رجحت مصادر سياسية مصرية استطلعت المصريون رأيها أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون قد مات بالفعل ، خاصة بعد الإعلان عن نزيف جديد في المخ وإصابة نصفه الأسفل بالشلل الكامل ، وذلك نظرا لاستحالة استمرارية حياة من هو في مثل سنه بعد جلطة دماغية ونزيف متواصل في المخ ، وأن المشكلة الأساسية كما ترى تلك المصادر تكمن في أن شارون كان واحدا من القلائل الذين قادوا الدولة العبرية وهو يمسك بمعظم الملفات الحساسة للشأن الداخلي والإقليمي والدولي بيده ، الأمر الذي يؤدي إلى فراغ سياسي حقيقي في حالة رحيله المفاجئة ، وأربك الحياة السياسة الإسرائيلية ، وهو ما يستدعي بعض الوقت لترتيب وضع هذه الملفات ونقلها إلى قيادة جديدة في وقت سريع ، وأشارت المصادر إلى التصريحات الخطيرة لرئيس الوزراء بالإنابة إيهود أولمرت بعد أن ترأس اجتماعا للحكومة وهي التي قال فيها إن إسرائيل تعيش ظروفا صعبة ، وكان تدهور الوضع الصحي الخطير لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون استدعى نقله إلى غرفة العمليات مجددا بعدما اكتشف الأطباء إصابته بنزيف جديد في الدماغ اليوم. وقد أعلن التلفزيون الإسرائيلي أن الأطباء فرغوا من إجراء العملية الجديدة التي كان الغرض منها وقف نزيف جديد نتيجة ارتفاع ضغط الدم في الدماغ. وذلك بعد انتهاء الأطباء من إجراء أشعة مقطعية للدماغ. ومازال شارون موضوعا تحت التخدير منذ إجراء جراحة طويلة له أمس، قال الجراحون بعدها إنهم نجحوا خلالها في إيقاف نزيف الدماغ. وقال الأطباء بعدها إنهم سيبقون الأخير في حالة غيبوبة لمدة يومين إضافيين على الأقل في سبيل الحفاظ على حياته. وقال شموئيل شابيرا أحد الأطباء المشرفين على علاج شارون "نحن لا نجرؤ على محاولة إيقاظه من الغيبوبة قبل يوم الأحد"، مشددا على أهمية هذه الغيبوبة في إراحة دماغ شارون، وتمكينه من الحصول على الكمية اللازمة من الأوكسجين. وكانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أفادت أمس بأن شارون يعاني من شلل نصفي في الجزء الأسفل من جسمه وأن حياته قد تكون في خطر. وقال وزير النقل الإسرائيلي مئير شتريت إن شارون "يصارع من أجل البقاء", ومع استمرار حالة شارون الصعبة والتي أشارت التقديرات الطبية إلى أنه لن يكون قادرا على القيام بمهامه حتى وإن نجا من أزمته الحالية، فقد استمر القائم بأعمال الحكومة إيهود أولمرت في رئاسة الحكومة, بعد أن ترأس اجتماعا للحكومة قال فيه إن إسرائيل تعيش ظروفا صعبة, لكنه أكد أن "الحكومة تعمل وإسرائيل لا تزال تعمل". وينص القانون على أنه في حال عجز رئيس الوزراء عن تولي مهامه فإن نائبه يحل محله مدة 100 يوم, تحل الحكومة بعدها ويكلف الرئيس الإسرائيلي أحد أعضاء الكنيست تشكيل حكومة جديدة خلال أسبوعين, مع إمكان تمديد المهلة أسبوعين إضافيين. هذا وقد تفاوتت التعليقات على مرض شارون واختفائه من الساحة السياسية . بعض المحللين الغربيين قالوا ان رحيل شارون قد يفتح الباب امام عملية السلام وامام تسويات بين اسرائيل والفلسطنيين ودول عربية اخرى على اساس ان شارون لم يكن رجل سلام فى اى مرحلة من مراحل حياته الطويلة , كما انة كان رجل دموى وقاتل محترف . البعض الاخر لا يرى ايضا فى رئيس الوزراء القادم اى بصيص امل نحو السلام وحقن الدماء على اساس ان المرشح الاقرب لرئاسة الوزراء الاسرائيلية القادم سيكون بنيامين نتانياهو الذى يبدى دائما تشددا كبيرا تجاة اى حل سلمى للصراع العربى الاسرائيلى . وقد اعربت مصادر فلسطينة عن مخاوفها من الغاء الانتخابات الفلسطينية القادمة فى حالة موت شارون .فى الوقت نفسه تدرس الفصائل الفلسطينية الان اسلوب تحركها فى مرحلة ما بعد شارون الذى اشتهر عنة بالرد العنيف وتصفية القيادات الجهادية الفلسطينية وكان اخرهم قتل الرئيس الفلسطينى ابو عمار بعد دس السم له وقد توقعت بعض المصادر ان يكون رد الفصائل الفلسطينية سواء تصعيدا او تهدئة رد فعل على الاسلوب الذى سينتهجه رئيس الوزراء الاسرائيلى القادم فى التعامل مع الفلسطينيين. على جانب آخر ، علمت المصريون أن الرئيس مبارك يدرس حاليا إمكانية زيارة إسرائيل في حال وفاة رئيس الوزراء الإٍسرائيلي آريئيل شارون المرتقبة لتقديم العزاء والالتقاء ببعض كبار المسئولين الإسرائيليين هناك لاستطلاع السيناريوهات المحتملة في مرحلة ما بعد شارون ، وخاصة العلاقات المصرية الإسرائيلية . كما أنه من المؤكد أن يقوم عدد من رؤساء وملوك الدول العربية مثل المغرب والأردن وتونس وموريتانيا بزيارتهم لإسرائيل لتقديم العزاء في حالة وفاة شارون . يذكر أن المصريون كانت أكدت قبل عدة أسابيع أن شارون معرض للإصابة بجلطة دماغية مرة أخرى ، وذلك حسب مصادر طبية أوضحت أن إصابته الأولي لن تجعله قادرا مرة أخرى علي الاضطلاع بمهامه كرئيس للوزراء . وقد تسلم أيهود أولمرت نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي كافة صلاحيات شارون ، كما تسلم حقيبة الشفرات للأسلحة النووية الإسرائيلية . ورفعت قوات الجيش الإٍسرائيلي حالة الاستنفار القصوى للمرة الثانية تحسبا للتهديدات المتبادلة التي أطلقتها إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية ، وتهديدات الرئيس الإيراني أحمد نجاد ضد إسرائيل .