أفادت تحقيقات النيابة العامة في القضية رقم 1121 لسنة 2016 جنايات الدرب الأحمر والمعروفة إعلاميًا بأحداث الدرب الأحمر، المتهم فيها مصطفى محمود عبد الحسيب محمد "محبوس"، 34 سنة، رقيب شرطة بالإدارة العامة للنقل والمواصلات بقتل سائق بعد خلاف نشب بينهما على الأجرة عن تفاصيل جديدة أبرزها اعتراف المتهم بإطلاق الرصاص على المجني عليه عقب خلافهم على الأجرة. وأكدت التحقيقات تورط رقيب الشرطة في الواقعة، موضحة أنه يوم 18 فبراير 2016، بدائرة قسم شرطة الدرب الأحمر قتل السائق محمد سيد علي إسماعيل، وشهرته "دربكة"، عمدًا من غير سبق إصرار وترصد، وذلك بأن أطلق عيارًا ناريًا صوب رأسه من سلاحه الأميري "مسدس فردي الطلقات"، قاصدًا من ذلك قتله، فأحدث به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية "طلقة في الرأس أدت لتهتكه ونزيف حاد"، والتي أودت بحياته وبناء عليه يكون المتهم ارتكب الجناية المنصوص عليها بالمادة (234 /1) من قانون العقوبات. وأدلى رقيب الشرطة المحتجز تحت الملاحظة الطبية بمستشفى العجوزة، باعترافاته وتفاصيل حدوث الواقعة التي تمت مساء الخميس 18 فبراير بمنطقة الدرب الأحمر بوسط القاهرة وأقر فيها المتهم بأنه أطلق النار على المجني عليه، واصفًا وقت حدوث الجريمة بساعة شيطان. ووصف تعمده ارتكاب جريمة القتل ب"ساعة القدر يعمى البصر، وضربت الرصاص عشان كنت متنرفز منه، وقاصد أضربه في أي حتة في جسمه عشان أخلص من الموقف". وأوضح المتهم للنيابة أثناء التحقيق معه، أن سبب إطلاقه النار على محمد دربكة؛ لأنه كان يحاول أخذ السلاح منه، كما أشار إلى وجود اثنين من أصدقاء المجنى عليه يشدون من أزره أثناء ارتكاب الواقعة. وأقر المتهم بأنه يمتلك محل أحذية، وكان يشتري له بضاعة من منطقة الفحامين أسبوعيًا، وفي مساء يوم الخميس 18 فبراير، ذهب لشراء أحذية، واتفق مع القتيل محمد دربكة لنقل البضاعة واختلفا على سعر نقل البضاعة، فقام دربكة، بتنزيل البضاعة المحمّلة أعلى العربية، وقال: "غور في داهية" والتف عدد من السائقين أصدقاء القتيل حوله وقاموا بإلقائه على الأرض، واقترب منه محمد علي سيد "دربكة" محاولًا الاستيلاء على سلاحه الأميري، وخشي القاتل من الاستيلاء على سلاحه، وتحمل المسئولية الجنائية لفقدانه، فأطلق عيارًا ناريًا صوب رأس القتيل.
وتضمنت أوراق القضية أقوال الشهود حيث أقر الشاهد الأول أحمد رفعت سليمان، 23 سنة، سائق، بأنه بعد تواجده برفقة المجني عليه بفترة قصيرة تناهى إلى سمعه ضجيج مشاجرة وبالالتفات لاستبيان الأمر أبصر المتهم مشهرًا سلاحًا ناريًا حوزته مطلقًا منه عيارًا ناريًا صوب رأس المجني عليه فأرداه قتيلًا. وأقر الشاهد الثاني، محمد سيد قطب، 50 سنة، مالك حانوت، أنه حال تواجده عرضًا بمحيط الواقعة، أبصر نشوب مشادة فيما بين المجني عليه والمتهم، قام على إثرها الأخير بإطلاق عيار ناري صوب رأسه فأرداه قتيلًا وهي ذات الشهادة التي أقر بها الشاهد الثالث، سمير إمام عباس، 35 سنة، مالك حانوت. وأكد الشاهد هيثم فتحي علي، 31 سنة، سائق، قيامه بتنسيق تحميل حاجيات المتهم بمركبة المجني عليه لسابقة تعامله مع الأول في ذلك الشأن وفي أعقاب ذلك بحين من الوقت، ورد إليه اتصال هاتفي من المتهم يخبره خلاله بخلافه مع المجني عليه حول قيمة الأجرة طالبًا منه الحضور لاصطحابه بمركبته. وأضاف الشاهد أنه بوصوله لمحل الواقعة أبصر المجني عليه مسجى أرضًا غارقًا في دمائه حال فرار المتهم من بطش الأهالي. وثبت بتقرير الصفة التشريحية بأن السلاح الناري المضبوط من عيار (9مم) وكامل وسليم وصالح للاستخدام، ويجوز من مثله إحداث إصابة المجني عليه، كما ثبت بتقرير مصلحة الأدلة الجنائية تطابق البصمة الوراثية للمتهم مع العينات الدموية المأخوذة من الحانوت محل ضبطه، الذي اقتاده الأهالي إليه للتحفظ عليه. كما قال الشاهد فرح ناجى ونيس، 29 سنة، نقيب شرطة بوحدة بحث قسم شرطة الدرب الأحمر، بتلقيه بلاغ من الأهالي مفاده تواجد المتهم بالمطعم المملوك للشاهد الخامس محمد خميس عبد القوي، في أعقاب ارتكاب المتهم للواقعة. وأضاف الشاهد أنه بانتقاله لفحص البلاغ تبين له صحته، حيث قام بضبط المتهم والسلاح الأميري عهدته، وباشتراكه في إجراء التحريات حول الواقعة رفقة الشاهدين العاشر والحادى عشر. وأوضح أن التحريات أسفرت عن نشوب مشادة فيما بين المجني عليه والمتهم لخلاف حول قيمة الأجرة المستحقة للأول نظير تحميل بضائع الأخير بمركبته. وتابع على إثر ذلك أشهر المتهم سلاحًا ناريًا حوزته وأطلق منه صوب رأس المجني عليه عيارًا ناريًا قاصدًا من ذلك قتله، مما أودى بحياته في الحال.