شهدت كنائس الإسكندرية تعزيزات أمنية مشددة طوال الاحتفال بعيد الميلاد حيث تم اغلاق الشوارع الرئيسية المؤدية إلي الكنائس الكبري مثل كنيسة "ماري جرجس" والكنيسة المرقسية كما تم وضع كاميرات مراقبة وأجهزة للكشف عن المعادن علي ابواب الكنائس الكبري كما لم يسمح بالدخول إلي داخل الكنيسة إلا بعد التأكد من البطاقة الشخصية حرصا علي حفظ الأمن والأمان. علي الجانب الآخر تحدي شعب الإسكندرية من الاقباط والمسلمين الإرهاب بكل ما تعنيه الكلمة حيث تكاتف الاقباط علي دخول الكنائس بأعداد تفوق ما تحتويه كل قاعة وهو ما جعل المصلين يقفون علي ارصفة كنيسة "القديسين" بعد ان امتلأت القاعة عن آخرها خاصة مع توافد الاقباط كلما شعروا بالأمن والتعزيزات المتواجدة لحمايتهم وحرص رجل الاعمال "رامي لكح" عن حزب الوفد و"عصمت ناثان" عن الحزب الوطني المشاركة في القداس بكنيسة القديسين حيث تم توزيع وشاح اسود وضعه جميع المصلين علي اكتافهم حزنا علي ضحايا حادث الانفجار الأليم. وفي كنيسة ماري جرجس بمنطقة الابراهيمية اكتظت مداخل الكنيسة بالمصلين الذين تابعوا القداس من الخارج بالرغم من برودة الجو وذلك بعد ان اكتظت القاعة الرئيسية بالمصلين ولم يختلف الحال بالنسبة للكنيسة "المرقسية" التي شهدت حضور اعضاء مجلسي الشعب والشوري عن الاقباط وهما كرم انور بخيت وجورج عبدالشهيد بالاضافة إلي اعضاء المجلس الملي. من ناحية أخري حرص اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية ومعه كل من الدكتور محمد السعيد الدقاق امين الحزب الوطني واللواء صفاء الدين كامل نائب المحافظ وعبدالله عثمان ممثلا لهيئة مكتب الحزب الوطني وسمير النيلي كممثل للمجلس المحلي للمحافظة علي التوجه إلي الكنيسة الانجيلية بالعطارين لاداء واجب العزاء وكان في استقبالهم القس راضي راعي الكنيسة الانجيلية وشريف بقطر امين قطاع الاعمال بالحزب الوطني وحرص الوفد الزائر علي حمل الشموع المزينة بالشريط الاسود حيث ظلت الشموع السوداء محمولة طوال القداس وألقي اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية كلمة وجه فيها عزاءه لاسر ضحايا الحادث الإرهابي الاثيم الذي اراد المساس بأمن مصر وانه يتعهد بأن يتولي رعاية المصابين وأسر الضحايا ماديا وصحيا وتعليميا مع ايجاد فرص عمل للشباب من المصابين فور تماثلهم للشفاء. وألقي القس راضي راعي الكنيسة الانجيلية كلمات مؤثرة طالب فيها بوحدة الصفوف وان مصر نسيج واحد ويد واحد في مواجهة الارهاب وطالب الشباب بضبط النفس حتي لا يتحقق من لمدبري الحادث الارهابي مآربهم منه وظل اللواء عادل لبيب والدكتور الدقاق حاملين للشموع السوداء طوال القداس الذي تم اعداده في احدي القاعات الجانبية لخضوع القاعة الرئيسية لاعمال ترميمية. وكان لابناء الاسكندرية من المسلمين وقفة رافضة للإرهاب حيث تجمع اعداد كبيرة من ابناء الثغر في مواجهة الكنائس للهتاف "معاً ضد الإرهاب" "ويحيا الهلال مع الصليب" وقد منعهم امن الاسكندرية من دخول الكنائس أو الاقتراب منها حرصا علي ان يؤدي الاقباط صلاة عيد الميلاد دون ازعاج أو هتافات دينية. وصف القس جندي ابراهيم ما حدث من الانفجار الذي وقع بين كنيسة القديسين ومسجد شرق المدينة بالزلزال الذي هز كيانات كثيرة ولم نتوقع بأن تعيش مصر بدون أحد عنصري الامة وتأثير هذا الزلزال ظهر بجميع شوارع الجمهورية من حزن علي المنكوبين. وأوضح أن خطاب الرئيس كان يؤكد علي الدولة المدنية والذي كان له تأثير السحر في مسح الحزن من قلوب ملايين المصريين مسلمين ومسيحيين وهذا ما كنا نحتاجه. وأكد إبراهيم ان من علمه الانجيل في الصغر هو شيخ المسجد عندما كان يدرس بالكتاب. ويضيف القس جورج شاكر قائلا دعونا نتطلع للأمام لكي نكون جميعا صناعا للسلام لأن السلام علي الارض هي مسئولية كل فرد يعيش بها. وعلق شاكر علي مشاركة جميع الطوائف الوطنية من مسلمين ومسيحيين بالاضافة إلي قيادات المحافظة وعلي رأسهم اللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية الذي اصر علي ان يأتي هذا اليوم لكي يشجعنا علي ان نكون جميعا هنا مواسيا ومعزيا ومشاركا لأن حزننا واحد وآلامنا واحدة ووجودنا هنا لكي نرسل رسالة قوية تدل علي استمرارنا بهذا الحب مؤكدا بإننا نستمر بهذا الحب ولا تحدث القطيعة.