاسكندرية بحضور آلاف الشباب ولكنها كانت فرصة كبيرة للترويج السياحي للقلعة وتشجيع العديد من الأعمال الفنية اليدوية لمؤسسات غير رابحة. رغم ان حفل "أناليندا" لم يعرف أحد سوي علي مستوي الشباب المشارك في الجامعات والمراكز الأجنبية والمكتبة والفيس بوك.. إلا ان الآلاف زحفوا من مصريين وأجانب للمشاركة في حفل استمر حتي ما بعد منتصف الليل. تقول شيماء رمزي مسئول البرامج الثقافية بمؤسسة أناليندا ان الحفل شارك في احيائه العديد من الفرق الموسيقية منها فرقة "ساوف شوتجن" من النمسا وفريق "كراكيب" و"وصلة" من مصر والمطربة التركية العالمية "شانجون طاشجي" التي غنت أغنيتها الشهيرة "ما ذنب فاطمة جول" الخاصة بمسلسل "فاطمة"وعزفت موسيقي التي لاقت اعجابا شديدا من آلاف الشباب من الحضور. كما اشتمل العرض ايضا علي "فرق موسيقية" ممثلة للبرتغال وهولندا وفرنسا والمانيا والنمسا وتركيا وضمت الاحتفالية معرضا لمؤسسات المجتمع العربي ومنتجات يدوية وسوق عمل للأطفال وورش خاصة بهم أيضا لتعليم الرسم. بعيدا عن المسرح الذي أقيم في صدارة مدخل القلعة لعرض الموسيقي والأغاني حوله عشاق الموسيقي الأوروبية كانت هناك أكثر من 500 باكية موزعة ما بين طرق القلعة الفرعية والساحة الرئيسية التي ضمت ما يقرب من 5 آلاف شاب وفتاة وتقوم كل باكية بعرض افكار جديدة ومبتكرة للشباب بالاضافة إلي باكيات الطعام والشراب والحلوي والجاتوهات مع وجود ربات منزل قمن بصناعة حلوي منزلية لعرضها للبيع علي الشباب. قامت "المساء" بجولة علي أهم ما يقوم الشباب بالمشاركة فيه كعمل تطوعي ثقافي ضمن الاحتفالية. في البداية كانت هناك باكية تضم مجموعة من الكتب يتصارع عليها الجميع بالمجان وهي تتبع الجمعية المصرية لأصدقاء المكتبة. وتقول الدكتورة هايدي ابراهيم المدرس المساعد بالمعهد العالي للسياحة والفنادق: حضرت ومعي زميلي الدكتور محمد مبارك والعديد من أعضاء الجمعية لعرض كتب باللجان تبرع بها من قبل اصدقاء المكتبة ونتيح لرواد الاحتفالية الحصول "علي كتابين" فقط لزيادة الاقبال واغلبها كتب من مكتبة الأسرة أو انتاج لدور النشر الخاصة. اضافت لقد قمنا في يوم واحد بتوزيع "1500" كتاب لعشاق القراءة الذين توافدوا علينا. أما "خلود حسن" وهي في باكية أخري تحمل اسم "المركز العربي للاوريجامي" فقد وقفت لتعلم الاطفال "فن طي الورق" واكدت انها تقوم مع زملائها بتدريب الاطفال علي التلوين الفوري للأوراق وايضا طيها بأشكال مختلفة للاستفادة من كل ورقة يعثر عليها الطفل وذلك في اطار ورش عمل يقيمها المركز باستمرار للأطفال الراغبين في تعلم هذه الهواية. أما أيمن أبوالنجا فهو رئيس مجلس ادارةتراث فوه وحضر من كفرالشيخ لعرض منتجات الأسر المنتجة والموهوبين بالمحافظة من تراث متمثل في الجبلان والكليم وغيره ويتم عرض المنتجات بسعر يتراوح ما بين عشرة جنيهات و 250 جنيها حسب مساحة الكليم وأكد وان الهدف من المشاركة هو دعوة الافواج السياحية لزيارة كفرالشيخ وانه بالفعل تم استقبال من 15 إلي 16 فوجا في اعقاب الثورة قاموا بزيارة المحافظ لمدة اربعة ايام وتمت دعوة جميع المشاركين لاحياء التراث الخاص بالصناعات اليدوية. وفي باكية أخري قامت هدير مصطفي بتوزيع استمارات عضوية لنادي التصوير وايضا للمشاركة في دورات تدريبية علي التصوير سواء للأطفال أو الكبار علي ان يحضر كل متدرب الكاميرا الخاصة به مما كانت قوتها أو ضعفها فالمهم هو التعلم. اضافت ورشة العمل يعقبها معارض المشاركين فيها لعرض انتاجهم من أعمال فنية وقد أقمنا نادي التصوير بالاسكندرية باشتراك سنوي 150 جنيها ونصف سنوي 100 جنيه واعضاء النادي بلغوا "200 عضو" وتقوم بعرض انتاجهم علي الفيس بوك لنتيح الفرص أمامهم للفوز في مجال تصوير الهواه. أما أحمد عبدالمنعم فقد وقف يعلم الشباب الكتابة بالخط العربي وهو ما جعل العديد يصطف أمامه لكتابة اسمه بالخط العربي القديم وأكد علي انه يقيم ورش تدريبية لعشاق الكتابة بهذا الاسلوب حتي لا يندثر. وأخيرا آمنة محمد وهي ربة منزل من ابناء النوبة فقد قامت بوضع طاولة عليها منتجاتها المنزلية من "كيك" و"كب كي" وغيره وقالت ان أولادها حضروا للمشاركة في الاحتفالية فقررت هي أيضا المشاركة علي طريقتها الخاصة وأحضرت منتجاتها المنزلية لعرضها للبيع للشباب باسعار زهيدة تتراوح ما بين اثنين وثلاثة جنيهات تقريبا للقطعة بالاضافة إلي اعداد الشاي أو النسكافيه مؤكدة انها أرادت استثمار وقتها والاطمئنان علي أولادها في نفس الوقت. كما التقت "المساء" بالأثري كريم عودة مدير قلعة قايتباي والذي أكد ان ارباح احتفالية "فرح البحر" بلغت 24 ألفا و500 جنيه وذلك لتحصيل القلعة لمبلغ 2 جنيه كرسم دخول من المصريين و25 جنيها من الجانب. اضاف لقد حرصنا علي التنبيه بعدم استخدام أي أنابيب بوتاجاز داخل حرم القلعة لحمايتها واستخدام السخانات الكهربائية لاعداد الاطعمة وهو ما التزم به جميع المشاركين. أوضح ان الشباب المشارك كان علي مستوي المسئولية فلم نجد من يكتب اسمه علي جدران القلعة أو يحفر بالأثر.. بل علي العكس ففور انتهاء الاحتفالية قام الجميع بتحميل مواده والأسراع بالمغادرة.. موضحا ان عمال القلعة سهروا حتي صباح اليوم التالي في جد واجتهاد لجمع مخلفات الاحتفالية من أوراق واطباق بلاستيكية وزجاجات مياه وغيرها لتعود القلعة عما كانت عليه وتفتح ابوابها أمام زوارها كالمعتاد وفي نفس الموعد وفي ابهي صورة.