قال مركز ستراتفور للدراسات الإستراتيجية والأمنية الأمريكي، إن خطرًا أكبر سيواجه مصر من تزايد الاضطرابات الاجتماعية في مصر في الربع الثاني مما كان عليه الأمر في الربع الأول من العام الجاري، بسبب نقص الدولار ومشاكل التقطع المستمر في الاستيراد. وأضاف التقرير الاستخباراتى أنه في أعقاب تخفيض قيمة العملة، فإن مصر سوف تواجه أيضا شبح زيادة معدلات التضخم فضلا عن المزيد من التدريب لمكافحة التمرد وزيادة القوات الأمنية في مثلث رفح والعريش والشيخ زويد لمواجهة زيادة التشدد في شبه جزيرة سيناء. وتوقع المركز الاستخباراتى إنه مع الإلحاح السعودي، من المحتمل أن نرى تقدما تدريجيا في التقارب المصري التركي خلال هذا الربع. وأوضح المركز، فى تقريره، أن وجود مصر في قمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول في إبريل أن يكون خطوة في هذا الاتجاه لافتا إلى إن الارتفاع التدريجي في درجة حرارة العلاقات المصرية التركية سوف يحدث في نفس الوقت الذي تتقارب فه تركيا مع (إسرائيل) بحسب ما ذكر موقع الخليج الجديد. وألمح الموقع إلى إمكانية استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في الربع الثاني كجزء من المفاوضات، سوف يتم تسليم المساعدات التركية لغزة ومن المتوقع أن تستعيد حركة فتح السيطرة على معبر رفح الحدودي. واشار الموقع إلى أن سوريا سوف تهيمن على معظم التحولات الجيوسياسية الهامة التي تنتظر أن يشهدها الربع الثاني من العام. بداية من مسرح الحرب إلى أزمة المهاجرين في أوروبا والمضاعفات الرئيسية في الصراع بين تركيا والأكراد. ويؤكد التقرير أن الانسحاب الروسي من سوريا لن يغير كثيرا في مجريات الحرب رغم أنه سيغير كثيرا في الاعتبارات السياسية لمختلف الدول الشريكة في الصراع. ويؤكد «ستراتفور» أن هذا هو الهدف الرئيسي لروسيا من خطة الانسحاب، حيث تسعى موسكو إلى التأثير في مفاوضات جنيف بشكل أكبر والتخلص من عبء التورط العسكري ومحاولة إعادة تشكيل التصورات الغربية عن أفعالها في الشرق الأوسط، استباقا للتصويت الأوروبي على تمديد العقوبات. ويشير «ستراتفور» إلى أن الانسحاب الروسي سوف يؤدي أيضا إلى تعقيد مفاوضات تركيا مع أوروبا على سياسات الهجرة. مشيرا إلى أنقرة ليس لديها نية لأخذ مئات الآلاف من المهاجرين من أيدي أوروبا، ولكنها تحاول أن تستخدم اليأس في القارة للحصول على عدد من التنازلات، على رأسها دعم توغل الجيش التركي في شمال سوريا، حيث يتزايد نفوذ المقاتلين الأكراد. وتشير التوقعات إلى أن تخفيف روسيا من تواجدها في سوريا ودعوتها لتضمين الأكراد ضمن محادثات السلام سوف يدفعان تركيا في تكثيف جهودها لتأمين الدعم لتدخلها في شمال سوريا، إلا أنها ترجح في النهاية ألا تنجح في ذلك. كما تشير التوقعات أنه من المرجح أن تستمر الحرب خلال الربع المقبل دون الوصول إلى اتفاق بشأن القضايا الجوهرية في الأزمة السورية. وتطرق الموقع أيضا إلى إن أولوية تركيا ستكون في الربع الثاني من هذا العام هي معالجة التهديد الوجودي المتمثل في التوسع الإقليمي لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا. وتابع الموقع، قائلا:"بدلا من التدخل الكامل، فإن تركيا، بدعم من دول مجلس التعاون الخليجي، ربما تزود المعارضة السورية في شمال البلاد بالأسلحة والأموال ودعم المدفعية في محاولة لإضعاف الأكراد".