يبدو أن قضية القمح الفاسد ستكون سببا في التعجيل برحيل حكومة المهندس شريف إسماعيل، إذ أصبح واضحا للجميع أن الحكومة تُقصي من يكشف الفساد، حيث أطاح وزير الزراعة عصام فايد، بالدكتور سعد موسى، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة عن منصبه على خلفية اكتشافه لنسبة خطيرة من فطر الارجوت بشحنة قمح قادمة من فرنسا. ورغم أن موسى رفض دخول الشحنة التي تجاوزت نسبة الفطر الموجود بها الحد المسموح به، إلا أنه أجبر للموافقة عليها نتيجة ضغوط حكومية، فأصر موسى على موقفه الرافض لهذه الشحنة، فتم الإطاحة به، أمس الأحد، في حركة تنقلات بالوزارة شملت قيادات بمركز البحوث الزراعية. بررت وزارة الزراعة، إقالة موسى في بيان رسمي، اليوم، بأنه يأتي في إطار حركة تنقلات وتغييرات تقوم بها الوزارة منذ فترة لتجديد الدماء، نافيًا وجود صلة بين قرار إقالته وبين حديثه الإعلامي عن وجود فطر الارجوت في شحنات القمح القادمة من فرنسا. وأكدت الوزارة أن التغيير جاء استجابة لرؤية الوزير لتطوير الوزارة والأجهزة التابعة لها، في إطار خطة إعادة هيكلة قطاعات الوزارة لتطوير وتحسين الأداء، بما يخدم إستراتيجية التنمية الزراعية 2030. في الوقت نفسه، كشفت الوزارة عن تفاصيل جديدة في صفقة القمح الفرنسي، مؤكدة أن عمليات استيراد القمح من الخارج يتم وفقاً للمواصفة القياسية المصرية، والتي تتطابق مع هيئة الكودكس العالمية، بحيث لا يتم السماح لأي شحنات تزيد فيها نسبة الإصابة بفطر الإرجوت عن 0.05 %.. وأوضحت الوزارة، أنها أرسلت لمنظمة "الفاو" تطلب خبير لتحليل المخاطر فيما يخص فطر الارجوت في القمح والجلوس مع الأطراف المعنية في هذا الشأن، لافتة إلى أن النتيجة التي سيتوصل إليها الخبراء في هذا الشأن هي التي ستحدد التشريع المناسب للحجر الزراعي المصري حول هذا الأمر. يأتي ذلك في حديث متواصل داخل الإدارة المركزية للحجر الزراعي، بأن إقالة سعد موسى تمت بتوصيات من جهات عليا، بعد ضغوط فرنسية لتمرير شحنة القمح رغم احتوائها على نسبة عالية من الفطر "الخطير" والمؤذي. أوضحت مصادر بالإدارة ل"المصريون"، أن وزير الزراعة تلقى أوامر بسرعة تغيير القيادي المسئول عن توقيف الشحنة وذلك بعدما سببت هذه الشحنة أزمة مع فرنسا، نتيجة رجوع فرنسا للفاو وتقديم شكوى ضد مصر. في المقابل، قدم النائب سعد الحريري، طلبا لرئيس البرلمان علي عبد العال، لمطالبته باستجواب الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة، مؤكدا أن الحكومة عليها شرح أسباب إقالة سعد موسى بعد كشفه لهذه القضية الخطيرة. وفيما يبدو أن تلك الأزمة "القمح الفاسد" ستكون مسمارا في نعش حكومة مهندس شريف إسماعيل، التي تُلملم أوراقها للرحيل، بعد تجاوزات عديدة من جانب وزراء التعليم والداخلية والصحة والإسكان والزراعة وإخفاقات لوزارات الري والهجرة. ورغم كل تلك الإخفاقات والتجاوزات إلا أن الحكومة لا زالت تعول على الائتلاف الحاكم في البرلمان "دعم مصر" لتأييدها، خصوصا في ظل سعي هذا الائتلاف لقتل الأصوات المعارضة له من حزب المصريين الأحرار، ويلقى في هذا الصدد دعما كبيرا من حكومة المهندس شريف إسماعيل. أما عن فطر الإرجوت فإنه علميا يصنفه علماء النبات كفطر شائع مؤذي يوجد في الحبوب وخاصة القمح، وهو عبارة عن أجسام حجرية تكون على حبوب القمح، وشكلها يشبه "الطينة الزراعية"، ويوجد هذا الفطر في أوروبا، ويصيب بشدة محصول نجيلي يشبه "الشعير"، ويمكنه التأثير في الإنسان في حالة انتقاله من الحبوب المصابة على جسم الإنسان بعد تناول القمح.