تغيرت الخريطة الإعلامية في مصر بشكل كبير بعد أحداث الثلاثين من يونيو وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد، حيث اختفى إعلاميون كانوا معروفين بشهرتهم في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي من الساحة الإعلامية ومنهم مَن غادر مصر من الأساس ولم يظهر على شاشاتها الفضائية مرة أخرى، وعلى النقيض أصبح إعلاميون الوجه الأول للعديد من الشاشات ولم يكونوا في السابق من الصفوف الثانية أو الثالثة لنجوم الفضائيات. أرجع خبراء إعلام الميول السياسية والانتقادات الني نالت السيسي نفسه في بعض الأحيان وراء تلك التغيرات في الخريطة الإعلامية، من بين إعلاميي الصف الأول الذين اختفوا تمامًا في عهد السيسي الإعلامي باسم يوسف صاحب برنامج البرنامج الذي كان يذاع برنامجه على قناة cbc في أثناء حكم الرئيس المعزول ”مرسي” وانتقل ببرنامجه إلى Mbc مصر، وكانت فكرة برنامجه واحدة في القناتين وهي السخرية من المذيعين والصحفيين والرئيس والوزراء. في عهد الرئيس ”السيسي” تم إيقاف برنامجه على قناة ”Mbc مصر“ لسخريته السيسي ومن الوزراء، بعد وقف برنامجه قال: إنه سيواصل النضال عبر الجرائد الأخرى ولن أتوقف عن موقفي تجاه أي حكومة مهما كان رد فعلهم. وبعد أن قال هذه الكلمة لن يظهر كثيرًا أو بمعنى أصح لم تسلط الجرائد أضواءها عليه من جديد لكونه شخصًا عاديًا بعد وقف برنامجه، ولكنه عاد من جديد ليظهر في أمريكا بصفته ”قائدًا لمجموعة دراسية لطلبة في مدينة أمريكية تسمي هارفاد”. أيضًا اختفت الإعلامية ريم ماجد التي كانت مقدمة برنامج «بلدنا بالمصري» الذي كان يعرض على قناة On TV وعرفت ماجد بتوجهها ضد حكم السيسي وهذا وضح من خلال كلامها خلال ظهورها مع طوني خليفة في برنامج «آسفين يا ريس» على قناة «القاهرة والناس» وتحدثت عن الجيش والحكم العسكري بشكل أثار استفزاز المشاهدين حين سألها طوني خليفة هل أنت آسفة على هتافك «يسقط يسقط حكم العسكر» فكان ردها أبدًا «يسقط يسقط حكم العسكر في أي بلد في الدنيا» وسألها أيضًا لمن تقولين آسفين يا ريس؟. قالت «فشر» لا يوجد رئيس من عصر الفراعنة حتى الآن يستحق أن يقول له الشعب آسفين يا ريس. اختفت بعد ذلك الحوار حين كتبت على «تويتر» أنها لا تستطيع الظهور في ظل هذا الوضع، إن تاريخها لا يسمح بالظهور حاليًا وكأنها تقول إنها ضد ما حدث. ثم عادت ماجد لتظهر مرة أخرى ببرنامج جمع مؤنث سالم الذي تعرض للوقف ثم بدأت حلقاته في البث مرة أخرى. الأمر لم يتوقف عند الاختفاء من الفضائيات المصرية بل تخطى ذلك، حيث إن بعض الإعلاميين غادروا مصر تمامًا إلى دول أخرى فالمذيع يسري فودة الذي كان يقدم برنامجًا على قناة On TV «آخر كلام» انسحب تمامًا من المشهد الإعلامي بعد أن عبر عن غضبه الشديد عقب فض رابعة والنهضة ويبدو أنه هو أيضًا ضد ما حدث وقيل إنه ترك مصر وهو الآن في لندن ولا يعرف سبب السفر للعلاج أم الاستجمام والمؤشرات تؤكد أن يسري لن يعود للمشهد الإعلامي قريبًا خاصة بعد تصنيفه أنه من ضمن الطابور الخامس. أيضًا الإعلامي معتز مطر غادر مصر ويقدم الآن برنامجًا على قناة الشرق التركية وذلك بعد أن وافق عبد الرحمن رشاد رئيس الإذاعة المصرية، على مذكرة الشؤون الإدارية والعاملين بإنهاء خدمة معتز مطر بإذاعة الشباب والرياضة بسبب موقفه من السيسي حيث قال مطر يسألني البعض "ما الحل؟" وكنت لا أجيب.. واليوم أجيب بوضوح لا يحتمل اللبس، لأن الموقف لم يعد يحتمل، آن الأوان أن نتوحد جميعًا خلف رجل واحد يقف خلفه الجميع ونرضي عنه بطيب خاطر، رجل يواجه المغتصب ويوحد الكلمة". وجاء في حيثيات مذكرة فصله أن مطر حاصل على إجازة بدون مرتب لرعاية الوالدة داخل مصر، ولكنه خالف القانون وقام بالعمل خلالها في وسيلة إعلامية أخرى وخارج البلاد، وقد أنذرته الشؤون القانونية أكثر من مرة للمثول أمامها للتحقيق، ولكنه رفض وتم إخطاره للعودة لاستلام العمل ولكنه رفض أيضًا أيضًا الإعلامي محمد ناصر غادر مصر بعد تولي السيسي الحكم ويقدم الآن برنامجه على قناة مصر الآن التي تبث من تركيا، حيث إن ناصر معروف بميوله السياسية المعارضة لحكم السيسي. هناك بعض الإعلاميين الذين ذاع صيتهم في عهد السيسي أكثر من ذي قبل بسبب تأييدهم المستمر له ودفاعه عن إنجازاتهم فتم اعتبارهم إعلاميي النظام.
فرحات: الإعلاميون الصقور تحولوا إلى بلابل بعهد السيسى من جانبه، استنكر الدكتور نور فرحات، الفقيه الدستوري، الدور الذي يقوم به الإعلام في الفترة الحالية من التقارب مع السلطة الحالية بالرغم من مهاجمتهم نظام الإخوان أثناء فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي وخاصة في ظل تلك التحولات على الخريطة الإعلامية. وكتب "فرحات" في تدوينة له على "فيس بوك": "حقًا وصدقًا لم أكن أتصور أن الإعلاميين الذين كانوا صقورًا في الفضائيات في عهد مرسي سيتحولون وبهذه السرعة إلى بلابل مغردة ومسبحة بحمد السيسى". وأضاف: "أيها الأصدقاء، لا تكونوا أبوًاقا لأحد بل انتم عين الشعب الساهرة إن كنتم حقًا مخلصين لمهنتكم".