قالت منظمات أهلية ومراصد حقوقية سورية إن سوريا تشهد حالة من "الجنون الحربي" قبل ساعات من بدء وقف إطلاق النار الذي اقترحته مجموعة العمل الدولية من أجل سورية والذي من المقرر أن يبدأ الساعة صفر بعد منتصف ليل اليوم-الجمعة. وأضافت مصادر متطابقة، إن قوات النظام السوري تشن "هجمات جوية مكثفة وتقصف مدفعياً المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق، تُسمع أصواتها في كل أنحاء العاصمة". وذكرت أن "طيران النظام والطيران الحربي الروسي ما لا يقل عن 15 غارة جوية على بلدة دوما في الغوطة الشرقية ولم تتوقف المدفعية عن قصف المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة السورية". وفي محاولة ل"كسب المزيد من الأراضي وإخضاع مقاتلي المعارضة قبيل سريان وقف إطلاق النار، ألقت المروحيات التابعة لقوات النظام السوري أكثر من 50 برميلاً متفجراً على مدينة داريا غرب دمشق"، والتي يؤكد من بقي فيها من المدنيين أنه "لا يتواجد فيها إطلاقاً أي عنصر من عناصر جبهة النصرة كما يدّعي النظام السوري"، الذي قال إنه يريد استئناءها من الهدنة لأنه معقل لهذه الجبهة. ووفق مصادر عسكرية في المعارضة السورية، فإن "النظام يحاول التقدم في جبلي الأكراد والتركمان في محافظة اللاذقية شمال شرق سورية، وتشن روسيا غارات جوية مكثفة لم تنقطع على مواقع يُعتقد أن المعارضة تتحصن بها، كما تقصف قوات النظام المنطقة مدفعياً وتحاول بعض الوحدات التقدم برياً لتوسيع مناطق سيطرة النظام، ومنذ الفجر تشهد المنطقة اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وميليشيات موالية لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "محافظات حماة وحمص وإدلب شهدت قصفاً مدفعياً كثيفاً من قبل قوات النظام لم تتوقف منذ الليلة الماضية، مع تواصل معارك الكر والفر دون أن تستطيع قوات النظام السيطرة على مواقع استراتيجية، وشن الطيران غارات كثيفة على ريف حماة الشمالي منها 17 غارة على بلدة اللطامنة وحدها، وقصفت مروحيات النظام بالبراميل المتفجرة قرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي". وتنتظر كتائب المعارضة المسلحة الهدنة بقلق وارتياب من مدى جدّية التزام روسيا والنظام السوري بها، وسط ضبابية في طريقة إعلان هذه الكتائب عن التزامها وقف إطلاق النار، والجهة التي يجب أن يتقدموا عبرها بهذه الموافقة، حيث تقوم كتائب بتفويض الهيئة العليا للمفاوضات بإدراجها ضمن قوائم تعمل عليها الهيئة وتنوي الإعلان عنها، فيما تقوم كتائب أخرى بالتواصل مع الأمريكيين والروس للاستفسار أكثر عن التفاصيل والتعهدات.