أقال الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، مفجر قضية القمح الفاسد الدكتور سعد موسى، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، من منصبه، الأمر الذي فجر ثورة الغضب بين العاملين. وكشفت مصادر بالإدارة المركزية للحجر الزراعي، ل"المصريون"، أن الإقالة جاءت على خلفية إصرار موسى على منع دخول شحنة القمح الروسي بعد تأكده من إصابتها بنسبة 0.05% وهي نسبة "محرمة دوليًا". وأوضحت أن جهات سيادية ضغطت على الوزير من أجل إقالته وتعيين الدكتور إبراهيم أحمد إمبابي، رئيس بحوث بمعهد بحوث بمعهد بحوث أمراض النباتات، بدلاً منه لتسهيل مرور الشحنة، خصوصًا بعدما لوح مسئولون فرنسيون بأن تلك الشحنة قد تسبب أزمة بين البلدين. في السياق ذاته، اعتبر الدكتور عيد حواش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، أن سبب إثارة هذا الموضوع في هذا التوقيت "هو حديث صحفي نقلته وكالة الأنباء العالمية (رويترز) عن رئيس الحجر الزراعي المصري في ذلك الوقت، الدكتور سعد موسى عن رفض شحنة للقمح مصابة بفطر الأرجوت ثم إعادة استلامها بنسبة إصابة 0.05%، مؤكدًا أنه لا أساس لهذه المعلومات على الإطلاق. واستند المتحدث الإعلامي إلى تشريعات الحجر الزراعي المصري، قائلاً إنها تمنع استيراد أية حبوب تسبب تلف المنتج المحلي، مضيفًا: "كفاية الأمراض اللي عندنا مش ناقصين"، لافتًا هيئة السلع التموينية عليها الالتزام بتعليمات الحجر الزراعي المصرية. ولم ينف حواش تأثير فطر الأرجوت على صحة الإنسان، قائلاً: "له تأثير بالفعل ولكن عند انتقاله من حبوب القمح التي يُصنع بها الخبز إلى الإنسان بصفة مباشرة، مضيفًا: يتم فحص القمح وغيره من الحبوب في بلد المنشأ والدولة المستوردة". لكن المتحدث باسم وزارة الزراعة نفى أن تكون هناك نسبة إصابة في شحنات القمح التي يتم استيرادها من فرنسا، قائلاً: جميع الشحنات التي تستورد تكون خالية من جميع الفطريات والفيروسات بنسبة 100%. ورفض في تصريحات إلى "المصريون"، الربط بين إقالة الدكتور سعد موسى وبين تصريحاته إلى وكالة "رويترز" عن وجود فطر الأرجوت في شحنات القمح، مشيرًا إلى أن ما حدث حركة تنقلات عادية يجريها الوزير منذ فترة وعلى مراحل. أما عن فطر الأرجوت فإنه علميًا يصنفه علماء النبات كفطر شائع مؤذٍ يوجد في الحبوب وخاصة القمح، وهو عبارة عن أجسام حجرية تكون على حبوب القمح، وشكلها يشبه "الطينة الزراعية"، ويوجد هذا الفطر في أوروبا، ويصيب بشدة محصول نجيلي يشبه "الشعير"، ويمكنه التأثير في الإنسان في حالة انتقاله من الحبوب المصابة على جسم الإنسان بعد تناول القمح.