كان حصوله على أعلى نسبة من الأصوات بين المرشحين في الانتخابات البرلمانية، مفاجأة، ربما لم يتوقعها أكثر المتفائلين بنجاحه، وهو الذي عرف عنه إثارته للجدل، وخاصة في السنوات الأخيرة التي أعقبت ثورة 25يناير. وحصل توفيق عكاشة على أكثر من 94ألف صوت بدائرة طلخات ونبروه بالدقهلية، وهو ما جعله يتطلع لرئاسة البرلمان، لكن حلمه اصطدم بوقوف ائتلاف "دعم الدولة" الموالي للسلطة وراء الدكتور علي عبدالعال الفقيه الدستوري، ليبدأ الأول منذ ذلك الوقت ما بدا إنه تمرد على النظام الذي كان من أشد المدافعين عنه. ومثلما كان تفوق عكاشة على غيره مفاجئًا، كانت المفاجأة بالتصويت على إسقاط عضويته بعد شهرين من انعقاد المجلس، بعد أن تقاسم العشاء مع السفير الإسرائيلي بمنزله. ولم يكتف أعضاء المجلس بما انتهت به لجنة التحقيق من توصيات، والتي كانت تقضي بحرمان عكاشة من الاشتراك في أعمال المجلس حتى نهاية دور الانعقاد واستمرار اللجنة في التحقيق فيما صدر ضده من الوقائع المحالة إليها، وصوت أكثر من ثلثي الأعضاء لإقالته من المجلس. لم تشفع دموع عكاشة واستعطاف نواب زملائه النواب أمام قاعة المجلس للاعتذار، بعدما دخل في نوبة من الترجي والاستغاثة لإنقاذه من إسقاط عضويته من البرلمان، "ارحموني يا ناس الموقف مش متحمل، يا نواب اتوسطولي عند رئيس المجلس، مش هاينفع أخرج، والله حرام ما يصحش كده". لم يتوقف عكاشة أثناء تواجده في قاعة البهو الفرعوني، عن محاولات استعطاف النواب والأمن، لوقف ما يتم من إجراءات لإسقاط عضويته. ووصل الأمر به إلى حد البكاء، والتودد للجميع بما فيهم الأمن، مطالبا النواب خارج القاعة بعدم الدخول إلى الجلسة، حتى لايكتمل النصاب القانوني، ليفلت من إسقاط العضوية. توفيق يحيى إبراهيم عكاشة الشخصية الأكثر شهرة وجدلاً بعد ثورة 25 يناير، ولد في قرية ميت الكرما، في الدقلهية؛ وتعد عائلته من العائلات المرموقة في مصر، فتعد عائلته عائلة إقطاعية بامتياز، منذ حقبة ملك مصر فاروق. أطلق علي نفسه الزعيم، ورائد الإعلام، و"مفجر ثورة 30 يونيو". فور حصوله علي عضوية البرلمان، لم يهدا وأصبح محورًا أساسيًا في كل القضايا الشائكة فى البرلمان، وبدأت الحكاية بإعلان ترشحه لرئاسة البرلمان فى يناير الماضى قائلاً إنه" يحمل كفنه منذ 30يونيه". وفى إحدى الجلسات منع رئيس البرلمان الدكتور على عبد العال عكاشة من الكلام خلال الجلسة، ما اضطر الأخير إلى وضع بلاستر على فمه مكتوب عليه "ممنوع من الكلام بأمر الحكومة داخل المجلس وخارجه"، وذلك اعتراضا منه على ما حدث. وخلال الأيام القليلة الماضية، كان عكاشة محور اهتمام الإعلام في مصر، عندما قام رئيس مجلس النواب بطرده من الجلسة، وذلك بعد اختراقه آداب الجلسة، واعتراضه عليه بعد رفضه إعطائه الكلمة. وطلب عبدالعال، من أعضاء المجلس التصويت على طرد عكاشة، ووافقوا بالإجماع على طرده، وعلى إثر ذلك شن هجومًا حادًا على رئيس المجلس خلال حواره مع برنامج "مصر اليوم"، على قناة "الفراعين"، قائلا: "إنت بتقولي أنا أطلع بره؟.. ده لولا أنا مكنتش إنت جيت ولا البرلمان كله جه". عكاشة الذى لا يهدأ ولا يستكين، وضع مجلس النواب فى مأزق عندما التقى الأربعاء الماضى السفير الإسرائيلى حاييم كورين بمنزله بمحافظة الدقهلية؛ لتناول وجبة العشاء والنقاش فى عدة أمور بناءً على دعوته، مناقشا معه عددا من القضايا الهامة أبرزها القضية الفلسطينية وسد النهضة، وفور ظهور صورته مع السفير فى وسائل الإعلام انهالت عليه الاتهامات من العديد من زملائه بالبرلمان الذين طالبوا بمعاقبته، بالإضافة إلى أبناء دائرته الذين قاموا بتدشين حملة لسحب العضوية منه. ردود الفعل حول لقاء عكاشة بالسفير الإسرائيلى اختلفت عن بعضها إلا أن أقسى رد فعل كان يوم الأحد الماضي فعندما وصل "عكاشة" بصحبة عدد من موظفى قناته الفضائية الذين حملوه على الأعناق، مرددين هتافات "بالروح بالدم نفديك يا عكاشة"، فأجا النائب كمال أحمد الجميع بضرب عكاشة بالحذاء فور دخوله القاعة الرئيسية، واضطر رئيس المجلس إلى طرد النائبين. وفى تعليق لعكاشة على ذلك قال: "لو ضربني 30 ألف جزمة ده راجل عنده 82 سنة وأنا عندي 49 وهو أكبر من والدي في السن"، مشيرًا إلى أن البرلمان هو الذى سيأخذ بحقه، واستنكر أعضاء المجلس تلك الواقعة. إلا أن النائب كمال أحمد الذى اعتدى على عكاشة بالضرب كان له تعليق آخر، فقال إنه غير نادم على ما حدث أيًا كانت العواقب، قائلا فى تصريحات صحفية له بعد الواقعة "الناس اللى بتنتقدنى بأقولهم، أضربه بإيه أضربه بالورد مثلاً؟!، راجل لطخ تاريخنا وبيقول على جمال عبد الناصر إنه خاين، راجل أهان دم الشهداء، جاب لينا العار كلنا ولو كان عندى أسوأ من الجزمة لضربته بيها"، لينتهي به الحال بإسقاط عضويته بالبرلمان.