لم تكن تعلم السيدة الثلاثينية من عمرها، التي هربت من شبح العنوسة أن تواجه مصير ملبد بالغيوم وأن تقع فريسة تحت يد سائق تجرد من نوازعه البشرية، حيث تجد نفسها باستمرار مطالبة بأفعال محرمة يحرمها الدين ويرفضها العقل. "زواج الصالونات" هو أحد أهم الأسباب التي يرتكز عليها مأس الخلع داخل أروقة محاكم الأسرة بحثًا عن الحرية التي هربوا منها يومًا ما راضين بالحصول على لقب " مطلقة" بدلًا من العذاب التي تتلقاه يوميًا. تقول" ا.م" شابة في العقد الثالث من عمرها، تروى تفاصيل مرارة الحياة الزوجية، بوجه رسم الحزن خيوطًا على وجهها سرقت منها دمعتها وهى تتحدث أنها ولعت سرورًا عندما طرق باب الباب شاب يعمل سائقًا لطلب يدها للزواج. بدأ الأهالي في إجراء عمليات البحث عن السائق لبيان حالته حتى أثبت التحريات حسن أدبة ودماثة خلقة لكنه كان يكبرها بأعوام قليلة وتمت الموافقة. بدأ الزوجين طريقهما لبناء عش الزوجية حتى انتهيا في فترة قصيرة لم تطل ولم يستطع الطرفان إتمام التعارف بينهما. وما أن انتهى الأهل من مراسيم الزفاف وبدأت الحياة الأخرى التي لم تكن يومًا تتمني أن تقع فيها عندما طلب زوجها أفعالا محرمة ترفضها النفس والدين، لكنها رفضت هذه العلاقة وأصرت على رفضها، وهنا تبين الوجه الحقيقي لأشباه الرجال وتحولت حياتهما لجحيم. لم تستطع الزوجة الثلاثينية أن تكمل الحياة الزوجية حتى اتخذت قرارها المفاجئ بالطلاق لكن تدخل الأهل والأقارب جعلها ترضخ لمطالبهم والعودة مرة أخرى أملا في تغيير طباع الزوج. مرت سنوات قليلة والمشاجرات والمشاحنات تزداد يومًا بعد يوم ضرب وسباب، تجرعت الزوجة ألوان العذاب والإهانة رغم أنهما لم يرزقا بأطفال بعد. أيقنت الزوجة بعد عام ونصف من الزواج، أنه لا مفر من الطلاق، وأن لقب "مطلقة" سيكون أقل ضررًا من الاستمرار في العيش مع زوجها. تقدمت بطلب طلاق إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية، وقضت المحكمة بتطليق المدعية، وألزمت الزوج بالمصروفات.