استعاد المصريون روح ثورة 25 يناير فى ذكرى مرور عام على اندلاعها أمس، حيث احتشد ميدان التحرير بالقاهرة وميادين محافظات بالملايين الذين خرجوا للمطالبة باستكمال أهداف الثورة والقصاص للشهداء. وطافت العديد من المسيرات شوارع القاهرة، ردد المشاركون فيها الهتافات المطالبة بسرعة القصاص من قتلة الثوار, واسترداد الأموال المنهوبة, بالإضافة إلى هتافات معادية للمجلس العسكرى والمطالبة بسرعة تسليم إدارة البلاد إلى سلطة مدنية. وانضم الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى بوصفه مواطنًا مصريًا إلى جموع الشباب في ميدان التحرير, حيث استقبلوه بحفاوة والتفت أعداد كبيرة منهم حوله عند المتحف المصري, وفي قلب الميدان . من جانبه، طالب الدكتور محمد البرادعى الذى أعلن مؤخرًا انسحابه من سباق الترشح للرئاسة أعضاء مجلس الشعب بتحقيق مطالب الثوار وتسلم السلطة من المجلس العسكرى، مشيرًا إلى أن الثورة مازالت مستمرة، ويجب أن تستكمل حتى تتحقق مطالبنا جميعًا.جاء ذلك عقب تأديته صلاة الظهر بمسجد الاستقامة وسط الآلاف من المصلين، مما أدى إلى قيام إمام المسجد بإقامة الصلاة مبكرًا لإنهاء حالة الزحام. وشارك الإسلاميون فى المظاهرات الاحتفالية بالذكرى الأولى، لكنهم رفضوا الاعتصام فى ميدان التحرير، لعدم وجود مبرر لذلك، خاصة وأن هناك التزامًا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالجدول الزمنى لتسليم السلطة طبقاً لنتائج استفتاء 19 مارس، وتعهد المجلس بتسليم السلطة لرئيس منتخب وحكومة مدنية. واتفقت "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" وحزب "النور" و"مجلس أمناء السلفية" و"الجبهة السلفية" على مغادرة الميدان بعد انتهاء المظاهرات في ظل عدم وجود مطالب ملحة لها، خاصة مع انطلاق مجلس الشعب والاستعداد لانتخابات الشورى. وقال المهندس عاصم عبد الماجد، المتحدث باسم "الجماعة الإسلامية": لا توجد لدينا نية للاعتصام، إلا أننا سنبقى أعدادًَا رمزية من كوادر الجماعة لمنع وقوع أى أحداث تعيد للأذهان ما حدث في محمد محمود، والشيخ ريحان وغيرها، فضلاً عن المطالب بالإفراج عن 46 من أبناء "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد" المعتقلين في سجن "العقرب". وشاطره الرأى الدكتور كمال حبيب، رئيس حزب "السلامة والتنمية الجهادي"، قائلاً: سنغادر بعد انتهاء التظاهرة، حيث شددنا خلال مشاركتنا على أهمية استكمال أهداف الثورة والقصاص للشهداء وضرورة تسليم السلطة فى الموعد المحدد بنهاية يوليو. فيما قال الدكتور نادر بكار المتحدث باسم حزب "النور"، إن هناك التعليمات واضحة لأنصار الحزب بمغادرة الميدان بشكل فورى باعتبار أن هدفنا فقط هو استكمال أهداف الثورة التى لم تتحقق دون إعطاء أى فرصة لدعوات الفتنة أن تأجد أذانًا صاغية بشكل يهدد استقرار البلاد. في حين قال الدكتور خالد سعيد الأمين العام ل "الجبهة السلفية"، إن أنصار الجبهة انضرفوا مع السادسة مساءً حتى يقطعوا الطريق على مساع لإشاعة الفوضى، أو الدخول فى مواجهات دموية مع قوات الأمن رغم تشديده على ضرورة استجابة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لجميع المطالب المشروعة للثورة. بدوره، أكد الدكتور محمد إمام رئيس مجلس "أمناء السلفية"، أن استكمال أهداف الثورة والقصاص من قتلة الثوار وتسريع محاكمات رموز النظام تشكل أولوية لدينا عن الدخول فى اعتصامات لا تتطلبها ظروف البلاد الحالية.