توقع نشطاء سياسيون أن تشهد مصر حدثًا كبيرًا "مفتعلاً"، بهدف التغطية على قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، خاصة مع إصرار الجانب الإيطالي على رفضه للرواية المصرية حول مقتله، ومطالبته بالكشف عن الحقيقة كاملة. وقال الدكتور حازم عبدالعظيم الناشط السياسي عبر حسابه على موقع "تويتر"، إنه يشعر ببعض القلق، مضيفًا: "ربنا يسترها ربما يحدث حدث كبير يغطي على قضية الساعة موضوع روجيني! أتمنى ألا أكون متشائمًا! ربنا يسلم". وشاطره المحامي والناشط نجاد البرعي المخافو ذاته، قائلاً عبر حسابه على "تويتر": "ربنا يسترها يا دكتور عندي القلق نفسه". وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن النظام الحالي والأجهزة الأمنية تعاملت مع قضية "ريجيني" بأسلوب غير مهني مشوه وبسذاجة شديدة. وأضاف نافعة ل"المصريون"، أن "تعامل النظام الحالي والقائمين على الدولة في هذه القضية يظهر مدى الترهل الذي وصلت له الدولة"، مطالبًا النظام بأن ينظر لنفسه ويعيد حساباته في تناول مثل هذه القضايا الحساسة. وعثر على الطالب الإيطالي جيوليو ريجيني مقتولاً في حفرة بأحد طرق مدينة السادس من أكتوبر وعلى جسده آثار تعذيب، بعد أن اختفى يوم 25 يناير من وسط القاهرة عندما كان ذاهبا للقاء أحد أصدقائه. ريجيني يبلغ من العمر (28 عامًا)، وهو طالب دكتوراه في جامعة كمبريدج البريطانية، وكان يعد بحثا حول الحركات العمالية في مصر وكان ينشر مقالات عن مصر تتعلق بالمظالم التي يعاني منها العمال في صحيفة "المنافيستو". وقال وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني إن التعاون الذي عُرض علينا من قبل المصريين في قضية ريجيني، بدا "غامضًا وغير كافٍ"، كما "اشتمل على ملفات فقيرة"، من حيث المضمون. وأضاف في إحاطة لمجلس الشيوخ الثلاثاء، أن "هذا هو الوضع اليوم"، وأنه "عند هذه النقطة، أعتقد أنه لأمر مشروع وضروري بالفعل أن نتساءل إنْ كان الحزم في رد فعل الحكومة والقضاء وأسرة ريجيني وإيطاليا بأكملها، سيتمكن من إعادة فتح قناة تعاون متكامل"، من قبل مصر وتابع: "سنفهم من اجتماع المحققين المقرر يومي الخميس والجمعة من هذا الأسبوع، إن كان هناك تعاونا كاملا"، مؤكدا ضرورة إمكانية "الحصول على الوثائق المفقودة، وعدم قبول حقائق مشوهة ومريحة"، وكذلك "التأكد من هوية المسؤولين عن إخضاع جوليو ريجيني للمراقبة في الفترة التي سبقت وفاته"، حسب ذكره
وأشار جينتيلوني إلى أن "التعاون الكامل من جانب مصر يعني قبول فكرة أن التحقيقات قد تشهد دورا أكثر فعالية من قبل المحققين الإيطاليين". وأردف "سيكون المدعي العام أول من يقيِّم ما إذا كان هذا التغيير في النهج سيكون أكثر وضوحا"، وإختتم بالقول "سنفهم ذلك وسنقوم بتقييمه معا في الأيام المقبلة"، على حد تعبيره وأعلن مكتب النائب العام نبيل صادق أن "وفدا من أعضاء النيابة العامة ورجال الشرطة المكلفين بالتحقيق في قضية مقتل المواطن الإيطالي جوليو ريجيني، سيغادر القاهرة، الأربعاء، متوجها إلى روما. وأضاف في بيان أن "ذلك في إطار التعاون الإيجابي بين النيابة العامة المصرية والنيابة العامة الإيطالية، وتنفيذا لما تم الاتفاق عليه بين النائب العام المصري المستشار نبيل أحمد صادق ونظيره الإيطالي جوزيبّي بينياتوني في زيارته الأخيرة للقاهرة".