"بعد عشر سنوات لن تكون هناك إسرائيل" أبادر فأنفي أن أكون قائل هذه الكلمات. فهي منسوبة - مؤخراً - إلي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر. كيسنجر - كما يعلم من عاشوا فترة حرب أكتوبر. وماتلاها من تطورات. إلي توقيع معاهدة كامب ديفيد - هو صاحب الرحلات المكوكية أثناء المعارك التي حققت فيها القوات المصرية انتصارات. دفعت جولدا مائير إلي البكاء. وإلي الاستغاثة المولولة بواشنطن. ليبدأ كيسنجر رحلاته المكوكية. متزامنة مع تدفق السلاح الأمريكي إلي المناطق التي كانت القوات الإسرائيلية تحتلها في سيناء. لاحظ العسكريون المصريون أن الدبابات القادمة من العريش قطعت الكيلو مترات الحقيقية بين العريش والضفة الشرقية من قناة السويس. وروي أن كيسنجر أبلغ الرئيس السادات أن الولاياتالمتحدة لن تسمح للسلاح الروسي أن يتفوق علي السلاح الأمريكي. وهو قول مضلل. فحقيقة ما كان ينتويه كيسنجر. ويعد له. أن يحول بين العرب وتحقيق انتصارهم الكامل. لأن معني الانتصار هو زوال إسرائيل. لم تهدأ رحلات كيسنجر إلا بعد أن أفلح في إيقاف القتال. وبدء المفاوضات. وحمل معه إلي المنطقة - في كل مرة - قليلاً مما أعلن. وكثيراً مما ظل طي الكتمان. لكن انتصار العبور كان قد تحقق. لم تفلح كل تكتيكات كيسنجر. ولا أكاذيبه. في إخفائه. ولا التقليل من قيمته. حاولت مساعدة كيسنجر - واسمها تارا بتزيو - نفي إدلائه بهذا التصريح.. لكن صحيفة نيويورك بوست أكدت أن التصريحات كانت دقيقة. وأن كيسنجر قال بنفسه هذه الجملة. ونصها حرفياً: "IN 10 Years, there will be no more lsrael" لو أن قائل هذه الكلمات إعلامي أو سياسي أو مؤرخ عربي. لقامت الميديا الصهيونية ولم تقعد. وربما قذفت بالاتهام السخيف المتكرر. وهو معاداة السامية. مع أن العرب - كما تعلم - ساميون. ماعلينا. فالذي يعنينا - في هذه المساحة - أن نعيد نشر كلمات هنري كيسنجر. ونجد فيها استشرافاً مستقبلياً. يراه.. دون أن نعلق علي رؤيته!