أعلنت وزارة الداخلية عن إطلاق سراح محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة"، من سجن "العقرب" فجر اليوم. وقال اللواء حسن السوهاجي، مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون، إن إخلاء سبيل الظواهري تمّ بناء على قرار من النيابة العامة، إثر أحكام قضائية صادرة ببراءته من عدة قضايا مختلفة. وقال خالد المصري محامي الظواهري "إن سلطات الأمن بسجن العقرب أخلت فجر اليوم الخميس، سبيل محمد الظواهري تنفيذًا للحكم القضائي الصادر بحقه". وأضاف أن الظواهري سيخضع ل "تدابير أمنية" بعد الإفراج عنه، وفقًا لنص قرار المحكمة الذي يتضمن مراجعته يوميًا لقسم الشرطة ك "إجراء احترازي". وواجه الظاهري اتهامات عدة في قضيتين حصل على البراءة في واحدة منهما، وهي القضية المعروفة إعلاميًا ب "خلية الظواهري"، كما حصل على قرار بإخلاء سبيله في قضية أخرى تتعلّق بتأسيسه لجماعة "على خلاف أحكام القانون والدستور؛ حيث كان الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة". الظواهرى، الذى قضى 17 سنة بالسجون منذ عام1999 فى عدة قضايا أبرزها قضية الجهاد فى 1984وقضية ألبانيا التى حُكم عليه بالإعدام فيها، قررت محكمة الجنايات التى أفرجت عنه وضعه تحت الإقامة الجبرية من السادسة صباحًا حتى الثامنة مساءً كتدابير احترازية. وقال سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن "خروج محمد الظواهرى فى هذا التوقيت، ربما يكون صفقة بين الدولة والجماعات التى تؤيد الظواهرى فى سيناء". وأضاف عيد ل"المصريون"، أن "الدولة لم تقدم على خطوة الإفراج عنه إلا بعد التأكد من جلب مصلحة من ورائه، خاصة وأن لديها القدرة على استمرار القبض عليه فى قضايا أخرى"، مرجحًا إن تكون هناك ترتيبات وتفاهمات عُقدت قبل الإفراج عن الظواهرى. وتابع: "الظواهرى مازالت له كلمة وسيطرة على الجماعات فى سيناء، على الرغم من حبسه عامين، نظرًا لشعبيته وكونه شقيق القيادى الجهادى أيمن الظواهري، الذى له أتباع فى دول كثيرة فى العالم"، مشيرًا إلى أن "جماعة الإخوان حسب تصريحات خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان كانت تريد أن تجعل سيناء تحت قيادة الظواهرى للأسباب السالف ذكرها". واعتبر طارق أبو السعد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، الإفراج عن الظواهرى هدنة مع التنظيمات المسلحة المتواجدة فى سيناء. وأضاف "الإفراج فى هذا التوقيت يجعل هناك نوعًا من حسن النوايا المتبادل بين التنظيمات المسلحة، فى ظل مخاوف الهجوم من الشرق والغرب، وتزايد أعداد المسلحين فى ليبيا". وأشار إلى أن "خروج الظواهرى سينعكس على الوضع فى سيناء وعلى العمليات التى يقوم بها تنظيم القاعدة تحديداً، والخلايا المسلحة التى تكونت من رحم السلفية الجهادية التى يعتبر الظواهرى أحد أهم رموزها". وقال كرم زهدى، رئيس مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" سابقًا، إن الظواهرى أعلن توبته ويحظى بمكان لدى التيار الجهادى، والإفراج عنه خطوة تهدئة مع الإرهابيين. وأضاف فى تصريحات صحفية، أن الدولة تستخدم الظواهرى كورقة فى التهدئة مع الجماعات المسلحة، دون اعتبار ذلك تنازلاً منها، أو فشلاً فى التصدى لها. واُعتقل الظواهري في 17أغسطس 2013، بعد 3أيام من فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة" لأنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي. وقضت محكمة جنايات القاهرة في 5مارس الجاري، برفض طعن النيابة العامة وتأييد قرار إخلاء سبيل الظواهري، على ذمة قضية اتهامه ب "إنشاء خلية إرهابية". وأصدرت محكمة جنايات القاهرة، أواخر الشهر الماضي، قرارا بإخلاء سبيل الظواهري، على خلفية تدهور حالته الصحية مع تحديد إقامته؛ بحيث لا يتمكّن من مغادرة منزله إلا بإذن من الشرطة، على أن يتم عرضه على المحكمة ذاتها كل 45يومًا إلى حين انتهاء محاكمته. وتقدمت نيابة أمن الدولة العليا بطعن على القرار، ولكن المحكمة رفضت الطعن على قرارها ليبقى الظواهري في منزله على ذمة قضية أخرى.