تواجه جماعة الإخوان المسلمين، معضلة بين دعم "الحراك الثوري"، بعد غد الجمعة، وعدم النزول في المظاهرات، التي دعت إليها الجماعة وقوى ثورية. فبينما فسر البعض القبضة الأمنية لمظاهرات الاثنين الماضي، ب"مشاركة الإخوان وحشدها على الأرض"، تواجه الجماعة اتهامات بالتخوين في حالة عدم النزول على غرار "باعونا في محمد محمود". وحشدت قوى ثورية وسياسية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين وحركتي 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين أنصارها للنزول بعد غد الجمعة؛ لاستكمال موجة "الحراك الثوري"، التي بدأت منذ أيام لرفض التنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية. أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، أكد أن موقف الجماعة من مظاهرات الجمعة المقبلة هو "النزول والحشد"، بحسب ما أعلنه المتحدث باسمها "محمد منتصر". وحول طرح البعض بأن إعلان جماعة الإخوان المسلمين، النزول الجمعة المقبلة، سيدفع لمزيد من الاعتقالات والقبضة الأمنية الشديدة على غرار أحداث يوم 25 أبريل الجاري، اعتبر "رامي" في تصريح ل"المصريون"، أنه "تحليل غير صائب". وشهدت مظاهرات الاثنين الماضي، قبضة أمنية وملاحقات طالت المتظاهرين، الذين خرجوا لرفض "التنازل" عن جزيرتي "تيران" و"صنافير" للسعودية. وقبل أيام من مظاهرات الأرض في 25 الجاري، أعلنت الإخوان دعمها ونزولها في المظاهرات، في وقت رحبت فيه قوى ثورية على رأسها حركتي 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين بدعم الإخوان، أعلن حزب الدستور وحمدين صباحي رفضهما التنسيق مع الجماعة. ووصف رامي، رفض أي فصيل سياسي دعم نظير له ل"الحراك الثوري"، ب"الأمر غير أخلاقي"، مشددًا "أمر لا يقع فيه دعاة ثورة يناير، التي تنادي بالعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات". ومضى رامي بالقول إن "زيادة القبضة لم تكن بسبب نزول الإخوان، ولكن بسبب طبيعة النظام، ونذكر الجميع على سبيل المثال بقمع النظام لتظاهرات رافضة لقانون التظاهر لم يشارك فيها الإخوان، وكذلك القبض على غير الإخوان من منازلهم مثل هيثم محمدين وغيره يدحضان هذا الزعم". وحذر رامي من أن "بقاء النظام مستمد من تفرق قوى الثورة"، مضيفًا "وحدتنا هي السبيل لمواجهته وإلى أن يحدث ذلك فالسعي إليه واجب". وأكد رامي "حريصون (الإخوان) ألا نكرر أخطاءنا"، مشيرا إلى أنه "لا ينبغي أن تحدد الأنظمة المستبدة لنا كيف نقاومها (قوى الثورة)، ولا ينبغي أن نسمح لشروطها أن تنظم آلية التنسيق فيما بيننا، لأن مجرد معرفتنا بأن الفصل بين أي فصيل والآخرين هي رسالة واضحة أن اتحاد تلك الفصائل خطر حقيقي عليها". وفي وقت سابق، أبدت القوى والحركات الفعالة في ثورة 25 يناير، رفضها لما طرحه حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، وحزب الدستور، من رفض التنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين، في المظاهرات. وبينما شارك في مظاهرات الجمعة والاثنين الماضيين، قوى وحركات وناشطون من أطياف مختلفة، بينهم منتمون ل"الإخوان"، للمرة الأولى منذ أحداث 30 يونيو 2013، في محاولة لدعم "الاصطفاف الثوري"، قال صباحي، عبر صفحته بموقع "فيس بوك"، إن حملة مصر مش للبيع، ترفض بشكل قاطع أي تنسيق مع جماعة الإخوان، وأي عمل مشترك معهم، في المظاهرات". وفي السياق ذاته الذي سلكه حمدين صباحي، أعلن القائم بأعمال حزب "الدستور"، تامر جمعة، قبل يومين، عن رفض الحزب "مشاركة جماعة الإخوان في مظاهرات 25 أبريل". وفي رده على بيان الحزب، أكد ياسر الهواري، أحد المؤسسين ال 100 للدستور، "رفضه للإقصاء وتكريس الانقسام"، قائلا "أرفض تمامًا ما ورد في بيان الحزب والخاصة بعدم قبول الإخوان في صف الثورة". بدوره أكد حزب مصر القوية، على حق جميع المصريين في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وذلك بعد ساعات من إعلان حمدين صباحي، رفض التنسيق مع الإخوان. ودشن التيار الشعبي، الذي أسسه حمدين صباحي، في وقت سابق حملة "مصر مش للبيع"، والتي تضامنت معها حركات وقوى ليبرالية ويسارية، بهدف جمع توقيعات لرفض "تنازل" النظام عن جزيرتي "تيران" و"صنافير" للسعودية. واكتفت حركة 6 إبريل، بالرد على دعوات إقصاء الإخوان من مظاهرات "25 أبريل"، بنشر بيان الجماعة الداعي للنزول بأعلام مصر، عبر صفحاتها الرسمية. وتعد حركة 6 إبريل من أبرز الجهات التي وقعت على البيان التأسيسي لحملة مصر مش للبيع، التي دشنها "تحالف صباحي"، بجانب الاشتراكيين الثوريين ومصر القوية وما يزيد على 150 من الشخصيات العامة، وجميعها لم تبد عبر بيانات لها أي معارضة في التنسيق مع الإخوان. ومتجنبة الحديث عن "شرعية مرسي"، الأحد الماضي، قالت جماعة الإخوان المسلمين، إن "مصر تمر بلحظة حرجة تحت حكم عسكري، لم يكتف بأن قتل واعتقل واختطف وأخفى عشرات الآلاف من المصريين المعارضين له، بل زاد ليبيع الوطن، فتنازل عن جزيرتي "تيران وصنافير". وأضاف بيان الجماعة آنذاك "نثمن كل دعوة مخلصة ضد النظام، وأننا شركاء في أي تحرك وطني جاد نحو تخليص الوطن، شركاء في أي فعل إيجابي يعلي شعارات ثورتنا العيش والحرية والعدالة الاجتماعية". ودعت الجماعة، الجميع، "تجنيب الخلافات الأيديولوجية وأن تكون الشعارات والهتافات فقط للوطن والإنسانية المهدورة فيه والابتعاد عن الخلافات الحزبية والسياسية الضيقة، ولا علم يعلو على علم مصر". وانتشرت قوات الجيش والشرطة، على مداخل ومخارج الميادين الرئيسية، الاثنين الماضي، فيما أغلقت المدرعات وجنود الأمن المركزي والقوات الخاصة مداخل ومخارج شوارع وسط البلد، تحسبًا للتظاهرات الرافضة لترسيم الحدود الجديد.