فى الوقت الذى تعالت فيه الأصوات الرافضة لمنح السلطات الإيطالية تسجيلات هاتفية ضمن سجل قضية الطالب الإيطالى الذى قتل فى مصر مؤخرا "جوليو ريجينى" راح النظام ذاته يظهر ما أسماه تسجيلات صوتية مسربة لمنتقديه ومعارضيه خلال الأيام الأخيرة من بينهم التسريب الذى زعم أنه للإعلامى يوسف الحسيني مقدم برنامج "السادة المحترمون" على فضائية "أون تى فى"، يظهره فيه فى حديث جنسى مع إحدى السيدات فيما رد الحسيني "على الفيديو المنسوب له ، قائلا "سيتذكرنا الناس بما قمنا به لأجل الوطن أو الإنسانية ولن يتذكروا من يحاولون تشويهنا". التسريب المزعوم، أثار تساؤلات عدة حول التوقيت الذي ظهر فيه وعلاقته بتصريحات الحسيني الأخيرة الرافضة لتسليم جزيرتي" تيران وصنافير"، بالإضافة إلى تهكمه على طلب أحمد موسى من كل من يقول إن الجزر مصرية وجب تقديم المستندات التى تثبت ذلك وسوف يمنحه مليون جنيه، قائلا عبر برنامجه "أنا عايز المليون جنيه بتاعتي علشان جاوبت على السؤال قبل حلقتهم ب3 أيام، وهتبرع بهم كاش لصندوق تحيا مصر". ولم يقف الحسينى عند ذلك الحد بل استنكر موقف قوات الأمن من مظاهرات "جمعة الأرض"، قائلا "استنفار أمني واضح وتعليمات مشددة في أغلب مديريات الأمن بالمحافظات، طيب ما تعملوا استفتاء وللا ده برضه بيخوف؟" وكشف "الحسيني"، أنه تم توجيه الدعوة إليه لحضور لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدد من الإعلاميين وممثلي الكتل البرلمانية والنقابات، لكنه أخذ قرارًا برفض حضور هذا الاجتماع مشيرًا إلى أن سبب رفضه هو وجود شخصيات معينة في الاجتماع بالإضافة إلى كثرة أعداد الحضور، لافتًا إلى أنه لم يرغب في حضور هذا الاجتماع للاستماع فقط. وتابع "الحسيني" قائلًا:" مش معقول 50 واحد هيتكلموا أنا قولت هروح أعمل إيه، هقعد أتفرج قدام التليفزيون مثل كل الناس". ومن جانبه ، أدان المحامي طارق العوضي، الهجوم علي "الحسيني"، مؤكدًا أن النظام الذي يفضح معارضيه بهذه الطريقة يسيء للدولة -بحسب تعبير-، قائلا "ما يحدث مع يوسف الحسيني إهانة للدولة وليست له، نظام يفضح معارضيه بهذه الطريقة هو نظام يُسيء إلى نفسه، نظام يراقب شعبه من خرم الباب". وسبق "الحسيني"، في حوادث شبيهة عدد من الإعلاميين الآخرين المؤيدين للنظام وأبرزهم .. محمود سعد إيقاف برنامج "آخر النهار"، الذي يقدمه محمود سعد على قناة "النهار"، كان عقابًا من نوع آخر فى انتظار مقدم البرنامج والذي عرض فيه صورة نشرتها صحيفة "المصري اليوم" تحت عنوان "صورة بألف كلمة"، وضمّت عددًا من النشطاء السياسيين الذي شاركوا في ثورة 25 يناير 2011، وهم أسماء محفوظ، وأحمد ماهر، ووائل غنيم، وخالد السيد، والمخرج عمرو سلامة، ومحمد عباس، وعبد الرحمن سمير ، ومحمود سامي، بالإضافة إلى محمود حجازي وعبد الفتاح السيسي. وأشار "سعد" إلى أن هذه الصورة تم التقاطها لهؤلاء الشباب بعد أن تمّ عقد اجتماع معهم في فترة حكم المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وكان هو حاضرا فيه إلى جانب المفكر جلال أمين وعبد الحليم قنديل. وقال: "الرئيس عبد الفتاح السيسي جدير لما وصل إليه الآن، وكذلك محمود حجازي الذي أصبح رئيس أركان القوات المسلحة، ولكن الولاد دول فين بقى؟". ريم الماجد اختفت الإعلامية ريم ماجد التى كانت مقدمة برنامج «بلدنا بالمصري» الذى كان يعرض على قناه On TV وعرفت الماجد بتوجهها ضد حكم السيسي وهذا وضح من خلال كلامها خلال ظهورها مع طوني خليفة في برنامج «أسفين يا ريس» على قناة «القاهرة والناس»، وتحدثت عن الجيش والحكم العسكري بشكل أثار استفزاز المشاهدين حين سألها طوني خليفة هل أنت أسفة على هتافك «يسقط يسقط حكم العسكر» فكان ردها أبداً «يسقط يسقط حكم العسكر في أي بلد في الدنيا» وسألها أيضًا لمن تقولين أسفين يا ريس؟ قالت «فشر» لا يوجد رئيس من عصر الفراعنة حتي الآن يستحق أن يقول له الشعب اسفين يا ريس. اختفت بعد ذلك الحوار حين كتبت علي «تويتر» أنها لا تستطيع الظهور في ظل هذا الوضع، إن تاريخها لا يسمح بالظهور حاليًا وكأنها تقول إنها ضد ما حدث. ثم عادت الماجد لتظهر مرة أخرى ببرنامج جمع مؤنث سالم الذي تعرض للوقف أيضًا. يسري فودة رغم أنه كان من أشد الإعلاميين المؤيدين للنظام، إلا أن شهر العسل بينهما لم يدم طويلًا، فالمذيع يسري فودة الذي كان يقدم برنامج على قناه "On TV"، «آخر كلام» انسحب تماما من المشهد الإعلامي فى بعد أن عبر عن غضبه الشديد عقب فض رابعة والنهضة ويبدو أنه هو أيضًا ضد ما حدث وقيل إنه ترك مصر وهو الآن في لندن ولا يعرف سبب السفر للعلاج أم الاستجمام والمؤشرات تؤكد أن يسري لن يعود للمشهد الإعلامي قريبًا خاصة بعد تصنيفه انه من ضمن الطابور الخامس. خبراء: الإعلام يشهد هجمة شرسة الخبير الإعلامي، هشام قاسم أكد أن الإعلام في مصر يعيش أسوأ عصور الحرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن الرئيس نفسه قالها صراحة أنه لا يريد هجومًا من الإعلام أو انتقادًا له. وأضاف قاسم في تصريحات خاصة ل"المصريون أن هناك هجمة واسعة من النظام المصري على الإعلام في الفترة الأخيرة لتقييد حريته خاصة أن النظام يرى أن من واجبات الإعلام التطبيل له على حسب قوله وعدم التعرض له من أي اتجاه. وأشار إلى ضرورة سؤال الرئيس عما يحدث من تجاوزات في حق الإعلاميين حتي لا يحدث تمادي في التجاوزات أكثر من التي نعيشها الآن قائلا: "،ن هناك تراثًا من المطبلاتية وهناك اعتقاد لدى الرئيس أن الإعلام يجب أن يسانده". فيما قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن قضية جزيرتي "تيران وصنافير"، أحدثت إرباكا واضحا فى الشارع المصري، مضيفًا أن النظام لم يقم بتمهيد الأمر للإعلاميين قبل عرضه على الشعب ما تسبًب فى حدوث غضب واسع وخروج المظاهرات ضده، وهو ما جعل السيسي يسشتعر انخفاض شعبيته، وبالتالي بدأ النظام الحالي يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي وأجهزة الأمن لتخويف الإعلاميين المعارضين له فى رأيه، على طريقة "اضرب المربوط يخاف السايب" حسب قوله.