رجح قانونيون أن تكون مغادرة المستشار أحمد الزند، وزير العدل المقال إلى أبوظبي صباح اليوم، جاءت بعد حصوله على ضوء أخضر بمغادرة البلاد، خوفًا من الملاحقة القضائية، عقب البلاغات المقدمة ضده بتهمة الاستيلاء على أرض بمدينة الحمام بمطروح، وتصريحاته المسيئة لشخص النبي صلى الله عليه وسلم. وقال المستشار أحمد سليمان وزير العدل الأسبق، إن "سفر الزند إلى الإمارات جاء هروبًا من الملاحقة القضائية، خاصة فور علمه بقرب محاكمته على استيلائه لأراضي الدولة وميزانية نادي القضاة بدون وجه حق". وأضاف سليمان ل "المصريون"، أن "تصريح الزند الأخير الذي أساء فيه لمقام النبوة يدل على أنه شخصية أبعد من أن يكون وزيرًا للعدل". وأوضح أن "هناك تعاونًا وثيقًا بين دولة الإمارات ونظام الرئيس المخلوع حسني مبارك والنظام الحالي جعل رموزه يعتبرون أبوظبي هي المأوي للهروب من أية ملاحقات قانونية". وقال المستشار حسني السيد، المحلل السياسي والباحث القانوني، إن سفر الزند المفاجئ إلى أبوظبي، بسبب البلاغات الكثيرة التي تقدمت ضده والتي تثبت إدانته في تهمة ازدراء الأديان. وأضاف: "سفر الزند للإمارات بهذه السرعة غير المتوقعة، خشية أن يحدث معه ما لم يحمد عقباه وأن يتم استدعاءه أمام النيابة، ويصدر في شأنه حكم بالحبس ما جعله يغادر إلى الإمارات للإقامة مثل ما فعل الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي الأسبق بعد خسارته انتخابات 2012". وأوضح السيد أن "الزند لن يعود إلى مصر إلا بعد أن يطمئن على مصيره وعدم اتخاذ أي إجراءات ضده". وأشار إلى أن "الزند لم يتم توجيه له تهمة من قبل النائب العام، أو استدعاء رسمي من أي جهة سيادية حتى الآن، على رغم العديد من الشكاوي المقدمة ضده"، مشددًا على ضرورة وضعه على قوائم الممنوعين من السفر. وأكد الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية أن "هناك جهات سيادية في الدولة تقف وراء خروج الزند بهذه الطريق الآمنة متجهًا إلى الإمارات". وأضاف في تصريح إلى "المصريون": "الزند يخشى أن يحاكم في القضايا التي تلاحقه عقب إقالته بطريقه مهينة وأصبح بلا حصانه تحميه". وأوضح أن "خروج الزند من قاعة كبار يثير العديد من التساؤلات، خاصة وأنه لم يعد يحمل أي صفه ولم يعد وزيرًا كي يحظى بهذه المعاملة"، وتابع: "هرب الزند مثلما هرب الفريق أحمد شفيق". وأوضح أن "الزند لديه قضية تنظرها المحكمة في 10أبريل الخصم فيها عدة جرائد منها "المصريون" التي اتهمها بنشر أخبار كاذبة". وأردف مهران: "الزند فضل الهروب إلي الإمارات لأنه لا توجد اتفاقية بينها وبين مصر في تقديم المحكوم عليهم إلا عن طريق الانتربول الدولي والإمارات تأوي أي فاسد لديه أموال لكي تستفيد منه". من جانبه، رأى الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في العلاقات الدولية، أن "الزند عمل على وجود فجوة بين القضاء من جهة والشارع المصري من جهة أخرى". وأضاف "أي أحكام من جانب القضاة في وجود الزند لن يحترمها المواطن وستصبح مادة للتعليق والسخرية". وتابع: "العلاقات السياسية بين مصر ودولة الإمارات متشعبة جدًا، وهذا ما جعل الكثير من الرموز السياسية تلجأ إليها"، موضحًا أن "توجه الزند إلى الإمارات ليس هروبًا لكنها زيارة جاءت في وقت غير مناسب". يذكر أن الزند غادر القاهرة، اليوم الأربعاء، متوجهًا برفقة أسرته إلى أبوظبي؛ في زيارة لدولة الإمارات، على متن طائرة خطوط الاتحاد، بعد أيام من قرار إقالته على خلفية تصريح مسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والتي أثارت ردود فعل غاضبة، ولحقتها العشرات من البلاغات التي تطالب بسرعة محاكمته. وأنهى وزير العدل السابق إجراءات سفره من صالة كبار الزوار، بصحبة ستة من المرافقين؛ وتولى مندوب وزارة العدل إنهاء إجراءات سفره على رحلة طيران الاتحاد رقم 654 والمتجهة إلى أبوظبي، ولم يدل "الزند" بأية تصريحات صحفية قبل سفره. وكان المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أصدر، الأحد الماضي، قرارًا بإعفاء المستشار أحمد الزند، من منصبه؛ على خلفية تصريحاته المسيئة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.