انتقد عدد من المراقبين والسياسيين، حال المؤسسات والهيئات الحكومية، واستمرار معاناة المواطنين، كما كان فى السابق قبل ثورة 25 يناير. وقال الدكتور محمد أبو العلا، رئيس الحزب الناصرى، إن ما جنيناه من الثورة فقط هو إسقاط حسنى مبارك، ثم إدخاله سجن 5 نجوم، أما ما يخص الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية فهى كما هى ولم يتغير منها شئ. وأضاف، أن هذه المؤسسات مازالت تدار بنفس أسلوب النظام السابق، من حيث تعطيل أعمال ومصالح المواطنين والرشاوى والروتين، الذى يجعل الموظف يدخل للتوقيع الساعة 9 صباحًا، ثم يخرج ليقضى مصالحه خارج العمل، دون أى اهتمام بمصالح المواطنين. وطالب أبو العلا، القوى السياسية والبرلمان الجديد، بأن يقوموا بعملية غربلة لكل العاملين غير الفاعلين، وخاصة مديرى مكاتب الوزارات ورؤساء الهيئات والمؤسسات الحكومية والذين شاركوا فى كثير من عمليات الفساد والرشاوى والسرقة لرؤسائهم، وأن يحل مكانهم شباب الثورة والذى يجب أن يدعموا من كل النخب والقيادات والقوى والتيارات السياسية المختلفة. ودعا أبو العلا إلى ضرورة وضع رؤى وخطط واضحة لكيفية إدارة الهيئات والمؤسسات والوزارات الحكومية المختلفة، خاصة فيما يتعلق بإدارة الأزمات. ويرى الدكتور رفعت السيد أحمد، الكاتب الصحفى، ومدير مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة، أن روح الثورة لم تصل بعد إلى المؤسسات والهيئات الحكومية، مشيرًا إلى أن كل هؤلاء يحتاج لدور جديد من النخبة تجاههم، خاصة أن الثورة لامست "شواشى" هؤلاء ولم تصل للعمق، حسب وصفه. وطالب رفعت، نواب البرلمان الجديد والقوى السياسية والتيارات والائتلافات المختلفة، بأن ينقلوا مطالب الثورة الحقيقية، إلى هذه الهيئات، مشيرًا إلى أنه إذا كانت الثورة قامت على أهداف "عيش حرية كرامة اجتماعية"، فكيف لم تتغير هذه الهيئات إلى الآن ولا طريقة إدارتها. وحمل مدير مركز يافا، كل القوى والأحزاب السياسية والقيادات والنخب مسئولية عدم وصول الثورة إلى تلك الهيئات والمؤسسات لأن كل واحد منهم التفت إلى مصالحه وأهدافه الشخصية، وليس لترجيح المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. وأضاف قائلاً إن هذه الهيئات والمؤسسات ما زالت تحكم بعقلية البيروقراطية، وعدم إشراك الشباب فى القرارات الرئيسية ولا فى خطط التنمية بشتى أنواعها، وما زالت الرشاوى موجودة حتى الآن، وبالتالى لا يوجد أى تغيير حقيقى فيها، مشددًا على أن المسئولية الأكبر ملقاة على عاتق أعضاء البرلمان الجديد. ويرى الكاتب الصحفى، والمنسق العام للائتلاف الوطنى لحرية الإعلام، رجائى الميرغنى، أن كل ما يحدث فى المؤسسات الحكومية، مجرد تغييرات فوقية دون برامج تنموية واقتصادية حقيقية وفاعلة. وأرجع الميرغنى، تراجع هذه الهيئات وعدم وصول الثورة إليها، إلى عدم وجود إرادة حقيقية من قبل القوى والأحزاب والتيارات السياسية تجاه القضايا والأمور المهمة التى تخص مصلحة الوطن، ووجه اللوم إليهم بأنهم اختلفوا وانقسموا تجاه المناصب على حساب مصلحة الوطن والشعب المصرى. ويقول المستشار حمدى بهاء الدين، عضو التحالف الديمقراطى من أجل مصر، إن الثورة لم تصل للمؤسسات الحكومية، بدليل بقاء كل القيادات والعاملين بها بدءًا من المستوى 2 إلى المستوى 4وهم لا يزالون يطبقون النظرية القديمة المعتادة "عاش الملك ومات الملك". ورأى بهاء الدين أيضًا أنه ما زالت ثقافة "الواسطة" هى المعمول بها فى كل الوزارات والهيئات والمؤسسات.