خطأ كبير ارتكبه الكابتن حسن شحاتة حينما أشار للجماهير بالرحيل بعد الخسارة من إنبى والسبب أنه أعطى هذا الانطباع للرأى العام ، وصدر الإحباط واليأس لجنوده فى الملعب ، كما أنه خطأ يجب ألا يصدر من مدرب كبير، لكن أحدا لم يتوقف بالتحليل عند قرار المعلم فى الاستاد وأسبابه ودوافعه. الكابتن حسن شحاتة لم يعاد من سنوات طوال على هجوم الجماهير ضده وذلك بسبب انتصاراته الدولية التى وضع بها نفسه فى مصاف المدربين العالميين لدرجة أنه تم اختياره رقم 14 بين أفضل مدربى العالم فى 2010 ، ولم يتم التعرض له بالهجوم نهائيا بعد الخروج من تصفيات كأس العالم وبحثنا عن شماعة للخروج المهين والمخزى ، فضلا عن أنه لم يتم التعرض له عند خروج مصر لأول مرة منذ عقود طويلة من "تصفيات" كأس الأمم الأفريقية حيث قدرت الجماهير إنجازاته وانتصاراته مع الفريق الوطنى ،فضلا عن أنها لم تعد تحلم بكأس الأمم وإنما باللعب مع الكبار فى كأس العالم. كما وضعت جماهير الزمالك مقارنة بين زمالك التوأم حسن والمعلم ، فالأول نافس بقوة على البطولة بمجموعة من الشباب وكان أكثر من ند للأهلى بل إنه فقد الدورى فى الأسابيع الأخيرة من عمر البطولة، وتضع الجماهير كم الصفقات التى تعاقد معها مجلس الإدارة له. والجماهير أذكى من أى مسئول فهى لم تنس أن إدارة الزمالك السابقة والحالية دعمت الفريق بنجوم أمثال ميدو، وهانى سعيد وصلاح سليمان وكريم الحسن ورزاق وإسلام عوض وموندومو ونور السيد وحسين حمدى وقطة،ووجدت الجماهير الفريق يخسر أمام إنبى مرتين فى شهور قليلة خسر فى الأولى كأس مصر، وأدت الثانية إلى ابتعاده قليلا عن منافسه الأهلى. وأظن أن كابتن حسن شحاتة أشار للجماهير بالرحيل لأن رحيله لن يؤدى إلى خسارته ماديا على الإطلاق حيث إنه وقع مع قناتين براتب خرافى كل منهما يساوى راتبه فى الزمالك. وأعتقد أن ما حدث من كابتن حسن شحاتة خطأ جسيم ويعنى هتاف الكل وليس قلة ضده عند أقرب هزيمة مما يعنى تنفيذ الاستقالة عمليا ! وأظن أن كابتن حسن شحاتة يمر بأزمة نفسية حيث اعتاد على العمل مع فريق متجانس طوال سنوات ، وعمل منظم جدا فيما بينهم ،ولاعبين يمكنهم تنفيذ فكره الفنى فى الملعب،وقد ابتعد كل هؤلاء عنه وكان آخرهم أحمد سليمان فلم يعد هناك من يفهمه من عينيه أو بالإشارة أو توجد رهبة فى التواصل من تيجانا وأسامة نبيه،وتلك كارثة كبرى يجب وضعها فى الاعتبار خاصة أن كابتن حسن شحاتة إنسان عاطفى جدا وحساس جدا. لكن كل ذلك لا يشفع للمدرب الخبرة الذى تمنى كثيرا ختام مشواره مع الساحرة المستديرة بالفوز بالدورى للزمالك والتفرغ للتحليل الفنى ،ولذا يجب أن يعتذر المعلم للجماهير عن هذا الخطأ الساذج ، وأن يدرك أن الجماهير أذكى من أى مسئول وتقارن بين ماض ناجح بإمكانات محدودة .. وواقع يحلمون فيه ببطولة رغم كثرة مشاكل النجوم. وعلى المعلم أيضا أن يستوعب كل النجوم ، وأن ينهى كل المشاكل إذا أراد ختام مسيرته مع التدريب بنتيجة تتذكره بها الملايين من عشاق الفانلة البيضاء وإلا فلا يلومن إلا نفسه .. ولا يبحث عن شماعة للفشل !